رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

8 من أشهر مرنمات الكنيسة يُحدثن الدستور

في عيد القيامة.. تفاصيل أحدث أعمال مرنمات الكنيسة بمصر والمهجر

مرنمات الكنيسة
مرنمات الكنيسة

◄سارة معروف و مريم حلمي وماريان جورج يطلقن ألبوماتهن الأحدث في 2021

◄مارفي صموئيل وماريا القمص يؤانس يلحن ترانيم الكنيسة
◄نعمة اسحق مرنمة تتقن الألحان القبطية في أمريكا
◄نانسي ورفقة يقودان "كلمة الله" منذ 20 عامًا 
 

الترانيم والفن والموسيقى هما روح البهجة التي تدور بين اروقة الكنائس في العيد، حيث يصدح أصوات المرنمين والمرنمات، في عيد القيامة المجيد قائلين "اخرستوس انيستي .. اليثوس انيستي"، ولعل البعض يظن أن الترانيم بالنسبة للكنيسة القبطية الأرثوذكسية، عنصرًا ترفيهيًا في حياة الأقباط، او مُجرد وسيلة تعبير عن محبة المؤمنين لله العلي، أو سرداب يدخلون من خلاله إلى أجواء الصلاة، التي يلزمها الخشوع والسلام الداخلي.

إلا أن ما لايعلمه الكثيرين أن الترانيم وصية كتابية أو بمعنى أدق "أمر إلهي"، فنرى الكتاب المُقدس، على لسان داوود صاحب المزامير، يقول "رَنِّمُوا لِلرَّبِّ تَرْنِيمَةً جَدِيدَةً. رَنِّمِي لِلرَّبِّ يَا كُلَّ الأَرْضِ.. رَنِّمُوا للهِ، رَنِّمُوا.. رَنِّمُوا لِمَلِكِنَا، رَنِّمُوا.. غَنُّوا للهِ. رَنِّمُوا لاسْمِهِ. أَعِدُّوا طَرِيقًا لِلرَّاكِبِ فِي الْقِفَارِ بِاسْمِهِ يَاهْ، وَاهْتِفُوا أَمَامَهُ".

ولعل الأمر لم يوجه لرجال الكنيسة فقط، بل صدر إلى جميع المؤمنين، رجالًا ونساء.

 

المرنمات في الإنجيل

كوادر نسائية مُتعددة، برعت في مجال الترانيم، وذُكرت بين ضفتي الكتاب المُقدس، فنجد أن أول صوت نسائي يصدح في الكتاب المُقدس، كانت مريم أخت نبيا الله، موسى وهارون، فنراها تمسك بيدها الدفوف والصنوج والطبول، عقب النجاة من أكثر المشاهد رُعبًا في الإنجيل.

حيث كان فرعون وقواته في خلف شعب إسرائيل، الواقف في مواجهة البحر الأحمر، ولا مفر من الحصار إلا يد الله التي شقت البحر حتى يعبر الشعب، وهو ما عبرت عنه "مريم" في غنوتها الشهيرة التي غنتها على رأس أول كورال نسائي:«رَنِّمُوا لِلرَّبِّ فَإِنَّهُ قَدْ تَعَظَّمَ. الْفَرَسَ وَرَاكِبَهُ طَرَحَهُمَا فِي الْبَحْرِ».

"دبورة".. امرأة قوية، ورد ذكرها في سفر القضاة، مؤهلاتها المُتعددة، دفعت شعب مُعاند كشعب إسرائيل أن يقبلها كقاضية ونبية وحاكمة عليهم، في أمر فريد من نوعه، وعلى الرُغم من قوتها، إلا أننا نراها امرأة مُرنمة برفقة قائد أخر شُجاع وهو َبَارَاقُ بْنُ أَبِينُوعَم، حينما نصرهما الله سويًا على الملك الشرير سيسرا عدوهما اللدود قَائِلَيْنِ: «لأَجْلِ قِيَادَةِ الْقُوَّادِ فِي إِسْرَائِيلَ،لأَجْلِ انْتِدَابِ الشَّعْبِ، بَارِكُوا الرَّبَّ".

