رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

محمد سمير ندا: مصر عصارة كل الثقافات والرسالات السماوية مجتمعة

محمد سمير ندا
محمد سمير ندا

عن الجدل الذي أثير حول هوية مصر وهل هي عربية إسلامية أم مصرية، قال الكاتب الشاب محمد سمير ندا في منشور له عبر حسابه الشخصي بـ«فيس بوك»: «الاحتفال في حد ذاته والفيلم القصير الذي عُرض قبله ومهد له، وقدمه خالد النبوي، وأداء الأوركسترا البديع الذي وضع موسيقاه هشام نزيه وقاده نادر العباسي، وطريقة الاحتفاء بملوك مصر الفرعونية وتكريمهم من خلال هذا الموكب المهيب، والأزياء والأضواء ومشاعل النار كلها خطوات محمودة مهمة وضرورية، تهدف إلى تذكير المصريين بهويتهم الحقيقية، تلك الهوية التي باتت -فجأة- في العقود الأخيرة محل استفسار واستفهام وتنازع بين أكثر من طرف».

وتابع: «مصر لا يمكن اختزال هويتها في حقبة زمنية واحدة أو ثقافة واحدة، ولعل انتقال خالد النبوي بين المسجد والكنيسة والمعبد اليهودي كان أهم ما حوته رسالة هذا الاحتفال، لأن الواقع بمنتهى البساطة، أن مصر هي الرحم الجامع لكل الثقافات والحضارات والأديان؛ هذه حقيقية لا يمكن إغفالها أو تشويهها أو الالتفاف حولها بأي طريقة، لأن الأدلة على ثبوتها لا تعد ولا تحصى».

وأضاف: «مصر ليست فرعونية فحسب ليست قبطية فحسب، ليست عربية فحسب، مصر ليست وثنية، ولا يهودية، ولا مسيحية، ولا إسلامية، إنما هي عصارة كل هذه الثقافات والرسالات السماوية مجتمعة، هي الرداء الفضفاض الذي اتسع ليجمع بين المتناقضات والأضداد، هي الحضارة الأم، وهي أم الحضارات التي ضفرت في جدائلها الممتدة على ضفتي النيل كل الأصوات والوجوه والأفكار».

واختتم: «مصر.. التي لم تكن يومًا محض أرض تصارعت عليها الإمبراطوريات والممالك ونهشت أطرافها جحافل الغزاة، ليست حكرًا على طائفة أو ثقافة أو فئة وإن سادت، مصر لا تمتلكها الأكثرية، ولا تطالب بها الأقلية، فيا أيها المصري الحائر بين الخطابات والوجوه والأيدولوجيات اعرف تاريخك، افخر بهويتك، مارس معتقداتك كما تشاء، ولكن قبل هذا وبعده، تذكر من أنت، واعرف فوق أي أرض تضع قدميك».