رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

رئيس الكونغو في القاهرة: «رحلات مكوكية» لحلحة إقليمية لأزمة سد النهضة

زيارة رئيس الكونغو
زيارة رئيس الكونغو للخرطوم

رحلة مكوكية يجريها رئيس الكونغو الديمقراطية، رئيس الدورة الحالية للاتحاد الإفريقي فيليكس تشيسكيدي إلى السودان ومنها إلى مصر وإثيوبيا؛ لبحث ملف سد النهضة، في إطار السعي وراء التوصل إلى توافق في ملف الأزمة، لتكون هذه الزيارة ضمن سلسلة من محاولات فاشلة لدول عدة للوصول إلى حل سلمي للقضية العالقة.

على خلفية هذه الزيارة، قال الدكتور سيد فليفل، رئيس لجنة الشؤون الإفريقية بمجلس النواب لـ"الدستور"، إن رئيس الكونغو سبق وأن عقد جلسة في كينشاسا مع رئيس إثيوبيا ووزيرى الخارجية والرى السودانيين قبيل زيارته إلى الدول الثلاث مصر والسودان وأثيوبيا، لكنها لم تؤت بنتيجة بسبب تعنت أديس أبابا.

وأوضح فليفل أن الرئيس الكونغولي يعد موضع ثقة للقاهرة؛ لأنه لم يكن له أي انحيازات سابقة كما أن دولته لم تتخذ أي موقف يضر بمصلحة مصر والسودان في ملف سد النهضة، بل امتنعت عن اتخاذ خطوات كانت من الممكن أن تضر بمصالح البلدين في ملف سد النهضة.


وأكد فليفل عمق العلاقات الثنائية بين مصر والكونغو، والتي ازدهرت في فترة حكم الرئيس الراحل جمال عبد الناصر،  حيث شاركت القاهرة في قوات حفظ السلام بالكونغو لسنوات طوال برعاية الأمم المتحدة، وأشار إلى أن مصر يجمعها حالياً مع الكونغو العديد من المشروعات القومية المشتركة  مثل مشروعات فواقد المياه وتعميق المجاري المائية.

وفي ملف سد النهضة، قال:"نحن لا ننظر إلى الطرف الوسيط الذي يجمعنا بيننا وبينه علاقات قوية، لكن الأزمة تتمثل في تعنت الجانب الأثيوبي، لافتًا إلى أن أبي أحمد رئيس وزراء أثيوبيا سبق وأن عرض توقيع اتفاق للملء الثاني للسد، لكن القضية لا تتمثل في ذلك بل أنها تتمركز حول ضرورة التوصل إلى اتفاق ملزم لتشغيل السد ومعرفة برامج عمله، وتوقيتات والمناسيب الخاصة به،  وتأثير ذلك على حصص مصر والسودان من المياه والوضع الزراعي لهما و نشاطهما لتوليد الكهرباء، بل ووضع قواعد وقوانين خاصة وملزمة بكافة السياسة المائية المؤثرة على مصر والسودان.


واختتم رئيس لجنة الشؤون الإفريقية بمجلس النواب حديثه بأنه غير متفائل بزيارة رئيس الكونغو للخرطوم على الرغم من صدق نواياه، بسبب سياسات أثيوبيا المتعنته التي يقوم بها أبي أحمد، لافتًا إلى أن النتيجة الحقيقية لهذه المفاوضات  سنظهر بعد انتخابات إثيوبيا وهل ما كان سيخفف أبي أحمد من استخدام ورقة سد النهضة بعد فوزه أم لا: “في الغالب سيكون فوزه مزورًا فهو شخص ارتكب العديد من المجازر في بلاده، وعلى الرغم من ذلك لم تسحب منه جائزة نوبل ما يدل على دعمه من جهات دولية”.

بدوره، قال الدكتور مختار غباشي، نائب رئيس المركز العربي للدراسات السياسية والاستراتيجية، لـ"الدستور"، إن الكونغو واحدة من الدول الأفريقية التي تحاول أن تلعب دورًا في توفيق العلاقات بين مصر والسودان وأثيوبيا وحل أزمة مفاوضات سد النهضة، مشيرًا إلى أن علاقات مصر والكونغو وطيدة وتتميز بالمتانة، مثلها مثل علاقة مصر مع كافة دول القارة التي حافظت القاهرة على بنائها خاصة بالسنوات الأخيرة.


أضاف أن مصر ظلت لسنوات رئيسًا للاتحاد الإفريقي ولعبت دوراً كبيراً خلال المؤتمرات والندوات التي عقدتها الدول الإفريقية مع الدول الأجنبية كألمانيا والصين، و العديد من الدول الأوروبية، بالشكل الذي أدى الى تحسين صورة الدول الإفريقية جميعها أمام هذه الدول، وهو الأمر الذي يوطد محبة وعمق علاقات مصر بشقيقاتها من الدول الإفريقية ومنهم الكونغو.

أما على الوضع التوفيقي الذي تقوم به حالياً الكونغو بزيارة رئيسها ورييس الاتحاد الإفريقي الخرطوم فأرجح مختار أن أديس أبابا لن تستجيب لمحاولات الوفاق والتوقف عن بناء السد، مهما كانت من محاولات، لافتًا إلى أنه سبق وكان هناك العديد من المحاولات المماثلة والتي قامت بها العديد من الدول بين مصر والسودان وأثيوبيا إلا أنها جميعها باءت بالفشل بسبب أثيوبيا.

‏وعلل مختار ممارسات أثيوبيا بأنها تجعلنا أمام تعنت واضح ينكر الحقوق التاريخية لكل من مصر والسودان التي تقرها المعاهدات الموقعة بين كل من الأطراف الثلاثة"مصر والسودان وأثيوبيا"عام 1929،  1921،1959، والتي تقر أن حصة مصر من المياه 55مليار و500مليون متر مكعب.

‏  لذا أشار نائب رئيس المركز العربي للدراسات السياسية والاستراتيجية"للدستور"، إلى أنه يجب أن تتخذ كل من مصر والسودان خطوات تتناسب مع ما يمثله تعنت اثيوبيا ببنائها سد النهضة من تهديد للامن القومي لكل من البلدين، فيجب أن تشعر أثيوبيا بخطر يهددها نتيجة ما ارتكبته من أخطاء.