رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

بعد وصفها للشفاء وجلب البركة.. هل تحمي شجرة «الكوك» من السحر؟

شجرة الكوك
شجرة الكوك

تعج مواقع التواصل الاجتماعي بالكثير من الصفحات المتخصصة لأعمال السحر والشعوذة، وعلى الجانب الآخر صفحات للشفاء من السحر وإبطال الأسحار بكافة أنواعها، ولم تقتصر على صفحات فقط بل جروبات تعدى أعضاءها الملايين.

شجرة الكوك

وبالبحث عن تلك الصفحات وجدنا "دجالين" يتركون أرقام هواتفهم المحمولة، ووصفات لجلب الحبيب وفك السحر وإبطاله، بل وصل بهم الأمر إلى وصف أشياء غريبة لحماية الأشخاص من فتن الدنيا وجلب الخير والبركة، وآخرها "شجرة الكوك"، على أن يرتدي الشخص من صنعها خاتما أو أسورة أو يمسك المسبحة أو أي شيئا من تلك الشجرة لحماية نفسه وأهل بيته.

 

هل تحمي شجرة «الكوك» من السحر؟

 

واستغرب البعض من هذه الوصفة، وأكدوا أنه لم يرد نص شرعي فيها وأهميتها ولا أية تفاصيل سوى أنها شجرة صُنعت منها سفية سيدنا نوح عليه السلام فقط، وآراء أخرى كثيرة حول هذه الوصفات التي يستعملها السحرة.

وبالبحث عن تلك الشجرة والوارد بها، وجدنا فتوى للدكتور على جمعة، مفتى مصر السابق، حسم المسألة في هذا اللغط المتداول، وقد ورد إليه العديد من الأسئلة حول تلك الشجرة والتي جاءت كالتالي: “يقال إن سيدنا نوحًا عليه السلام قد صنع سفينته من خشب شجرة الكوك، وكذلك عصا سيدنا موسى عليه السلام قد صنعت من نفس نوعية هذا الخشب، فما هي امتيازات وفضائل هذه الشجرة؟، ويعتقد بعض الناس بأن السبح والخواتم المصنوعة من خشب الكوك لها قدرة خاصة على شفاء الأمراض وذلك بشرب الماء بعد وضع تلك السبح والخواتم به لفترة من الزمن، ويحمي الإنسان من الشيطان والسحر. فما رأي الدين في ذلك؟”.


ورد الدكتور علي جمعة، مفتى مصر السابق، وعضو هيئة كبار العلماء، قائًلا: “إن الرأي الديني الإسلامي يجب أن يؤسَّس على كتاب الله أو سنة سيدنا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أو إجماع الأئمة المجتهدين على رأيٍ أو حكمٍ معين، فإذا كان الكتاب والسنة والإجماع خاليةً من الحكم على شيءٍ ما فلا يوصف ذلك الأمر بأنه رأي الدين الإسلامي أو الشريعة الإسلامية”.

وأضاف: “فإن الكتاب والسنة وبالتالي آراء الفقهاء خاليةٌ من مسألة شجرة الكوك؛ سواء من القول الذي يقول: إن سيدنا نوحًا عليه السلام قد صنع سفينته من خشب هذه الشجرة، وكذا عصا موسى عليه السلام منها، وصنع السبح والخواتم منها أيضًا، وما دام الشرع قد سكت عن ذلك فلا يجوز أن ندَّعي صُنْعَ سفينة نوحٍ أو عصا موسى عليهما السلام منها”.

حكم صناعة السبح والخواتم

أما عن صناعة السبح والخواتم، فأكد مفتى مصر السابق، فهو أمرٌ مباح؛ لأن الشرع سكت عنه، أما القول بأن وضع هذا الخشب في الماء يفيد في شفاء بعض الأمراض فهذا مرده إلى التجربة بشروطها، ولا علاقة للشرع الشريف بذلك.

قد يهمك أيضا..

 جمعة: السحر موجود.. وهذا أثره

 

وأشار إلى أنه قد ذكر المفسرون منهم الإمامان القرطبي والرازي- في تفسير الآية (38) من سورة هود ﴿وَيَصْنَعُ الْفُلْكَ وَكُلَّمَا مَرَّ عَلَيْهِ مَلَأٌ مِنْ قَوْمِهِ سَخِرُوا مِنْهُ قَالَ إِنْ تَسْخَرُوا مِنَّا فَإِنَّا نَسْخَرُ مِنْكُمْ كَمَا تَسْخَرُونَ﴾، مستطردا أن سفينة نوحٍ عليه السلام كانت من خشب الساج، ثم عقّب الإمام الرازي بعد ذكر ذلك وذكر طولها وعرضها وارتفاعها؛ فقال في "مفاتيح الغيب" (17/ 345): [واعلم أن أمثال هذه المباحث لا تعجبني، لا حاجة إلى معرفتها البتة، ولا يتعلق بمعرفتها فائدةٌ أصلًا، وكان الخوض فيها من باب الفضول، لا سيما مع القطع بأنه ليس هاهنا ما يدل على الجانب الصحيح] اهـ.