رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

نيويورك تايمز: وقف لقاح «جونسون أند جونسون» مؤقتًا أمر منطقى

كورونا
كورونا

رأت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية، أن الإيقاف المؤقت للقاح "جونسون أند جونسون" هو أمر منطقي، غير أنها أشارت إلى أنه ربما كانت هناك طرق أفضل للتعامل مع الموقف لكن المسئولين فعلوا ما يتعين عليهم القيام به.

وقالت الصحيفة- في مقال افتتاحي أوردته في موقعها الالكتروني اليوم الخميس- إنه عندما ربطت البيانات بين وجود اضطراب مميت يتمثل في تجلط الدم وبين لقاح فيروس كورونا من شركة جونسون أند جونسون، قامت إدارة الغذاء والدواء ومراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها بما تعهدوا بعمله وما يفعلونه دائما تقريبا في مثل هذه المواقف: فقد نصحوا الأطباء والصيادلة بوقف استخدام اللقاح مؤقتا أثناء قيامهم بالتحقيق في الأمر.

ومن المتوقع أن يستمر هذا التوقف لبضعة أسابيع، كما من المتوقع أيضا أن يكون خطر الإصابة بهذا التأثير الجانبي المحتمل ضئيلا جدا مقارنة بالمخاطر المرتبطة بفيروس كورونا للأشخاص غير المحصنين.. فقد تم الإبلاغ عن ست حالات تجلط في الدم فقط في الولايات المتحدة حتى الآن من أصل 6.5 مليون لقاح لجونسون أند جونسون تم منحه.

ومن المنتظر أن توافق إدارة الغذاء والدواء على استمرار استخدام لقاح الشركة، ربما مع بعض الاستثناءات للأشخاص الذين لديهم مخاطر عالية للإصابة بالتجلط في الدم، وبالتأكيد تقريبا مع بعض الإرشادات حول كيفية مراقبة الحالة المعنية وعلاجها.

وأضافت الصحيفة أن حقيقة أن مثل هذه التوقفات شائعة في التجارب السريرية وفي مراقبة الأدوية بعد التسويق ، لم تحل دون قيام النقاد بتوجيه إدانات لإدارة الغذاء والدواء ومراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها .. وفي الساعات التي أعقبت الإعلان أمس الأول الثلاثاء حذر النقاد من أن قرار الوكالات سيكلف أرواحا ويزيد من التردد بشأن اللقاح ويثير ارتباكا واسع النطاق لا يمكن التوفيق خلاله.

فهذا الخوف والإحباط مفهومين، حسب الصحيفة، التي رأت أن هذه لحظة محفوفة بالمخاطر في جائحة كانت قاتلة- حيث فقد ما يقرب من ثلاثة ملايين شخص في جميع أنحاء العالم- ولا نهاية لها.. وفي الوقت ذاته تتزايد معدلات التطعيم بشكل مطرد لكن المتغيرات لا تزال متواجدة.

وتشكل جرعة جونسون أند جونسون جزءا صغيرا من إجمالي إمدادات اللقاح في الولايات المتحدة- أقل من 5 في المائة- وفقا للبيت الأبيض.. غير أن لها دورا حاسما تلعبه نظرا لأن التطعيم بها لا يتطلب سوى جرعة واحدة وليس جرعتين، فقد كان هذا اللقاح الخيار المفضل للمجتمعات التي يصعب الوصول إليها والأماكن التي ينتشر فيها التردد بشأن أخذ اللقاح (لأنه من الأسهل إقناع شخص بتلقي اللقاح مرة أكثر من مرتين)، وغالبا ما تكون هذه المجتمعات هي نفسها المجتمعات التي يكون فيها خطر الإصابة بـ كوفيد- 19 أكبر، ومن ثم فإن تقويض الثقة ليست بالأمر الهين، في هذه اللقطة على وجه الخصوص.

ولكن إذا تخطى مسئولو الصحة الفيدراليون هذه الخطوة- أي إذا قرروا عدم الإبلاغ عن تطور الجلطة الدموية- فإن ذلك سيشكل أيضا مخاطر.. ففي الولايات المتحدة- كما هو الحال في أي مكان آخر- يعتمد التطعيم على المراقبة الدقيقة والتصحيحات السريعة للمسار في حالة الطوارئ، وهذا ينطبق بشكل خاص على اللقاحات ضد فيروس كورونا لاسيما في ظل سرعة التصريح بها، ويمكن أن يؤدي تغيير البروتوكول العادي إلى تقويض الثقة بسهولة وزيادة معدلات التردد ومنح الفيروس ميزة أخرى، بعدم تلقي التطعيم.

وأشارت "نيويورك تايمز" إلى أنه من العدل التفكير فيما إذا كان لدى المسئولين خيارات أخرى.. فربما يكون من المنطقي المضي قدما في التحقيق مع الاستمرار في التطعيم، أو على الأقل عدم إلغاء مواعيد اللقاح الحالية، ثم التكيف مع الوضع حسب الحاجة إذا ظهر أمر أكثر إثارة للقلق.

ومضت الصحيفة تقول إنه من الصعوبة بمكان تحديد ما إذا كان اتخاذ هذا النوع من الإجراءات سيحقق أداء أفضل في تهدئة المخاوف والحفاظ على الثقة، إذ قد يفترض العديد من الأشخاص المترددين في تلقي اللقاح أنه إذا كانت المشكلة سيئة حقا، فسيتم إيقاف اللقاح.

واختتمت الصحيفة الأمريكية مقالها قائلة إنه من شبه المؤكد أن لقاح جونسون أند جونسون سيظل سلاحا حاسما في معركة يائسة يسعى جميع الأمريكيين لإنهائها، وأفضل شيء يمكن أن يفعله داعمو اللقاح هو تذكر ذلك وتذكير الجميع به في الأيام المقبلة.