رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

الهجوم والدفاع


تأتي الأهداف نتيجة؟ فيه إجابتين للسؤال دا، الأولى، الفريق المهاجم أجاد، سواء كانت إجادة جماعية لكذا لاعب، أو إجادة فردية للاعب بعينه.
الإجابة التانية، الفريق المدافع (بما في ذلك الحارس) تخاذل، أو خلينا نقول قصر في واجباته، وارتكب أخطاء، سمحت للفريق المهاجم بالتسجيل.
تمام، لما نيجي بقى نتابع كرة القدم، بنلاقي إنه الأغلبية العظمى الكاسحة من الحالات اللي بنشوفها، الحاجتين حصلوا مع بعض، مش عايز أبالغ، بس ما أتصوره، إنه دا حاصل في 95% من الأهداف، ويمكن أكتر.
نادرة جدا جدا الأهداف اللي بتيجي نتيجة خطأ من الفريق المدافع، دون أي دور للفريق المهاجم، أو العكس، الفريق المدافع عمل كل المطلوب منه، دون أي تقصير، بس الفريق المهاجم أجاد بصورة لا يمكن صدها.
إنما برضه، هل الحاجتين بيحصلوا بنفس القدر؟ مش ممكن يكون الإجادة من الهجوم عليها 90% من الهدف، أو يكون التقصير الدفاعي دوره هو الغالب في الموضوع؟
شوف، لو إنت مهتم فعلا بتحديد العوامل، لازم كل هدف ييجي نشوفه أكتر من مرة، ونحلله بكذا طريقة، وندي درجة لكل حاجة، في النهاية نقول: التقصير الدفاعي نسبته كذا، والإجادة الهجومية دورها كيت.
إنما المشجعون مش بيعملوا كدا، المشجعون بيفكروا بطريقة تانية، الهدف جه لمين؟ للفريق اللي باشجعه؟ تمام، يبقى إجادة من المهاجمين، معروفة يعني: الشوطة صاروخ، والرفعة دوا، والهيد طلقة، والترقيصة صداع، والباصة بلسم، وهكذا وهكذا.
طب الدفاع والحارس دول، ما قصروش في حاجة، ما غلطوش فسهلوا مهمة الهجوم؟ لأ، دول أنا أساسا مش شايفهم، فمش فارق معايا تقييمهم، نادر جدا ما تاخد بالك منهم.
طيب، الهدف جه للفريق المنافس؟ يبقى تقصير من الدفاع وش، الحارس ضعيف، والمدافع مش قد كدا، والكورة سهلة، والهدف هدية.
دي دماغ المشجعين، أنا بقى، لا أدعي الموضوعية والمفهومية، والدراية والدراسة وهكذا أشياء، إنما خليني أفكر معاك بصوت عالي:
دلوقتي، في كرة القدم عموما، لما نقارن بين مهام المهاجم، والمهارات المطلوبة منه، في مقابل مهام المدافع (أو حارس المرمى) هنلاقي الموضوع له زاويتين:
الأولى، مهام الهجوم أصعب وأعقد كتير من الدفاع، التسديدة والرفعة والهيد، والباص والفينيش والتحركات، كل دي حاجاتوارد جدا يعدي الماتش بطوله، من غير ما تتعمل بشكل سليم (مش هأقول متميز) ولا مرة واحدة.
المهاجم بيبني، والمدافع بيهد، والهدد دايما أسهل من البنا. صحيح الهدد برضه له أصوله وواجباته ومنطقه، إنما يبقى أسهل من البناء.
حلو، لكن فيه زاوية تانية تخلي مهمة الدفاع، مش بس صعبة، دي تكاد تكون مستحيلة، وهي "الديمومة".
بمعنى، ليس مطلوبا من الهجوم، النجاح في كل محاولة، بل قد تكفيه نسبة ضئيلة من النجاح، ممكن مهاجم يشوط 19 مرة، فتروح رمية تماس، أو في ساعة الاستاد، وتيجي العشرين تبقى القاضية ممكن، تديك الماتش والبطولة، وتخلدك في التاريخ.
بينما الدفاع، مطلوب منه نسبة نجاح 100%، قد لا تكفيه 99%، ممكن حضرتك تفسد 19 هجمة، أو تتصدى لـ19 كورة، وتيجي العشرين، تضيع منك الماتش وربما البطولة.
طيب، هل كل المهاجمين، لديهم القدرة الكافية، اللي تخليهم يتغلبوا على التحدي الخاص بيهم؟ وهو عمل محاولات تهديف سليمة، ولو كانت نسبة نجاحها ضئيلة؟
الإجابة: لأ، الناس اللي بيعملوا الحاجات دي قليلين، ممكن نقول نادرين، في المقابل، لا يوجد مدافع أو حارس مرمى على وجه البسيطة، يقدر يتغلب على التحدي الخاص بيه، لا يوجد، مفيش حارس مرمى مش بيغلط خالص، مفيش مدافع من غير هفوات، صحيح بنسب، لكن 100% مش موجودة.
دا معناه إيه؟ معناه إنه تقصير المدافع أمر "طبيعي"، بينما إجادة المهاجم أمر "استثنائي"، وأنا مع الاستثنائي، لذلك، باميل تلقائيا لتثمين ما فعله المهاجم أولا.
رد فعلي المبدئي، إنه المهاجم عمل حاجة حلوة، تقصير المدافعين، باسيبه للنظرة التانية أو التالتة أو العاشرة، لو الهدف يهمني يعني، وشفته كذا مرة.
أكيد، فيه حالات، بيكون فيها الخطأ فادح وفاضح، بشكل يخليك تلتفت له أولا، إنما زي ما قلت لحضرتك، دا في حالات قليلة.
فالخلاصة، أصل الأشياء في الهدف، هو تثمين دور الهجوم أولا، مهما كانت أخطاء الدفاع.