رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

الحمل في زمن كورونا.. «حقنة اللقاح» تؤجل حلم الأمومة

الحمل
الحمل

 

ناهد علي، شابة عشرينية، تقطن في مصر الجديدة، حلمها أن تصبح أما لطفل تداعبه ويكون ونيسها في كل الأوقات، إلا تفشى فيروس كورونا جعلها تقرر تأجيل تلك الخطوة لحين استقرار الأوضاع، فقد انتابها قلقا من إنجاب طفل في توقيت زادت فيه سرعة انتشار العدوى، فالحوامل من أصحاب المناعة الضعيفة.

 

"ناهد" اتفقت مع زوجها على تأجيل القرار، وحين ظهرت لقاحات الفيروس بادرا بأخذه لحمايتهما من أي أعراض عنيفة قد تلحق بهما في حالة الإصابة، وباتا أكثر اقتناعًا بتأجيل الإنجاب لحين مرور فترة على أخذهما الجرعة الثانية من لقاح "استرازينيكا".

 

تأجيل الإنجاب خطوة اتخذتها كثيرات من السيدات، لحين التأكد من فاعلية اللقاحات وتراجع نسب الإصابة بشكل ملحوظ، "الدستور" تطرح تساؤلا: هل تضطر السيدات لتأجيل قرار الإنجاب للحصول على لقاح "كورونا" وضمان عدم وجود أعراض جانبية على الجنين؟، وتجيب عنه على ألسنة المتخصصين.

 

الدكتور أحمد رمزي، أخصائي النساء والتوليد، يتفق مع فكرة تأجيل الإنجاب، معللًا أنه في حالة إصابة الأم بفيروس كورونا ستواجه مشاكل في التنفس، وتصبح أكثر عرضة لتجلط الدم، وغيرها من المشاكل التي تلحق بها في وقت تحتاج فيه إلى أن تكون بكامل صحتها لولادة طفل سليم.

 

وأشار في حديثه مع "الدستور"، إلى أن الأمهات التي قد يصبن بالفيروس أثناء فترة حملهن، مايعرضهن بشكل كبير للولادة المبكرة، الأمر الذي قد يجعل الطفل غير مكتمل ويحتاج إلى حضّانة، أيضًا إجراء فحوصات للتأكد من عدم إصابته بالعدوى .

 

بحسب دراسة أجريت في جامعة بريغهام الأميركية، توصلت إلى أن الحوامل المصابات كنّ في حاجة لدخول العناية المركزة أو الاستعانة بجهاز التنفس الصناعي بعد حدوث مضاعفات شديدة باالرئتين، وأن 7% من الحوامل المصابات بالفيروس أكثر عرضة للولادة القيصرية، و19% منهن عرضة للولادة المبكرة، وحتى الوقت الحالي لم تظهر دراسة علمية تؤكد سلامة لقاحات كورونا على الحوامل.

 

علا عامر، فتاة في العشرينيات، تقطن بالدقي، متزوجة حديثًا، لكن قبل إتمام الزيجة في يناير الماضي، اتفقت وزوجها على تأجيل قرار الإنجاب لحين استقرار الأوضاع المتعلقة بانتشار كورونا.

 

واتخذت"علا" القرار بناء على تجارب سيئة أحاطت بها، فإحدى قريباتها توفيت وجنينها بسبب إصابتها بفيروس كورونا ، وأخرى تعاني من مشاكل تنفسية حادة وتحاول إنقاذ جنينها بالمواظبة على العلاج والتنفس الصناعي.

 

وبحسب أحدث تقارير مركز مكافحة الأمراض والوقاية الأميركي أو "سي دي سي"، يحذر من أن  الحوامل أكثر عرضة للإصابة بكورونا مقارنة بغيرهن، ناصحًا بتلقي اللقاح المتاح، لأنه يحميهن من التقاط العدوى أو التعرض لأعراض شديدة في حال الإصابة.

 

الدكتور إسلام العربي، أخصائي النساء والتوليد، ينصح بتأجيل خطوة الإنجاب، تجنبًا للمخاطر التي قد تلحق بالأم والجنين، فالأم في تلك الفترة تكون مناعتها ضعيفة، الأمر الذي قد ينتقل أيضًا للجنين مسببًا تشوهات، خاصة في الأشهر الأولى من الحمل. 

 

وأوضح "العربي"، أن الأبحاث حول تأثيرات كورونا على الحوامل والأجنة لا تزال غير كافية، مشيرًا إلى أنه ضمن المخاوف التي يضعها على قائمته هي انتقال الفيروس من الأم للجنين، ورغم أنه لا توجد دراسات تثبت هذه النظرية إلا أنه لا تزال هناك احتمالية بها. 

 

وبحسب منظمة الصحة العالمية، يمكن إعطاء اللقاح للمرضعات لأن الأطفال الذين يشربون لبن الرضاعة أقل عرضة لخطر الإصابة، كما أوصت بتجنب الحمل لمدة تصل إلى 8 أسابيع بعد التطعيم، كما تم اقتراح تأجيل التخطيط للحمل لمدة شهرين على الأقل بعد التطعيم، لأن بعض اللقاحات تحتوي على فيروسات حية يمكن أن يضر الجنين، لذا يوصي الخبراء بعدم تناول اللقاحات أثناء الحمل.