رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

الشعب يريد يفهم يا عميد

كتبت قبل كدا سريعا عن مفهوم "عميد لاعبي العالم"، إنما خليني أحكي لك بـ التفصيل شوية:

الفيفا بذلت جهود جبارة، لـ إحكام السيطرة على عالم كرة القدم، وإنه لو بغلة في العراق تلاعب بغلة تانية في المكسيك، في أي إطار أو حتى من غير إطار، لازم يدفعوا الخراج.

الجهود دي كانت كتيرة ومتنوعة، أصلهم، لو في العادي كدا، ما يقدروش يجبروا الناس تلعب تحت مظلة الفيفا، 

إحنا هنامش بـ صدد استعراض كل الجهود، اللي يهمنا منها هو استغلال الأرقام، وتحويل بعضها إلى ألقاب، وكان من بداية هذه الأمورلقب "عميد لاعبي العالم"، بل ربما كان هو البداية.

دلوقتي، إحنا كنا بـ نلعب الماتشات الودية، والبطولات غير الرسمية، والكؤوس الدعائية، بعيدا عن الفيفا، فـ قال لك: إحنا هـ نسجل الحاجات دي، وهـ نعترف بيها، وتتلعب تحت مظلتنا.

في بادئ الأمر، مش كل الناس استجابت، ومش في كل الحالات، وفيه ناس شافت فايدة ما، فـ قبلت، فـ بقى فيه حاجات تتسجل، وحاجات ما تتسجلش، اللي بـ يتسجل طبعا، أرقامه بـ تزيد تلقائيا.

ثم جه قال لكإحنا هـ نمنح لقب "عميد لاعبي العالم"، لـ اللاعب الأكثر مشاركة بـ قميص بلاده، طلع حسام حسن، طيب "العميد" لعب كام ماتش مع المنتخب؟

176 مباراة، رقم يخض.

كام ماتش منهم في مسابقات رسمية؟ وكام ماتش "ودي"؟ الإجابة: 99 ماتش، و77 ماتش، الـ 99 دول الودي مش الرسمي، والـ 99 دول، منهم 71 ماتش وديات بـ لا أي إطار، اللي هو مصر تستضيف توجو، نلعب ماتش في أسوان، بدال ما إحنا فاضيين.

دولة خليجية، مستضيفة منتخب مصر، يلعب له تلات ماتشات في أسبوع، أو حتى بـ تستعد لـ بطولة، فـ تلعب ماتشين على سبيل التجهيز، كل دا والحسابة بـ تحسب، مع إنها ما كانتش بـ تجسب قبل كدا.

غير الـ 71 ماتش دول، فيه 28 ماتشفي كؤوس ودية أو دعائية، زي كاس إل جي، كاس ملك تايلاند، يا راجلإحنا لعبنا  في كوريا الجنوبيةحاجة اسمها "كاس السنة القمرية الجديدة". 

كل الحاجات ما كانتش بـ تتحسب، بقت بـ تتحسب، بل إنها تساوي تماما ماتش هولندا في كاس العالم.

وقتها، طلع كذا لاعبيقولوا إنهم لاعبين ماتشات أكتر من حسام حسن، أقربهم عدنان الطلياني، وآدي إثباتات بـ الماتشات، قالوا له:سجلتها في الفيفا؟اتلعبت تحت مظلتنا؟لأ، يبقى روح عايزينك في البيت.

بس كدا حضرتك، الرقم فعليا هو"الأكثر مشاركة مع منتخب بلاده

تحت مظلة الفيفا"، أصله لو حسبنا مثلا، بيليه لعب كام ماتش ودي، محتاجين حسابة بـ الكهربا، الراجل ما كانش بـ يون، بس مش محسوب، لـ إنه مش تحت مظلة الفيفا.

حكاية "عميد لاعبي العالم" دي، تبعها حالة هوس بـ الأرقام الدولية عموما، بعدها أعلنوا علي دائي الإيراني، كبير هدافي المنتخبات، لما كسر رقم بوشكاش الدولي.

بس حضرتكعلي دائي سجل أهدافه في 146 مباراة، بينما بوشكاش لعب 84 مباراة بس، نتيجة طريقة احتساب المباريات! مالناش فيه، مين مسجل "أكتر"؟علي دائي؟ يبقى هو كبير الهدافين.

حسام حسن هو الهداف التاريخي لـ منتخب مصر، بـ 68 هدف، "الرسمي" منهم 33، والباقي ودي وكاس السنة القمرية.

بـ المناسبة:مش عايز يتفهم من كلاميإني بـ أقلل من أرقام حسام، حسام أرقامه أسطورة فعليا، من غير الحبشتكانات دي، المشاركة في 77 مباراة دولية، رقم أكتر من عظيم، وتسجيل 33 هدف، رقم يضعه بين العظماء، وهو مهاجم سفاح، لا ينتطح في ذلك عنزتان، إنما كلامي كله عن "الضخامة" المفتعلة.

نرجع لـ الفيفا، اللي استغلت الأرقام الضخمة، اللي نتجت عن احتساب الأرقام الدولية، وخلقت حالة من الهوس بيها، امتدت لـ كل المنظومة: الاتحادات والإعلام. الهوس دا هـ يخلي فيه هسهس بـ الأرقام، خصوصا الضخمة. حتى لو مفتعلة

وهو دا اللي جابنا ورا