رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

منتجو الجلود يتحدثون لـ«الدستور» عن تفاصيل أكبر مصنع للدباغة

مصنع الدباغة
مصنع الدباغة

اهتمام كبير يوليه الرئيس عبدالفتاح السيسى بصناعة الجلود التى تتميز بها مصر، حيث اتخذ عدة خطوات جريئة لتطوير تلك الصناعة وتنمية مواردها بهدف جعلها إحدى أهم الصناعات الناجحة فى البلاد، وبما يجعل مصر من أفضل الدول المنتجة للجلود. 

واطلع الرئيس، أمس الأول، على المخطط التنفيذى لإنشاء أول مصنع من نوعه لدباغة الجلود فى الشرق الأوسط وإفريقيا، من حيث الحجم والتكنولوجيا الصناعية المتطورة، وكذلك إعادة تدوير مخلفات الجلود وتحويلها إلى أسمدة عضوية ومنتجات صديقة للبيئة، بالشراكة مع الخبرة الإيطالية. 

ووجه الرئيس بالبدء الفورى فى إنشاء المصنع طبقًا لأعلى المعايير التكنولوجية المعمول بها عالميًا، وتوفير كل الآلات الحديثة والتقنيات الصناعية اللازمة فى هذا الإطار، سواء لدباغة الجلود، أو تدوير مخلفاتها لتصنيع الأسمدة، على نحو يؤهل مصر للانفراد فى المنطقة بامتلاك القدرة التكنولوجية وتوطين صناعة دباغة الجلود. عدد من منتجى الجلود والقائمين على صناعتها تحدثوا، لـ«الدستور»، حول تبعات إنشاء هذا المصنع العملاق، على الصناعة فى مصر والاقتصاد بشكل عام، وكيف يمكنه استيعاب أعداد كبيرة من الأيدى العاملة، وجعل مصر فى مصاف الدول المنتجة للجلود حول العالم.

 

محمد مهران: مواصفاته قياسية ومنتجاته ستُنافس مثيلتها الأوروبية

كشف محمد مهران، رئيس غرفة الجلود بالغرف التجارية، عن تفاصيل إنشاء أول مصنع من نوعه لدباغة الجلود فى الشرق الأوسط وإفريقيا من حيث الحجم والتكنولوجيا الصناعية المتطورة، مشيرًا إلى أنه مجهز بأحدث الماكينات على مستوى العالم ومزود بأحدث الأجهزة. 

وأضاف «مهران» أنه يتم التجهيز لذلك المصنع منذ بداية العام الجارى، متوقعًا أن يتم الانتهاء منه خلال الأشهر المقبلة، لافتًا إلى أن الرئيس عبدالفتاح السيسى يجهز لإحداث طفرة نوعية فى صناعة الجلود المصرية، بمواصفات قياسية تنافس المنتجات الإيطالية والأوروبية. 

وأضاف أنه تم التعاقد على أحدث الماكينات الخاصة بالتصنيع النهائى لتزويد الـ١٠٠ مصنع التى ينشئها الرئيس بمدينة الجلود أيضًا، لافتًا إلى أن الرئيس يسعى لتقليل حجم الاستيراد من الخارج والاعتماد على المنتج المحلى فى ظل استيراد مصر نحو ٩٠٪ من استهلاكها من الأحذية من الخارج، واعتمادها فقط على نحو ١٠٪ من المنتج المحلى. 

ولفت «مهران» إلى أن المصنع المزمع إنشاؤه يعد الأكبر والأضخم على مستوى العالم، حيث يقام على مساحة تتجاوز الـ٢٠٠ ألف متر، وأوصى الرئيس بتجهيزه بأحدث أنواع الماكينات المتطورة للدخول للسوق الخارجية بقوة منافسة ترفع أرقام التصدير. وأوضح أن التصنيع بمدينة الروبيكى سيكون محليًا بنسبة ١٠٠٪، وسيتم إنتاج «براندات» أوروبية لجذب استثمارات جديدة، منوهًا إلى أن الرئيس أولى اهتمامًا خاصًا بصناعة الجلود بشكل عام. 