كما نرى ذكر الأصح لدور الكورال النسائي، في النص الكتابي:"وَكَانَ عِنْدَ مَجِيئِهِمْ حِينَ رَجَعَ دَاوُدُ مِنْ قَتْلِ الْفِلِسْطِينِيِّ، أَنَّ النِّسَاءَ خَرَجَتْ مِنْ جَمِيعِ مُدُنِ إِسْرَائِيلَ بِالْغِنَاءِ وَالرَّقْصِ لِلِقَاءِ شَاوُلَ الْمَلِكِ بِدُفُوفٍ وَبِفَرَحٍ وَبِمُثَلَّثَاتٍ. فَأَجَابَتِ النِّسَاءُ اللاَّعِبَاتُ وَقُلْنَ:  «ضَرَبَ شَاوُلُ أُلُوفَهُ وَدَاوُدُ رِبْوَاتِهِ". تشكل ذلك الكورال، كردة فعل لحالة الفرح العارمة، والتي جاءت نتيجة لانتصارات داود في حروبه مع فلسطين، وهزيمته للقائد الفلسطيني جليات.

 

جيل المرنمات الجميل .. الشرق الأوسط يُرنم

ومن الكتاب المُقدس، انبثقت فكرة إحياء الدور النسائي، في قيادة الترانيم داخل الكنيسة، وكان جيلًا جميلًا، فكما غنت فيروز للقلب وقالت "حبيتك بالصيف.. وشط اسكندرية.. ونسم علينا الهوى"، غنت أيضًا للرب فقالت:" المجد لك أيها المسيح بن الله، والمسيح قام من بين الأموات، وتلج تلج عم بتشتي الدنيي تلج، وأيضًا ليلة عيد ليلة عيد الليلة ليلة عيد".

ترانيم فيروز، كان دربًا مشين عليه أخريات، لعل أشهرهن ماجدة الرومي، التي امتعت العاشقين بـ"أدم وحنان، وعيناك ليال صيفية، وأبدعت في "كلمات"، ترنمت وأخرجت ما في جعبتها من هارمونيات مُقدسة وقالت "ارحمني يا الله، ولأجل كلمتك".

الدرب نفسه، تراقص عليها واحدة من أقرب الأصوات لقلوب الشرق أوسطيين، وهي عبير نُعمة، التي قالت "هيدي الدنيي، ووينك، وفي عصفور"، وصرخت في أروقة الكنائس بخشوع قائلة:"كيف لي، ويا مريم البكر فقتي، وقامت مريم".

 

مرنمات 2021 يتحدثن لـ الدستور

مصر قلعة الفن، ومدينة الرب التي باركها، لا عجب أن يرتادن بناتها ويتصدرن قائمة المرنمات اللواتي غزون كل اجتماع وكنيسة في الشرق الأوسط، فرأينا الراهبة سوسنة من دير درنكة، ومنال سمير، ونيفين فكري، وايريني أبو جابر، وغيرهن.

وتحدت الدستور مع باقة من أشهر مرنمات الكنيسة في 2021، اللواتي شرحن تفاصيل قد لا تكون معروفة عن حياتهن قبلًا:

 

سارة معروف

دخلت "سارة" إلى محراب الكنيسة، وهي في سن صغيرة للغاية، فبدأ تترنم لله وهي ابنة عامين تقريبًا، في مشهد يُذكرنا بمريم العذراء، التي دخلت للهيكل في سن مُقارب، فتعلمت "سارة" أن تقول "بابا وماما" وترنم لله، في الوقت نفسه.

قالت سارة، إنها بدأت مشوارها في الترانيم، على يد كورال "كلمة الحياة"، بقيادة ريمونا رسمي، وهو أحد كورالات كنيستها التي نشات بها بحي المطرية، وهي كنيسة السيدة مريم العذراء، وهناك تعلمت أصول الترانيم، وانتقلت فيما بعد إلى "كورال أفا برسوم"، بقيادة عمانوئيل سعد.

