رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

لتسليط الضوء على الإرث الثقافي والحضاري

بشعار «تراثنا رأس مالنا».. تونس تبدأ احتفالاتها بشهر التراث لعام 2021

تونس
تونس

تحتفي تونس سنويا بالتراث الثقافي المادي واللامادي في كافة جهات الجمهورية وذلك عبر تنظيم حفلات وعروض للفنون الشعبية ومعارض للصناعات التقليدية، وتحت شعار "تراثنا رأس مالنا" تنظم وزارة الثقافة التونسية فعاليات شهر التراث في دورته الثلاثين للعام الجاري 2021 من يوم 18 أبريل الجاري إلى 18 مايو المقبل.

ويعد "شعار تراثنا رأس مالنا" دعوة ضمنية لكل الأفراد والمجتمع المدني من أجل تحمل مسؤولية صون الإرث الثقافي والحضاري، ومن المقرر أن يسعى شهر التراث إلى تسليط الضوء على مفهوم التراث الثقافي كنتاج إنساني متراكم لعصارة الفكر والقيم والمعارف والمهارات التي خلفها لنا الأسلاف، والتي صهرت الهوية الثقافية للبلاد ووضعتها في المشهد الثقافي الكوني، وفي استثمار لتكنولوجيا المعلومات والاتصالات، ستكون البيئة الإلكترونية حاضنة لترويج التراث الثقافي في شهر التراث لعام 2021، ويحتضن الموقع الأثري بأذونه فعاليات افتتاح شهر التراث على أن يقع الاختتام بمتحف التراث التقليدي بدوز من ولاية قبلي.


 - تعزيز الوعي بشأن تنوع التراث الثقافي


ويحتفل العالم يوم 18 أبريل من كل عام باليوم العالمي للتراث، حيث اقترح المجلس الدولي للمباني والمواقع الأثرية عام 1982 هذا اليوم لتعزيز الوعي بشأن تنوع التراث الثقافي للبشرية ومضاعفة الجهود اللازمة لحماية التراث والمحافظة عليه، وذلك حسب الاتفاقية التي أقرها المؤتمر العام لمنظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة (اليونسكو) في باريس عام 1972، و قد تم تخصيص يوم التراث العالمي بغرض حماية المواقع الأثرية من العبث والتدمير، وذلك من خلال إعداد التشريعات والأنظمة والسياسات العامة التي تلزم المؤسسات والأفراد بالحفاظ على المواقع التراثية والأثرية بحسب الاتفاقية التي وقعتها اليونسكو.


ومن منطلق تلك الأهمية للمعالم يتم ترشيحها من قبل لجنة التراث العالمي التابعة لليونسكو للإدراج ضمن برنامج مواقع التراث العالمي الذي تديره المنظمة الأممية، وقد تكون تلك المعالم طبيعية كالغابات وسلاسل الجبال وقد تكون من صنع الإنسان كالبنايات والمدن وقد تكون مختلطة.\

 

- أبرز المواقع التراثية في تونس



وتزخر تونس بالكثير من المواقع التراثية الثقافية والطبيعية فهي تحتل المرتبة الثانية بين الدول العربية برصيد 8 مواقع منها 7 مواقع مختلطة هي:

- مدرج الجم الروماني 1979:

يعد أكبر كوليزيه أو كولسيوم في شمال أفريقيا، وهو مدرج روماني ضخم، عبارة عن طبقات من مدرجات بيضاوية تتسع لما يعادل 35 ألف مشاهد، يرجع إلى القرن ال(3) الميلادي في عصر الإمبراطورية الرومانية، وتم إنشاؤه للاحتفال بانتصارات المحاربين الرومان، ويوجد في مدينة الجم الساحلية، التي تبعد حوالي 205 كلم عن مدينة تونس.

- مدينة تونس القديمة 1979:

إحدى أهم مدن العالم الإسلامي منذ سيطرة حكم المهديين والحفصيين في الفترة ما بين القرن 12 – 16 ميلاديا، وتضم 700 نصب من قصور ومساجد وأضرحة ومدارس وموارد ماء تشهد على تاريخ المدينة العريق.

- قرطاج الأثري 1979:

تأسست قرطاج في القرن ال9 قبل الميلاد عند خليج تونس ثم تحولت ابتداء من القرن ال6 إلى إمبراطورية تجارية شغلت جزءا كبيرا من منطقة البحر المتوسط، وشكلت مركزا تجاريا لحضارة ساطعة، استطاعت احتلال أراض من روما خلال الحروب البونيقية، لكن قضت عليها روما عام 146 ق. م وأقامت على أنقاضها قرطاج ثانية رومانية.

- مدينة كركوان البونيفيقية ومقبرتها 1985:

هي مدينة فينيقية هجرت خلال الحرب البونيقية الأولى حوالي 250 ق. م ولم يعد الرومان بناءها مرة أخرى، حيث تتضمن الآثار الوحيدة المتبقية لمدينة فينيقية وبنيقية، وتعد بيوت هذه المدينة دليلا كبيرا على تطور التنظيم المدني في بناء المدن في تلك الفترة.

- مدينة سوسة 1988:

تعد نموذجا هاما من نماذج مدن القرون الإسلامية الأولى، فقد كانت مرفأ تجاريا وعسكريا هاما في عهد الأغالبة، في الفترة ما بين 800 – 909 م، حيث شكلت في الماضي عنصرا من نظام دفاعي ساحلي بقصبتها وأسوارها ومدينتها القديمة والمسجد الكبير، ورباطها النموذجي الذي يجمع بين وظيفته كقلعة وكنصب ديني.

- القيروان 1988:

نشأت مدينة القيروان ذات الطابع الإسلامي المميز عام 670 م في ظل حكم الأغالبة، وازدهرت في القرن ال9، وقد ظلت محافظة على طابعها الديني الأبرز رغم انتقال العاصمة السياسية إلى تونس في القرن ال12، ويتضمن تراثها المعماري الغني بشكل خاص المسجد الكبير بأعمدته المصنوعة من الرخام التقليدي والرخام السماقي ومسجد الأبواب الثلاثة.

- دقة 1997:

شكلت مدينة دقة التي تعلو تلة مشرفة على سهل خصب بالشمال الغربي لتونس، عاصمة لدولة ليبية وبنيقية قبل قيام الإمبراطورية الرومانية بضم نوميدية، ثم ازدهرت تحت حكم الرومان والبيزنطيين بعد ذلك، وتضم العديد من المواقع الأثرية من معابد ومقابر وحمامات ومنازل رومانية، وتحصينات بيزنطية، ومواقع أثرية ليبية.
 

- محمية إشكل الوطنية 1980:



تشكل بحيرة إشكل ومناطقها الرطبة استراحة ضرورية لمئات ملايين الطيور المهاجرة من بط وإوز ولقالق ونحام زهري، وغيرها من الطيور التي تأتي للحصول على الغذاء والسكن، وتشكل المحمية الأثر الأخير لسلسلة من البحيرات امتدت قديما عبر أفريقيا الشمالية.

جدير بالذكر أن كل موقع من مواقع التراث يعد ملكا للدولة التي يقع ضمن حدودها ولكنه يحصل على اهتمام من المجتمع الدولي للتأكد من الحفاظ عليه للأجيال القادمة.