رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

«أزمات صعبة وعقد نفسية».. أسرار من حياة الفنان فريد شوقى

فريد شوقي
فريد شوقي

بعد وفاة الفنان المسرحي عادل خيري انضم  فريد شوقي إلى فرقة نجيب الريحاني المسرحية، وذلك بمباركة مدير الفرقة الفنان بديع خيري، وأصبح بطلها الأول وقدم أكثر من عرض مسرحي في وقت واحد، وانتشل بذلك الفرقة من الغرق المحقق.

 

فريد شوقي أكد لمجلة "الموعد" عام 1964، أن الوقوف على خشبة المسرح ليس بالجديد عليه؛ فهو فنان مسرحي بالأساس قبل أن يبحث عن الثروة والشهرة في أضواء السينما، وحينما عاد إلى المسرح من جديد مع فرقة الريحاني شعر وكأنه عاد إلى حبيبته التي هجرها طويلًا، قائلًا: "والله العظيم وشرف أمي أصبحت أكره السينما، والدليل على ذلك أنني عندما كنت أذهب إلى بلاتوه السينما، كان ينتابني شعور بالملل والضجر وأؤدي دوري كمريض يتناول دواءً مُرًا".

 

المشكلة التي واجهت وحش الشاشة كانت الشقيقتين ميمي و زوزو شكيب، اللواتي كنّ يمثلنّ أمام الريحاني منذ ربع قرن "ومع ذلك أجد نفسي مُلزمًا بتجسيد دور الشاب الذي يجتذبه إغراء الست ميمي والست زوزو، ويجري وراء كل واحدةً منهما التماسًا لنظرة عطف أو حب".

 

عقدة وحش الشاشة 

"السبب بسيط للغاية، لأن لبنان هي البلد الوحيد الذي أستطيع على أرضه أن أتزوج البطلة، صباح ونيللي ورندة، وكلماتي لا تشتمل على لغز أو فزورة، وإنما هي تفاصيل عقدة سينمائية أشكو منها منذ سنوات عدة، نتيجة لإصرار المخرجين السينمائيين على حصري ضمن الإطار الضيق لشخصية الشرير".. هكذا تحدث الفنان الراحل فريد شوقي في حواره لمجلة "الموعد" عن عقدته التي عانى منها في السينما، خاصة وأنه كان يطمح لكسر النمطية في الأدوار التي جسدها.

 

وقال الفنان فريد شوقي: "أنا لا يمكن أن أعيش سجينًا داخل هذه الشخصية كما عاش المارد داخل مصباح علاء الدين سنوات وسنوات، أريد أن أحطم القاعدة وأؤدي الأدوار الأخرى، أدوار الحب مثلًا، فهل هذا عيب أو حرام؟".

 

يذكر أن عدد أعمال الفنان فريد شوقي في تركيا وصلت لنحو 15 فيلما، منها مغامرات في اسطنبول وشيطان البوسفور وعثمان الجبال ورجل لا يعرف الخوف والصعلوك وجولار لاعب كرة وغيرها من الأعمال التي تصدر بطولتها وحش الشاشة.

 

وخلال الفترة التي تواجد فيها فريد شوقي في تركيا تسربت العديد من الإشاعات في الوسط الفني عن علاقته بعدد من النجمات هناك، وهي الشائعات التي وصلت لزوجته الفنانة الراحلة هدى سلطان التي أخبرته بنيتها الذهاب إليه والاستقرار معه هناك خلال فترة تواجده وهو ما رفضه تحت مبرر برودة الطقس حتى سافرت إليه دون أن تخبره بموعد وصولها، وحينما طلبت منه العودة للقاهرة رفض طلبها نتيجة لارتباطه بعقود بعض الأعمال الفنية لينتهي زواجهما بعد إصرار فريد شوقي على البقاء في تركيا، إلا أنه وبعد حرب أكتوبر 1973 لم يستمر فريد شوقي كثيرًا في تركيا وعاد إلى مصر.

عقدة هدى سلطان 

بعدما وقع الحب بين الفنان فريد شوقي والفنانة هدى سلطان طلب مقابلتها ليحكي لها عن مشاعره، وتطابقت الظروف والأحوال بينهما، كل منهما جرب الفشل في الزواج.

 

اتفقا على الزواج، وتم ليلة حفل أم كلثوم الشهري في بداية فبراير لعام 1951، وكانت هدى سلطان الزوجة الثانية لـ"ملك الترسو"، وبعد هذه الزيجة والنجاح الفني والعائلي قلت وطأة الخلافات بين "هدى" وشقيقها الفنان محمد فوزي، كما توطدت العلاقة بين محمد فوزي وزوجته مديحة يسري وفريد شوقي وهدى سلطان.

 

وأصر فريد شوقي على أن تعيش ابنة هدى سلطان "نبيلة" معهما في نفس المنزل بعد أن كبرت، وكانت "بسنت" تكتب اسمها بسنت فريد شوقي، رغم أنها ابنة المخرج فؤاد الجزايرلي، حسبما جاء في مذكرات "ملك الترسو" للكاتبة إيريس نظمي.

 

بعد النجاح الذي حققه "ملك الترسو" رفقة زوجته الفنانة هدى سلطان، طلب منها أن تعتزل الفن لتتولى مسئولية البيت والأولاد، لكنها لم تستقر على رأي إلى أن سافر فريد شوقي للعمل في السينما التركية، وبعد عودته لاحظ "ملك الترسو" تغير المعاملة من "هدى".

 

استقباله من "هدى" لم تكن فيها حفاوة أو حماس، أدرك وقتها فريد شوقي أن شيئًا ما قد حدث، وبالفعل كانت قد وقعت على مسرحية من إخراج المسرحي حسن عبدالسلام، لكن الحياة ظلت بينهما هادئة دون مشاكل.

 

لكن بعد زواج ابنتهما الكبرى "ناهد" طلبت الفنانة هدى سلطان الطلاق من الفنان فريد شوقي وأصرت على طلبها، فلم يكن أمام الفنان الراحل سوى الرضوخ لرغبتها، رغم رغبته في استمرار الزواج بينهما.

 

فوجىء فريد شوقي بطلب من المحامية مفيدة عبدالرحمن لإتمام إجراءات الطلاق، وبالفعل نفذ فريد شوقي رغبة هدى سلطان، بعد أن أصرت على طلبها وصرحت بذلك في الصحف والمجلات.

 

بعد الطلاق، كان الفنان فريد شوقي يرفض كل الأعمال الفنية التي تعرض عليه، واستمر على هذه الحالة لمدة ستة أشهر، إلى أن استعاد ثقة المنتجين والمخرجين، خاصة بعدما أعلن عن إفلاسه وعدم قدرته على الإنتاج.