 

شريف يحيى: يستغل وفرة الموارد الخام ويستوعب العمالة

أشاد شريف يحيى، رئيس شعبة الأحذية والمنتجات الجلدية، بهذه الخطوة الإيجابية تجاه تطوير صناعة الجلود ودباغتها والاهتمام الواضح من الرئيس عبدالفتاح السيسى بها، مشيرًا إلى أن ذلك الاهتمام يطمئن قطاع الأحذية والمنتجات الجلدية. وذكر «يحيى» أن هذا المصنع سيفيد على مستوى التجارتين الداخلية الخارجية، ويساعد على طمأنة المستثمر الخارجى، ويمنحه الثقة عبر اهتمام رأس الدولة بصناعة الأحذية والمنتجات الجلدية، ليس من ناحية الصناعة فقط، بل من ناحية توفير المكونات نفسها لإخراج صناعة منافسة. وأضاف أن مصر تتمتع بميزة وفرة الجلود الطبيعية بجودة عالية، وهى ميزة ليست موجودة لدى دول كثيرة، لذلك يعتبر توافر المواد الخام ذات الجودة المميزة ميزة تنافسية هائلة لنا، خاصة مع توافر الأيدى العاملة الماهرة وذات الخبرات الجيدة.

وأكمل أن هذا المشروع الكامل سيكون فى حاجة إلى الأيدى العاملة، وبالتالى يستوعب الكثير من العمالة، مما سيكون له عائد على الدولة وعلى شبابها وعلى تطوير الصنعة بما يتناسب مع المنافسة فى الأسواق العالمية. 

 

خالد رحومة: يُزيد الصادرات ويُعزِّز الانتقال للمدن الجديدة

قال الخبير الاقتصادى خالد رحومة، إن عملية دباغة الجلود تعد واحدة من الصناعات كثيفة العمالة، ما يعنى أن المصنع الجديد سيوفر فرص عمل كثيفة للشباب، ويستوعب البطالة التى تسبب بها انتشار فيروس كورونا.

وأضاف: «إلى جانب ذلك، تحظى مصر بميزة تنافسية جيدة فى مجال صناعة الجلود بشكل عام، تتعلق بتوافر المواد الخام من الجلود الطبيعية، خاصة من الماعز والضأن، والمصنع الجديد سيسمح بالاستفادة منها على أكمل وجه، مع زيادة القيمة المضافة للمنتج المصرى».

وتابع «رحومة»: «توجُّه القيادة السياسية هو توطين الصناعات التى تزيد من القيمة المضافة، وتعزيز الصادرات منها، وتحسين وضع الميزان التجارى، مع توفير مصادر جديدة من العملة الصعبة، وصناعة الجلود الطبيعية تعد واحدة من المجالات المهمة، التى تملك مصر فيها ميزات تنافسية تسمح لها بدخول الأسواق العالمية».

وأكمل: «إلى جانب ذلك، يعد إنشاء مثل هذا المصنع الضخم، وكذلك بناء المدن الصناعية فى المناطق الجديدة، وسيلة مهمة لتعزيز الانتقال إلى المدن الجديدة والحد من التكدس السكانى بالوادى والدلتا، لأن العمالة تنتقل تبعًا لأماكن توافر فرص العمل، وتتوطن إلى جانب المناطق الصناعية، وتسكن المدن المجاورة لها».

عبدالرحمن الجباس: يتكامل مع مصانع الروبيكى ويرفع كفاءة المنتج النهائى

قال عبدالرحمن الجباس، عضو غرفة دباغة الجلود، إن المصنع الجديد سيمثل دعمًا كبيرًا لدباغة الجلود، وسيسهم فى توفير مزيد من فرص العمل للشباب، مع تطوير مهارة العاملين فى هذا المجال، وتأهيلهم وفقًا لأحدث الأساليب العلمية والتكنولوجية فى الدباغة. وأضاف: يضم المصنع الجديد عددًا من الماكينات والتكنولوجيات الحديثة فى مجال التقطيع والعصر والصباغة وغيرها، وستتكامل مع المعدات والتكنولوجيات الموجودة فى منطقة الروبيكى الصناعية المتخصصة فى صناعة الجلود. وتابع الجباس: سيسمح المصنع الجديد بتوفير جلود إضافية لمنطقة الروبيكى، ذات جودة متميزة، خاصة إذا تعامل مع المجازر التابعة للقوات المسلحة، ما يسهم بشكل عام فى تطوير الصناعة، ورفع كفاءة المنتج النهائى.