سارة التي تخرجت من كلية الآداب جامعة عين شمس، التحقت بفرقة الدكتور جمال سلامة، بدار الأوبرا المصرية، لمدة 3 سنوات، حيث استقت العديد من قواعد الموسيقى والفن، لتطبقها في أداء الترانيم والغناء لله، حتى خرجت لنا في 2021 بألبومها "أبعت حل"، والذي تكون من 13 ترنيمة، عبرت خلاله عن أكبر قدر من طلبات البشر لله.

تحدثت سارة كذلك عن زوجها وأبناءها، فقالت إنه على الرغًم من أن زوجها "مينا نعيم"، لايخدم في مجال التسبيح الكنسي، إلا أنه "سبب خدمتي" –بحسب تعبيرها، فأشارت إلى أنه دائم التشجيع لها، ويدعهما في كافة خدماتها، التي تقوم بها سواء كان ذلك في الصعيد المصري، أو الوجه البحري، أو بلاد المهجر، كرحلتها الأحدث إلى الولايات المُتحدة الأمريكية، حيث قامت بتصوير 3 من ترانيم ألبومها الأحدث هناك.

كما أن أبناءها كريس ذو السنوات الست، وسيلينا البالغة الثالثة عشر من العمر، ترى أن بهما مشروعات صغيرة للعمل في حقل التسبيح الكنسي، مؤكدة أنها تطبق معهما نفس المنهج الذي كان والديها يتبعانه معها في احتواء موهبتها وهي صغيرة، من حب وتشجيع دائم، ومرافقة في البروفات والعروض، والاستماع لترانيمها وتسجيلها على شرائط الكاسيت.

روت "معروف" قصة ترنيمتين من أبرز ما قدمت، فقالت أن "إبعت حل" ترنيمة حملت روح نبؤة، حيث كتبها مؤلفها عماد لوقا، قبيل أن يحل وباء كورونا بفترة كبيرة، إلا أن كلماتها عبارة عن صلاة لله حتى يرفع عن العالم كل الشرور والأوبئة، توارد الفكر هذا دفعها إلى طرح الترنيمة، في موعد مبكرًا عن طرح الألبوم، لتكون خير مُعزي في تلك المحنة، وهي ترنيمة تدفعها للبكاء في كل مرة تترنم بها فكلمتها تخرج من قلبها.

بينما قدمت "احنا بنضعف"، لكي تعين كافة المؤمنين في حربهم ضد خطية الخوف، وبناء على ذلك طلبت من الشاعر "إميل يوسف" أن يكتب لها ترنيمة تساعد كل من يستمع اليها في حربه الروحية ضد خطية الخوف، موضحة أنه ترجم أحاسيسها ومشاعرها بطريقة جذبت كل من استمع إلى الترنيمة.

وأوضحت سارة، أنها كرست الألبوم المطروح حديثًا، على نية عودة البشر لله، مما دفعها إلى نشر ترانيمها عبر منصات الاستماع المختلفة، حرصًا منها على بلوغ الرسالة لكل قلب يبحث عن الله.

المُرنمة سارة معروف

 

مريم حلمي

رنمت مريم حلمي، أول نوتة موسيقية لها، في كورال كنيسة السيدة العذراء مريم، بحي عزبة النخل، في مرحلتها الابتدائية بقيادة هشام سمير الذي كان داعما لها ومتبني لموهبتها، وجاء ذلك تزامنًا مع ملاحظة والديها لموهبتها الموسيقية، الأمر الذي دفعاها إلى تسجيل ترانيمها وهي في سن صغيرة لها، ومصاحبتها في البروفات والعروض، لتشارك في تسجيل أول ألبوم للكورال وهو ذبيحة حب بترنيمتين مركبة جايه وذبيحه حب وكان يشجعها كهنة الكنيسة وخدامها. 

مريم حلمي، الحاصلة على ليسانس الحقوق جامعة عين شمس، قالت إن التحضير لألبومها المطروح حديثًا "روح وحياة"، ذو الـ13 ترنيمة اللواتي كتبهن جميعًا الشاعر رمزي بشارة، - الذي دعمها وشاركها كثيرا في فترة التحضير- استغرق سنوات عدة، إلا ان كل ترنيمه بالألبوم لها مكانه خاصه في قلبها وصلوات ورسائل حقيقية لمستها واحستها، مُضيفة:" أصلي أن يصليها ويلمسها كل من يسمعها".

