رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

رغم ملايين الضحايا.. لماذا تنال الشائعات من لقاحات كورونا وأهميتها لمكافحة الوباء؟

تطعيم ضد كورونا
تطعيم ضد كورونا

مع سعي مصر الدائم لتوفير لقاحات فيروس كورونا المستجد لتوفيرها للمواطنين، من أجل مكافحة والحد من انتشار الفيروس وإتاحة التسجيل للمصريين للحصول عليه، تأتي العديد من الشائعات التي تدعو لعدم الحصول عليه بحجة أنه يسبب الجلطات وأحيانًا الوفاة.

 

وهو ما أكده الدكتور ناجي إسكندر، زميل كلية الجراحين الملكية بلندن، أن "هناك من يروجون الشائعات حول الوباء واللقاحات والعلاجات، وللأسف تلك المجموعة تشمل عددا من المثقفين والأطباء، بيقولوا إن مفيش وباء خالص ودي من حروب الـ5G، وبالنسبة للقاحات بيقولوا إنهم بيزرعوا شرائح مدمجة في البشر علشان يراقبوا تصرفاتهم، وهو أمر خاطئ جملة وتفصيلا". 

وفي هذا التقرير تعرض  "الدستور" آراء الأطباء عن أهمية التطعيم بلقاح كورونا.


أستاذ مناعة: لو 20% من المصريين اتطعموا هنقلل الحالات الحرجة والوفيات

استنكر الدكتور محمد أبو عامر، أستاذ علم المناعة بجامعة المنوفية، موقف المتشككين، والذين يحاولون منع المواطنين من الحصول على لقاح فيروس كورونا، مؤكدًا أن كل اللقاحات المعتمدة لاستخدام الطوارئ من قبل منظمة الصحة العالمية ومراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منه والهيئة الصحية للتجارب الطبية فعالة وآمنة لذا "أي لقاح متوفر خده وأنت مطمن".

وأوضح أبو عامر أن من يدعي أن اللقاحات تسبب جلطات أو تؤدي إلى الوفاة؛ فإن هذا يمكن أن يحدث بنسبة 5 في المليون وهي نسبة طفيفة للغاية، إذا ما قورنت مع أي أدوية أخرى، وعلى سبيل المثال لا الحصر حبوب منع الحمل نسبة تسببها في حدوث الجلطات 5 % ومع ذلك السيدات تنظر لفوائدها في منع الحمل دون النظر للأعراض الجانبية. 

وأشار إلى أن أهمية اللقاح تكمن في الحد من معدلات انتشار العدوى بالفيروس حول العالم  بنسبة كبيرة والدليل على ذلك أن أمريكا وبريطانيا وكندا والصين بعد تطعيم نسبة تصل إلى 50% من شعوبها أصبحت تشهد انخفاض في معدل الإصابات.

وأكد أبو عامر أن زيادة عدد المتلقين للقاح كورونا مع كامل الالتزام بكل الإجراءات الاحترازية اللازمة للوصول إلى المناعة المجتمعية، هو أحد أهم الخطوات في طريق مواجهة الجائحة و محاولة القضاء عليها، والمثال على ذلك انجلترا فبعد استخدام  لقاح استرازينكا على نطاق كبير كانت النتيجة أنهم لأول مرة منذ بداية الأزمة سجلوا صفر إصابات وقلت الحالات الحرجة والوفيات بنسبة 90 %. 

وأشار إلى أنه إذا استطاعت مصر الوصول إلى تلقيح نسبة 20 % من إجمالي الشعب المصري وقتها يمكن أن تقل الحالات الحرجة و الوفيات التي تسبب ضغط على المستشفيات و النظام الصحي بنسبة 80 %، وذلك يمكن تحقيقه لأن زراة الصحة  ولجنة إدارة الأزمة حتى الآن اعتمدوا عدد 340 مركزا لتلقي اللقاحات المتاحة إلى جانب المركز الموجود في أرض المعارض وستكون قوته الاستعابية لعدد 10 آلاف مواطن في اليوم.

وحذر أبو عامر أن جائحة كورونا صعبة ولن تنتهي إلا بالوصول إلى مناعة القطيع المجتمعية وزيادة عدد المتلقين للقاح ضد فيروس كورونا، ورغم أنه لن يقي من الإصابة ولكن سيقلل من الأعراض التي يمكن أن تحدث إذا لم يتلقى التطعيم ولن تصل به إلى الحالة الحرجة التي تحتاج لرعاية مركزة. 

 

الجلطات تحدث لـ 5 أو 7 من المليون فقط وهذا ليس عرض لمنع التطعيم

وأتفق معه الدكتور محمد عز العرب، استاذ الباطنة بالمعهد القومي للكبد، أن أزمة كورونا لن تنتهي إلا بالوصول إلى مناعة القطيع والتي ستحدث بتطعيم ما يقرب من 70% على الأقل من المواطنين أو أن يصاب كل الشعب ثم ننتظر أن تحصل المناعة وهو أمر مستحيل لأنه يعني زيادة الوفيات بشكل هائل ومخيف، لذلك لا يجب الالتفات إلى المتشككين والمروجين للشائعات التي تبث الخوف والرعب من اللقاح. 

وأوضح عز العرب أن في حالة وجود وفيات أو تعرض أشخاص لأزمة نتيجة لبعض اللقاحات فهم يمثلون ما يقرب من 5 إلى 7 في المليون أي أن اللقاح ناجح للمليون ولكنه ليس كذلك لهذا العدد المحدود تمامًا، وهناك العديد من العلاجات التي يمكنها أن تسبب جلطات منها حبوب منع الحمل التي يمكن أن تسبب جلطات لبعض الحالات من السيدات وخاصة من تعاني من الدوالي أو أي أمراض أخرى ورغم ذلك تستمر في تناولها. 

وأكد أنه يمكن لمن يدعو بعدم الحصول على التطعيم بلقاح كورونا أن يكون السبب في وفاة أو الوصول لمراحل حرجة أو أمراض مزمنة للمصابين بفيروس كورونا، ويجب على وزارة الصحة أن تقوم بعمل حملات توعوية وترويجية للتوضيح بأهمية اللقاح مثل حملات 100 مليون صحة، وأن تقوم بتسهيل الاجراءات على المواطنين عن التسجيل والحصول على اللقاح خاصة وأن النسبة التي تم تطعيمها حتى الآن هي قليلة جدًا مقارنة بعدد السكان ولن نصل إلى مناعة القطيع الا بعد خمس أعوام تقريبًا. 

وأضاف عز العرب أن هناك دول مثل إندونيسيا فرضت التطعيم بشكل إجباري على مواطنيها من أجل الحد من تفشي جائحة فيروس كورونا، ولا نريد أن نصل إلى هذا الأمر خاصة أن هذا التطعيم الهدف منه الصالح العام ليس لفرد واحد فقط بل لأسر بأكملها.