رحّالة السينما محمد عبدالعزيز: لهذه الأسباب لن أخرج فيلمًا لابني كريم

إذا كان الشباب يعرفون كريم عبد العزيز لأفلامه ومسلسلاته فإن والده المخرج الكبير والرائع محمد عبد العزيز هو واحد ممن حملوا على أكتافهم مهمة النهوض بالسينما المصرية، وجزء كبير من إتقان كريم عبد العزيز وبراعته وأدائه يرجع لتيمات يحملها الوالد في جيناته، وتشرب الولد الصغير كل هذا فكان كريم عبد العزيز، وفي السطور التالية نشرح من هو العظيم محمد عبد العزيز.

ولد المخرج العبقري محمد عبد العزيز في 7 أغسطس من عام 1940 وهو شقيق المخرج عمر عبد العزيز والد الممثل الكبير كريم عبد العزيز.

اعتبره النقاد خليفة المخرج الكبير فطين عبد الوهاب، وهو علامة هامة من علامات الكوميديا في مصر، فمنذ انطلاقة محمد عبد العزيز في السبعينيات من القرن الماضي، وحقق إنجازات أقلما يقال عنها أنها كانت رسخت اسمه كأهم مخرجي القرن الماضي.

قدم محمد عبد العزيز العديد من الأفلام والمسرحيات التي ما تزال شاهدة على غبداعه الكبير، وتجدد سيرته في كل لحظة كواحد من أجمل المخرجين.

بدأ محمد عبد العزيز عمله في مجال الفن كمساعد مخرج في أفلام مثل القاهرة 30 عام 1966، وأبي فوق الشجرة عام 1969، ونحن لا نزرع الشوك عام 1970، وثرثرة فوق النيل عام 1971، ثم تولى الإخراج، وكانت بداية عمله في السبعينيات.

كان أول أفلامه فيلم صور ممنوعة: ممنوع عام 1972، ثم أخرج أفلام مثل في الصيف لازم نحب عام 1974، وعالم عيال عيال عام 1976، وألف بوسة وبوسة عام 1977، كما تعاون مع عادل إمام في أفلام مثل المحفظة معايا والبعض يذهب للمأذون مرتين عام 1978، وقاتل ما قتلش حد وخلي بالك من جيرانك عام 1979، تلاها العديد من الأفلام المشتركة بينهم.

أما عن الجانب المسرحي فقد برع فيه حيث قام بتقديم عدة مسرحيات شهيرة مثل شارع محمد علي عام 1991، وعفروتو عام 1999.

وفي مجال الدراما، قام بتقديم عدة مسلسلات منها مسلسل يوم عسل يوم بصل عام 1998، وشجر الأحلام عام 2001، وأبو ضحكة جنان عن قصة حياة الفنان إسماعيل ياسين عام 2009، وكان آخر أعماله مسلسل بابا نور عام 2010 مع حسين فهمى، الذي جمع بين الكوميدية والرومانسية والدراما الواقعية.

صاحب رأي قوي وجرئ

تحدث محمد عبد العزيز عن أهم المشكلات التي تواجه الفيلم المصري في حوار مع جريدة الأسبوع عام 1999،  فمثلا حين أجاب عن سؤال لماذا لا تعترف المهرجانات بالفيلم الكوميدي قال:" لاننا نفتقد الفيلم الكوميدي الجيد، وإن كان هناك نسبة قليلة جدا من الأفلام الكوميدية الجيدة، إلا ان هناك مشكلة أخرى وهي أن القائمين على المهرجانات المحلية يعتبرون أنهم مجرد أن يشاهدوا فيلما كوميديا هذا عيب كبير، إلى جانب أن المهرجانات عندنا تحكمها أشياء أخرى".

لماذا لا توجد ممثلات كوميديات؟

وتحدث عبد العزيز عن أمر مهم جدا وهو عدم وجود ممثلات كوميديات فقال:" ربما يكون السبب في عدم ظهور ممثلات كوميديات من الجيل الجديد أن البنات الصغيرات يحاولن أخذ فرصتهن أولا من خلال الشكل والماكياج، أما بالنسبة لكبار النجوم فقد أثبت الكثير منهم نجاحه في الادوار الكوميدية مثل محمود عبد العزيز وأحمد زكي ونور الشريف، وكل منهم يتمنى العثور على نص كوميدي جيد.

ولام عبد العزيز على المناخ السينمائي الذي استطاع الدخول إلى عمق الممثلين وحولهم إلى مجرد ادوات يناسبون الاعمال فانحازت العملية الإبداعية جانبا لتحل محلها الوظيفية، يقول عبد العزيز:" من سوء حظ ممثلي الكوميديا أنهم وجدوا في مناخ فيه الاسفاف والجري وراء المادة، أظهر معظمهم بصورة متوحشة، ولكن هذه الكفاءات لا تقل مستوى عن الاجيال السابقة.

محمد عبد العزيز المخرج

كان محمد عبد العزيز قد صور فيلم بريق عينيك في اسبانيا، ونقل الروديو أو مصارعة الثيران في الفيلم، وكان أول فيلم يتم فيه تصوير هذه المصارعة.

وصور عبد العزيز فيلمه اهلا يا كابتن في اليونان، وصور فيلم "شفاه لا تعرف الكذب في باريس، فكان كما وصفه سمير صبري في برنامج ماسبيرو بالمخرج الرحالة.

ـ لماذا لم يخرج محمد عبد العزيز فيلما لابنه كريم؟

كان السبب أنه تحدث مع ابنه وقال إن كريم جيل وأنا جيل، هو من يعملون معه جيل خاص، وحين صعد عبد الحليم وكمال الطويل وغيرهم في الجيل القديم قدوما الكثير وهنا انسجام، ولهذا لن أخرج فيلم لابني، أنا أرى أفلام كريم بعين الأب والمخرج، وكريم لديه حس الإخراج وهو الاول على دفعته في قسم الإخراج ويعرض علي الفكرة ونتناقش فيها ويتابعني بالأخبار وأحضر العرض الأول مع الجمهور، وهو شغوف بانطباعي عنه.

رأيت الفيل الأزرق ويحكي لي التفاصيل هو فيلم بهذا الثقل وسط الموجة وكنت قلقا بقوة وفوجئت وبهرت بالايرادات التي تعدت 34 مليون، ولم اكن مصدقا ولكن اثبتا لجمهور أنه يحتاج لأفلام جادة، وانصحه بأن يقوم بعلم فيلم كل عام ومسلسل كل أربعة أعوام.