كما أكدت أن سنوات التحضير للألبوم هانت بدعم زوجها الدكتور والمرنم مايكل فايز، الذي وضع على عاتقه استثمار مواهب بيته في خدمة الله، عملًا بالنص الإنجيلي :"وَأَمَّا أَنَا وَبَيْتِي فَنَعْبُدُ الرَّبَّ"، وهو ما يعملان على تطبيقه سويًا في التعامل مع فيلوباتير البالغ 11 سنة، وكرستيانو ذوالـ6 سنوات.

وكان لمايكل ومريم، تجربة مُشتركة في بداية حياتهما سويًا، جاءت في شكل ألبوم ترانيم حمل شعار "أملك حياتي"، وروت "حلمي" قصص ترانيمها التي رنمتها في ألبومها مثل روح وحياه التي طرحتها قريبا وهي الأقرب لقلبها فهي صلوتها المقربة لله وحالة من الحب التي تعبر بها عنه، إضافة إلى "اشغلني بيك"، وهي ترنيمة من الترانيم التي لم تتحكم في دموعها أثناء تصويرها وتسجيلها فهي تحمل رسالة قوية لكل خادم مشغول بخدمته وهي تستعد لطرحها في الأيام القادمة. 

بينما لـ"انا مستنيك تشفيني"، للشاعر ايميل يوسف، قصة رائعة، حيث كتبت تلك الترنيمة لشقيقتها "نورا" عن اختبار حقيقي تعيشه لذا طلبت خصيصًا أن تُكتب تلك الترنيمة إهداءً لها. موضحة انه ليس أجمل من الترانيم التي تكتب عن اختبارات حقيقة.

كما ضربت "حلمي" مثلًا لقوة عمل الترانيم، في نفوس البشر، بترنيمة "وفيما أظنه لا يستجيب"، التي تسمى بترنيمة المعجزات، لكورال مارافرام السرياني، مؤكدة أنها من أجمل ما ترنمت به، وأوضحت أن كافة التعليقات الواردة على تلك الترنيمة توضح مدى عمل الله من خلال الترانيم ومدى تأثير الترنيمة في نفوس المؤمنين مسييحين وأيَضا مسلمين،  لأنها تتحدث عن استجابات الله للبشر، وقربه الشديد منهم.

المُرنمة مريم حلمي

 

ماريان جورج

اختبرت الله في كل ترنيمة تقريبًا.. هكذا لخصت ماريان جورج علاقتها بالله كجندية مُجندة في جيش مرنماته، فلكل ترنيمة ترنمت بها قصة واختبار وحياة عاشتها ولخصتها في قالب مُلحن.

ماريان جورج، الحاصلة على بكالوريوس التجارة إنجليزي جامعة عين شمس، بدأت تحبو على سلم الترانيم الموسيقي في كورال كنيسة السيدة العذراء مريم بحي المطرية، فى المرحلة الابتدائية.

في حديثها للدستور، أشارت "جورج، إلى سنواتها العشر، التي استغرقتها في التحضير لألبومها الأحدث "هاقول يارب"، الذي يحتضن بداخله 12 ترنيمة، والذي وجهته لكل خليقة الله، وليسمعه البشر جميعًا، ففي خطتها لإعداده، وضعت على قلبها إطلاق ترانيم خارج النطاق العقيدي واللاهوتي، حيث يتسنى كل من "يقول يارب" أن يشاركها السماع.

بدأت ماريان الدخول لعالم الصوتيات، كمرنمة في شريط جمعها باللحن الروحاني، وهو القس موسى رشدي، ليصنعا أول ديو لكليهما في ألبومه الأول بالموسيقى. 

