رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

أشد فتكا من الأسود.. أطباء مناعة يكشفون أسرار «الفطر الأصفر»

الفطر الأصفر
الفطر الأصفر

على مدار الأيام القليلة الماضية أثيرت حالة من الهلع والفزع مع تداول أنباء عن انتشار كبير مرض "الفطر الأسود" وبعده "الأبيض" وثالثهما "الأصفر"، والذي وصف بأنه الأشد فتكاً وخطورة من سابقيه؛ وهذه الفطريات تكون نتيجة ضعف جهاز المناعة سواء بسبب عدوى كورونا أو الأمراض الأخرى المرتبطة بها.

وفي هذا السياق، يقول دكتور أشرف عقبة، رئيس قسم المناعة بجامعة عين شمس، إن الفطر الأصفر ليس جديدا تمامًا،  فجميع أنًواع الفطريات موجودة بجميع بلدان العالم؛ وتحدث بشكل أساسي بسبب سوء النظافة وتلوث الطعام والإفراط في استخدام المنشطات والأدوية المضادة للبكتيريا.

وأضاف عقبة، أن خطورة الفطر الأصفر تكمن في نموه داخل الجسم، ويصيب المرضى الذين يعانون من أمراض مزمنة أو الذين يتناولون أدوية تؤثر على المناعة، وهم أكثر عرضة للإصابة بالعدوى أكثر من غيرهم؛ وتنتشر الالتهابات الفطرية عادة عندما يستنشق الشخص الأسطح العفنة والملوثة والرطبة التي عادة تكون بيئة خصبة لنمو الفطريات والفيروسات، حيث تنتشر الفطريات الصفراء عبر مستويات عاليةمن الرطوبة أو وجود طعام قديم ملوث.

وعن أعراض الفطر الأصفر، يقول رئيس قسم المناعة بجامعة عين شمس، إن فقدان الشهية واضطراب الهضم الأكثر شيوعاً من حيث الأعراض، كذلك التمثيل الغذائي البطيء، والقيئ المستمر والجروح الشديدة وخروج التهابات صديدية وعدم التئام الجروح؛ مضيفاً أن العيون تصاب بحالة غائرة قاحلة في حال الإصابة والهزال الشديد ومن ثم الوفاة.

وأكد عقبة أنه ليس هناك خطورة من الفطر الأصفر إذا ما تم تشخيصه مبكراً وإعطاء الطبيب الأدوية المناسبة؛ وعن الأشخاص الأكثر عرضه للإصابة بالفطريات أوضح أنهم أصحاب الأمراض المناعية مثل مرضى الإيدز؛ أو من يتناول علاجا إشعاعيا وكيميائيا، وكذلك من يتناول أدوية مثبطة المناعة أو تلك التي تحتوي على الكورتيزون؛ لذلك ظهر الفطر الأسود مع فيروس كورونا لاحتواء البرتوكول العلاجي على أدوية بها كورتيزون وتؤثر على المناعة.

وعن طرق الوقاية من الإصابة بالفطر الأصفر، لفت عقبة إلى أنه ليس هناك أدوية تحمي وتقي من الإصابة بالالتهابات الفطرية، لكن الالتزام بالنظافة والجلوس بأماكن جيدة التهوية ونظيفة أهم عوامل الوقاية؛ كذلك تناول الأدوية العلاجية بشكل منظم دون الإفراط وتحت إشراف الطبيب.

من جهتها، أوضحت دكتورة نهلة عبد الوهاب، أستاذ المناعة والفيروسات بجامعة القاهرة، أن الفطر الأصفر لا يشكل خطورة على مصر، ويمكن علاجه عند الكشف المبكر للمرض، حيث أن العلاج المتاح حالياً للوقاية من الفطر الأصفر هو حقنة مضادة للفطريات Amphoteracin B، وهي متاحة في الصيدليات بالسوق المحلية في مصر.

وأردفت عبد الوهاب؛ أن أعراض الفطر الأصفر هي التي قد تشكل خطورة إذا تم التأخر في تشخيصها، حيث تبدأ داخل الجسم مسببة جروحا متقيحة، ثم تخرج على سطح الجسم الخارجي بعكس الفطر الأبيض والأسود اللذان يسببان التهاب الأغشية المخاطية للأنف والعين وكذلك العظام.