رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

أصبحت ملاذا للجماعة.. باحثة بلجيكية تحذر من تغلغل «الإخوان» في بروكسل

الباحثة البلجيكية
الباحثة البلجيكية فلورنس

حذرت الباحثة البلجيكية فلورنس بيرجود بلاكلر، من طريقة تعامل حكومتها إزاء مسألة تغلغل جماعات الاسلام السياسي وعلى رأسها  جماعة الإخوان، مشيرة إلى أن الجماعة تعمل على اختراق النسيج الاجتماعي والمنظمات غير الحكومية ومؤسسات المجتمع المدني في بروكسل.

 

- بروكسل ملاذ للإخوان

وكشفت الباحثة بالمركز الفرنسي الوطني للبحث العلمي (CNRS)، في حوار أجرته معها مجلة "ليكسبريس" الفرنسية، أن مناطق معينة في بروكسل أصبحت الآن ملاذا للإخوان وغيرها من جماعات الإسلام السياسي في أوروبا، مضيفة أن العديد من الباحثين المهتمين بدراسة الجماعات الإسلامية يأسفون لحقيقة أن النقاش في هذا الشأن أصبح مستحيلًا في بلد لا يزال يتبع الحياد في الأمور الدينية.

وأشارت "بلاكر" إلى أن تيار الإسلام السياسي استقر في بلجيكا لمدة أربعين عامًا في أعقاب الهجرة من دولهم الأصلية، وعملت جماعة الإخوان على اختراق النسيج الاجتماعي للبلاد واستغلال المنظمات غير الحكومية والجمعيات الخيرية التي تساعد الفقراء والمحتاجين، إلى جانب المؤسسات التعليمية والاجتماعية والإنسانية في بروكسل لنشر أفكارها.

وأوضحت أن "الإخوان" اعتمدت أيضا على الشبكات الإجرامية لمهربي المخدرات وغيرهم من المهربين والخارجين عن القانون الذين يشترون صمت المجتمع تجاه جرائمهم، مضيفة: "ثقافة الصمت هذه تفسر لماذا تتجاهل مؤسسات الخدمات الاجتماعية المشكلات والقضايا الحقيقية التي يواجهها المجتمع المسلم في أوروبا، وهو ما يفسر لماذا لا تزال جماعات الإسلام السياسي موضوعًا محظورً مناقشته".

وأضافت أن بروكسل تعتبر "نقطة الضعف الناعمة في أوروبا" وملاذ لجماعة الاخوان منذ الثمانينيات، حيث تمكنوا من الاستقرار والانتشار في قلب أوروبا والتقرب من المؤسسات الأوروبية دون مقاومة كبيرة أو ردود فعل قوية، ما سمح للأطراف الأكثر سياسية من جماعة الإخوان الأوروبيين الانضمام إلى حركة الإخوان الأم وغيرها من الجماعات "الجهادية".

 

- هيمنة تيار الإسلام السياسي

وتابعت: " الشباب المسلمون البلجيكيون عاشوا في فقاعة يهيمن عليها تيار الإسلام السياسي، التي تعتبر المبادئ الأوروبية عدوانًا معاديًا للإسلام، على الرغم من أن الدستور البلجيكي ينص على الفصل المطلق بين الدولة والدين".

ولفتت إلى أن "الإخوان" تمكنوا من التسلل ببطء إلى بلجيكا والتأقلم مع المجتمعات الأوروبية والدخول في الحياة السياسية "بشكل سلمي ولكن ظاهريا" والتحالف مع الأحزاب السياسية المختلفة، وهو ما وصفه الباحث الأمريكي لورنزو فيدينو في كتابه "الإخوان المسلمون الجدد في الغرب"، لذلك أصبح النقاش عن محاربة الاخوان أمرا صعبا بالنظر إلى اتهامات الإسلاموفوبيا-أو العنصرية ضد المسلمين- التي تروجها تلك الجماعات المتطرفة للوصول إلى اهدافها.

وأشارت في الحوار إلى أنه في البلديات التي يصل عدد المسلمين فيها إلى 45٪ ، لا يمكن انتخاب أي شخص بدون أصوات المسلمين، قائلة "عندما أتحدث عن تصويت المسلمين، فأنا لا أتحدث عن أصوات المسلمين التي يمكن تفسيرها من خلال الخصائص الاجتماعية والاقتصادية المشتركة، فأنا أتحدث عن تصويت على أساس المطالب المذهبية مثل الحجاب والتعليم الإسلامي والمساجد وما إلى ذلك. "

 

- مشروع التمكين السياسي

واستكملت أن الاخوان قامت بتشكيل تحالفات مع الاحزاب السياسية في بروكسل من أجل التأثير على الساحة السياسية، حيث ان جماعة الاخوان دائما ما يكون لديها مشروعات تمكين سياسي ودائما ما تعمل بخطط منذ "مقترحات الخمسين" لحسن البنا، مؤسس الإخوان في عام 1928، مضيفة "جماعة الإخوان الأوروبية فعالة للغاية في ديمقراطياتنا سواء في المشهد الجمعي أو على المستوى السياسي من خلال إستراتيجيتها التي تعمل على التغلغل في الحياة السياسية".

واختتمت حوارها قائلة "بروكسل مكان أساسي للضغط الأوروبي. يتعين على الاتحادات البلجيكية الذهاب إلى الربع الأوروبي للقاء مسؤولين منتخبين ورعاة وصحفيين أوروبيين لا يزالوا يتعاونون مع جماعات الإسلام السياسي، حيث تم إغراء الإسلاميين البلجيكيين وتمويلهم للترويج لأسباب القرب هذه."