ماريان جورج، زوجة المُخرج السينمائي جوزيف نبيل، روت للدستور قصة ترنيمتها "بتعوضني" و"شكرًا جدًا"، اللتان جاءتا تعبيرا منها على حياة التسليم الكامل لله، وتحمل كل اختبارات الإيمان الممكنة، موضحة أنها تعرضت لأزمة صحية منذ عام كامل، أجرت على خلفيتها عملية جراحية، كما خسرت في الوقت نفسه، شيئًا غاليًا جدًا عليها، إلا أنها أصرت على تقديم الشكر لله على تعويضاته، قبل أن تراها بعينها وتلمسها بأيدها، على يقين تام بأن الله سيمنحها تعويضًا لما خسرته وأفضل، وهو ما تحقق فعليًا قبل كتابة تلك السطور بأيام قليلة، كثمرة لإيمانها.

شددت "جورج"، على دور زوجها المُخرج جوزيف نبيل، في مسيرتاها الروحية والفنية، والذي يُشاركها في كل خطوة فنية تخطوها، ويدعمها في كل موقف، مؤكده على أن كليهما يؤمن بضرورة نقاء يد الخادم قدر استطاعته، سواء كان ذلك في الحقل الفني، أو غيره من كروم الله، موضحة أن المرنم يجب أن يكون متضعًا، مُحبًا، مُساعدًا لكافة المرنمين من أخوته.

المُرنمة ماريان جورج

 

مارفي صموئيل

نشأت فنيًا في أحضان كورال كنيسة السيدة العذراء بالعمرانية، الذي تغنت بأول ترنيمة في الصف الثاني الابتدائي، وبدأت في إخراج أول خطوطها في عالم الهارموني، والألحان في مرحلتها الثانوية.

مارفي صموئيل، خريجة النظم والمعلومات، والتي أخرجت للكنيسة مؤخرًا زخم فني، يترنم به شبابها وبراعمها، مثل ترنيمة "وفيما أظن"، التي روت قصتها للدستور، قائلة:" كانت الترنيمة ستخرج بصوتي إلى الوقت الأخير، برفقة كورال مارافرام السرياني، إلا ان الله كان له تصورًا أخرًا للترنيمة التي هزت قلوب المؤمنين مؤخرًا".

وأضافت:" كنت حبلى بفتاتي -ذات العامين حاليا- جونير أمير، وتأخرت في العودة لمصر؛ لأسجل واحدًا من أجمل الألحان الفالس التي قمت بإخراجها، إلا أن تأخر عودتي من إحدى الدول العربية، لم يُمكنني من التسجيل، فهاتفت مينا نصر قائد الكورال، وأصريت أن تقولها الخادمة والأخت مريم حلمي، التي أدتها اداءً تسبب في تلك الحالة التي يصبح عليها الشباب المسيحي، حينما يستمعون للترنيمة".

عادت مارفي لتثني على دور الكنيسة في دعمها فنيًا، فأوضحت أن الشكولاتة والورد، هدايا حظيت بهما من يد الراعي القديس يوسف أسعد، الذي كثيرًا ما استمع لتمتماتها التي تغلفت بخجل الأطفال، وبنفس الروح أكدت على دعم ذويها لموهبتها بدءً من الأب والأم، والآن الزوج امير شلبي، وهو خادم في حقول أخر غير التسبيح الكنسي، إلا أنه يحب الترانيم ويشجع ذلك النوع من الفنون بقوة.

وروت "مارفي" قصة ترنيمة أخرى، من كثرة انتشارها نسبها البعض للتراث الكنسي، وهي ترنيمة "مين اللي يقدر؟"، والتي أدتها برفقة المرتل ساتر ميخائيل، والذي قام بعمل الهندسة الصوتية لها مهندس الصوت أمير محروس، الذي كان في عجلة من أمره في بداية التسجيل، إلا أنه بعدما استمع إليها ألغى مواعيدة كافة ليحضر تسجيلها لملامستها أعماقه- بحسب تعبيرها.

لم تلمس "مين اللي يقدر؟" اعماق مهندس الصوت أمير محروس فحسب، بل تلامست مع خطاة كثيرين وبعيدين عن الله وأعادتهم إلى الله- هكذا أكدت "صموئيل" للدستور، التي شددت على أهمية الترانيم بالنسبة للكنيسة.

