رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

نجيب سرور.. الفنان الشامل

نجيب سرور
نجيب سرور

هو حالة خاصة بين كل مبدعى مصر، فنان شامل، فهو شاعر وممثل ومخرج مسرحى ومؤلف أكاديمى، لم يعش كثيرًا، إذ ولد فى ١ يونيو ١٩٣٢، ومات فى أكتوبر ١٩٧٨، ورغم رحلته القصيرة فى الحياة، فإنه أنجز عددًا كبيرًا من الأعمال الشعرية والمسرحية. 

ترك نجيب سرور ثلاثية «ياسين وبهية» و«آه يا ليل يا قمر»، و«قولوا لعين الشمس»، وهى ثلاثية مسرحية من روائع المسرح المصرى، ومسرحيته النثرية «منين أجيب ناس» الأشهر بين إنتاجه الفنى. 

حياة نجيب سرور نفسها لا تقل دراما عن دراما مسرحياته، فقد ولد فى قرية أخطاب بالدقهلية لأسرة فقيرة، عانى الشقاء منذ طفولته، هو نفسه يقول فى قصيدته «الحذاء»: «أنا ابن الشقاء ربيب الزريبة والمصطبة.. وفى قريتى كلهم أشقياء.. وفى قريتى عمدة كالإله.. يحيط بأعناقنا كالقدر.. بأرزاقنا.. بما تحتنا من حقول حبالى.. يلدن الحياة». 

سافر نجيب إلى موسكو عام ١٩٥٨ لدراسة الإخراج المسرحى، وهناك التقى طالبة الآداب ساشا التى صارت زوجته فيما بعد وأنجبت منه ابنيه «شهدى وفريد»، ثم عمل بالقسم العربى لإذاعة بودابست، وعاد للقاهرة سنة ١٩٦٤. 

بعد هزيمة ١٩٦٧، أصيب نجيب سرور بالجنون، ودخل مستشفى النبوى المهندس للأمراض العصبية والنفسية، وظل به ما يقرب من عامين. لقد عاش نجيب سرور فنانًا عظيمًا وصادقًا، لم يتعامل مع الفن والأدب كمهنة بل رسالة، فعلى قدر ألمه على حال مجتمعه وبلده، كان السقوط المروع له ورحيله عن الحياة مبكرًا. 

رحم الله نجيب سرور.. الفنان الكبير.