رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

تحليل فرنسي: لا تدعوا المستبدين يتحكمون في الإنترنت بعد «كورونا»

الإنترنت
الإنترنت

أظهرت جائحة كوفيد19- جانبين من التقدم التكنولوجي، الأول إيجابي، وقد ساعد في توفير اللقاحات الآمنة والفعالة في وقت قياسي، ودعم الاقتصاد بأدوات الانترنت للعمل من المنزل، كما أدى إلى تحسن رصد الأمراض، وتحسن الصحة العامة.
وأضاف الكاتب الصحفي الفرنسي ليونيل لوران، في تحليل نشرته وكالة بلومبرج للأنباء، أن الجانب الثاني، هو الجانب السلبي الذي عزز حملات التضليل التي تشنها جهات مغرضة فاعلة، ونظم استبدادية، والذي عزز أيضا القرصنة والتشويش على الخصوم، كما زاد من الأضرار العامة، مثل تعرض أشخاص لهجمات من أجل طلب فدية، والاحتيال.

هذه هي الحقيقة القاتمة التي يتعين على الغرب التصدي لها مع إعادة فتح الاقتصاد، وتشكل قمة مجموعة الدول السبع الصناعية الكبرى المقررة الشهر الجاري، توقيتا مثاليا لذلك.

ولطالما صدرت تحذيرات العام الماضي من وقوع هجمات الكترونية (سيبرانية)، ولكن حجم المشكلة ومدى انتشارها وصلا إلى آفاق جديدة. 

واتهمت الولايات المتحدة وأوروبا، الصين وروسيا بتصعيد حرب معلومات- ابتداء من نظريات
المؤامرة المتعلقة بجائحة كوفيد19-، إلى نشر معلومات مضللة عن اللقاحات- وأيضا بالهجوم على أهداف غربية، في الوقت الذي تفرض فيه الدولتان مزيدا من القيود على حريات مواطنيهما.

وقالت منظمة "فريدم هاوس" الأمريكية، التي ذكرت العام الماضي إن حوالي 75 في المئة من سكان العالم يعيشون في دول تشهد تراجعا في الديمقراطية، إن الجائحة قد ألقت بـ "ظلال رقمية".

ويقول لوران إنه لا يوجد علاج سهل لهذه المشكلة، فروسيا، على سبيل المثال، تركت دولا مثل المملكة المتحدة في غضب شديد، وهي عاجزة عن ملاحقة مرتكبي الهجمات الالكترونية .

كما أن توجه موسكو وبكين نحو "السيادة" الرقمية، شجع نظما ديكتاتورية أخرى، كما ظهر في إجبار بيلاروس طائرة ركاب شركة "ريان إير" الايرلندية على الهبوط في مطار مينسك الأسبوع الماضي. وفي حرب المعلومات تكمن جذور هذه الأزمة- التي أدت إلى صدع جديد بين الغرب ورئيس بيلاروس القوي، الكساندر لوكاشينكو،الذي يتمتع بدعم الرئيس الروسي فلاديمير بوتين.

وكان الهدف الظاهر للوكاشينكو من إجبار الطائرة على الهبوط هو الصحفي البيلاروسي المعارض رومان براتاسيفتش، الذي يبلغ من العمر 26 عاما، الذي يعيش في المنفى. وبراتاسيفتش هو رئيس التحرير السابق لقناة نيكستا، التي تعمل من خلال تطبيق المراسلة المشفرة، "تليجرام.
ويشير التحليل إلى نمط من التصعيد؛ ففي الشهر الماضي، بعد أيام من اعتقال أجهزة الأمن في روسيا اثنين من بيلاروس واتهامهما بالتخطيط لتنظيم ثورة، قالت مينسك إنها أحبطت "انقلابا" كان يجرى الإعداد له عبر تطبيق زووم لاجتماعات الفيديو.

وكانت السلطات في بيلاروس حجبت العديد من المواقع الالكترونية وفرضت قيودا على الانترنت منذ إعادة انتخاب لوكاشينكو في أغسطس الماضي. 

وكانت الانتخابات مثيرة للجدل، ورأى الاتحاد الأوروبي أنها لا تتسم بالحرية أو النزاهة.