المُرنمة مارفي صموئيل

 

نعمة اسحق

ثمة من يعتقد أن كنيسة المهجر، لا تحظى بغنى مواهبها في مصر، وتلك شائعة حطمتها الإسكندرانية إبنة الصعيد نعمة اسحق، صوت الكنيسة المصرية في الولايات المُتحدة الأمريكية.

 قالت "نعمة" للدستور إنها ولدت بمحافظة الإسكندرية، وانتقلت بعد ذلك مع أسرتها لتقضي فترة الصبا والشباب في قرية أشروبة، بمركز بني مزار، بمحافظة المنيا، ثم انتقلت إلى "العروبة" بمحافظة القاهرة، عقب زواجها قبل أن ترتحل إلى الولايات المُتحدة.

بنغمة يملؤها الفخر، قالت "نعمة": "أنا في أمريكا، وافتخر بأني بنت أشروبة بلد المعلم ابراهيم الجوهري، والقديس يوحنا الجندي"، موضحة انها نشأت على نغمات الألحان القبطية، التي لقنها إياها مُرتل الكنيسة، بمنزل العائلة، في درس خصوصي برفقة شقيقها الشماس مينا.

قدمت "نعمة" ألبومها الأول، ليستقر في كل بيت "صعيدي"، والذي حمل شعار:"راعي الخراف"، في سن الـ12، ليعقبه أخرًا برفقة المًرتل "ساتر ميخائيل"، والذي حمل شعار:"مين غيرك"، وانتقلت عقب ذلك إلى القاهرة، لتخدم في العديد من الكنائس مصر مارمرقس الجيزة، والعذراء بالعمرانية، و ماريوحنا بعزبة النخل، وانتقلت بعدها إلى أمريكا منذ 11 عامًا، لتخدم بكنيسة القديس أبانوب والأنبا أنطونيوس.

روت "نعمة" قصة واحدة من أشهر ترانيمها، وهي ترنيمة "مين غيرك نترجاه؟"، والتي جاءت على لحن "بي أويك"، الذي تتلوه الكنيسة في وقت التناول، موضحة أن الشاعر رمزي بشارة كاتب الترنيمة، كان قد شاهد مقطع فيديو لها برفقة الأرشدياكون ابراهيم عياد، مرتل الكاتدرائية الكُبرى بالعباسية، في تجمع عائلي، يتلون سويًا الألحان القبطية، فطرح عليهما فكرة عمل ديو مشترك، ولاقت نجاحًا كبيرًا.

"في حضن العيلة"، ترنيمة أخرى لنعمة قالت إنها عوضت فيها شعور الوحشة الذي يصيب المغتربين، وأشواقهم لمصر والساكنين فيها، واعتمادهم الكلي على العناية الإلهية ومحبة الله في وسط الغربة، وعن أبناءها ديفيد ونيرفانا، اللذان غالبًا ما يُشاركاها ترانيمها، أشارت انها تحرص على تربيتهم تربية مسيحية حقيقة، لاسيما مركدة أن التربية السليمة ليست بالأمر الهين في الولايات المتحدة، ولن يتمكن أي بيت من إتمامها إلا بالتوكل على الله.

المُرنمة نعمة اسحق

 

ماريا القمص يؤانس

إن كَانَتْ تَسْلِيَةٌ مَا لِلْمَحَبَّةِ، ونجحت المُرنمة والملحنة ماريا القمص يؤانس في تطبيق ذلك النص الكتابي ببراعة، فموهبة التلحين كما استخدمتها في الترانيم، استخدمتها أيضًا في تلحين مواد النصوص والمواد الدراسية في فترة الثانوية العامة، والكلية قبيل تخرجها من كلية الصيدلة بجامعة عين شمس، ليستعين بها الدارسين من بعدها.

وبدأت ماريا مسيرتها في مجال الترانيم أداءً وتلحينًا بين المرحلتين الإعدادية والثانوية، وذلك في كورال كنيسة الانبا بولا والانبا أنطونيوس بعزبة النخل، ثم كورال كنيسة السيدة العذراء بالزيتون.

وأشارت ماريا إلى أن والدها القمص يؤانس، لم يعترض مُطلقًا على موهبتها، بل كان أول المشجعين لها، وكذلك والدتها وأشقاءها، حتى بلغ إنتاجها الفني بين 50 : 100 ترنيمة.

وروت ماريا "قصة أقرب الترانيم لقلبها وهي ترنيمة "في وقت الصلاة". التي أدتها ولحنتها مع كورال مار افرام السرياني، موضحة أنها كثيرًا ما تحب أو توجه رسالة عن قيمة الصلاة، وقوتها وفاعليتها، وجاءت تلك الترنيمة التي كتبها الشاعر مسعود حماية فرصة لتشرح للعالم كله ما ما في داخلها عن الصلاة.

 

المُرنمة ماريا القمص يؤانس

 

نانسي جرجس ورفقة سمير.. قائدتا كورال كلمة الله

"قعدة في بيت رفقة خلتنا نأسس كورال كلمة الله".. بتلك الكلمات لخصت "نانسي جرجس" بدايتهما مع كورال "كلمة الله" بكنيسة القديس العظيم الأنبا أنطونيوس بحلوان، موضحة انها بدأت مسيرتها الفنية في المرحلة الثانوية بنفس الكنيسة.

اوضحت نانسي أنها ورفيقتها "رفقة"، على علاقة وطيدة تشبه الأخوة حتى اقترن أسميهما ببعض، مما ساعدهما في جلسة في منزل الثانية على التفكير في إطلاق كورال يجمع شباب الكنيسة، مستمرًا لاكثر من 20 عامًا، ويستعد حاليًا لإطلاق إصداره الأول "مخلقتكش"، الذي تؤدي ترنيمته الرئيسية نانسي جرجس برفقة المرنم يوحنا فيكتور.

عن قصة الترنيمة أوضحت نانسي أنها تعبر عن الحالة الرائعة التي خلق الله عليها الإنسان، ومقارنتها بالصورة التي وصلت عليها البشرية الآن، بفعل الخطية.

نانسي، الحاصلة على بكالريوس التربية جامعة حلوان، قالت إن زوجها الخادم مينا اسحق، دائم التشجيع لها في خدمتها، حتى في اوقات الاحباطات، كما انها دائما ما تسعى لتنمية موهبة أبناءها يؤانا ذات الـ11 عامًا، وأرساني ذو الـ6 سنوات.

وقالت رفقة سمير، الحاصلة على بكالريوس السياحة والفنادق من جامعة حلوان، والمتزوجة من القس أرسانيوس جابر، راعي كنيسة الشهيد أبي سيفين بحلوان، إنها بدأت مسيرتها في التسبيح والترنيم وهي في المرحلة الابتدائية، بكورال كنيسة الشهيد العظيم مارجرجس بحلوان.

وأوضحت أن زوجها، أكثر من يقدر ويقيم قيمة التسبيح الكنسية، فقد كان قائدًا لكورال كلمة الله لفترة قبيل سيامته الكهنوتية، وبناء عليه فهم يكتشفون حاليًا بذار الميول الفنية لدى نجلهما الأكبر بيشوي ذو الـ11 عامًا، الذي بدأ حاليًا بالعزف على البيانو، بينما يعملون على تقوية الحس الموسيقي ذو الطابع الروحي للصغير ذو الثلاث سنوات فيلوباتير.

وروت "رفقة" للدستور قصة ترنيمتها "اعتبرني" التي تعبر عن قصة كل نفس بشرية تقف امام بعد ارتكاب العديد من المعاصي، فبعد أن تكسر وصاياه، تقف أمامه لتقول "اعتبرني حالة نادرة بين خليقتك يا يسوع تعالى نبدأ من جديد"، في عشم كبير في رحمة الله، الذي لم يخذل أي من المتعشمين فيه مطلقًا.

 

المُرنمتان نانسي جرجس ورفقة سمير.. قائدتا كورال كلمة الله