رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

هند رستم أم من نوع آخر في «صراع مع الحياة»

هند رستم
هند رستم

الأم هي منبع الحنان٬ هي رمز الرحمة والعطف٬ والصبر والمثابرة. من رحمها نستمد الحياة ونخرج إلي الدنيا٬ وبين يديها نتربي وننشأ فتكون بصمتها جلية واضحة علي ذواتنا وشخصياتنا.

والسينما كغيرها من الأجناس الإبداعية التي تناولت صورة الأم وجسدتها عبر المئات من الأعمال. صورة الأم في السينما المصرية ــ في أغلب الأعمال ــ تلك التي تمثلها أمينة رزق٬ فردوس محمد٬ ثريا حلمي٬ عزيزة حلمي٬ مرورا بفاتن حمامة وشادية وصولا إلي إنعام سالوسة وسوسن بدر. هذه الصورة التي تتلخص في الحنو والعطف٬ في تحمل قسوة الحياة والأبناء أنفسهم٬ لأنها ببساطة طيبعتها التي جبلت عليها حتي ولم تكن أما بيولوجية٬ أي لم تلد أو ما يقصد بها الأم البديلة٬ لكنها ربت ورعت وفي أحيان كثيرة تكون أفضل حتي من الأم البيولوجية.

علي أن هناك صور شاذة للأم قدمتها أيضا السينما المصرية٬ وكانت من أشهر من أدت أدوارها "زوزو ماضي". في العديد من الأفلام التي شاركت في بطولتها. ومنهن أيضا ملكة الإغراء هند رستم٬ فعلي الرغم من أنها أدت دور الأم في أكثر من عمل سينمائي لها٬ وظهرت كأم رؤوم حانية تفني ذاتها من أجل أبنائها٬ إلا أنها وفي العام 1957 قدمت شخصية "سميرة" في فيلم "صراع مع الحياة" من تأليف وإخراج زهير بكير٬ وشاركها البطولة كل من: محمود المليجي٬ أحمد رمزي٬ آمال فريد٬ سهير البابلي٬ عزيزة حلمي٬ والراقصة اللبنانية جواهر.

يبدأ الفيلم بشجار بين الزوجين زكي وسنية بسبب زواجه من الراقصة جواهر٬ وحتي عندما تطالبه بنفقة لأبنهما "مجدي" يخبرها بأنه سيدفع لها جنيهين شهريا. بالطبع لا تفي هذه النفقة لإعالة الولد٬ فيقطع المخرج بلقطة موازية وزكي يبحث لزوجته عن بدلة للرقص حتي أنه دفع مائة جنيها كاملة٬ بينما ولده مجدي يلفظ وجبة الفول والطعمية التي لا تلك أمه سواها.

وتحت ضغوط من حولها والحاجة حتي أنها باعت كل أثاث المنزل٬ ترضخ سنية وتتزوج فقط ليعيل زوجها ابنها مجدي. وبمرور الوقت يضيق الزوج بمجدي ويطرده من المنزل٬ فيذهب إلي أبيه فتطرده زوجة أبيه في ليلا حتي أنها ترفض أن يبيت الولد حتي الصباح٬ وفي طريقه للخارج تصدم مجدي سيارة الفنانة سميرة.

تصطحب سميرة مجدي معها إلي منزلها٬ ترعاه وتقرر أن تربيه في بيتها مع ابنتها "ليلي"٬ وبعد عام بأكمله يسترد مجدي صوته ويتكلم مجددا. تتوالي الأحداث ونجد مجدي وقد أصبح طبيبا ويجري أبحاثا تتحدث عنها الصحف العالمية٬ حتي أن زميله الطبيب الألماني يحذره من أن شركات ودول كثيرة قد تسعي إلي سرقة أبحاثه واختراعاته.

تصل عقدة الحكاية في أحد الأيام والأسرة الصغيرة سميرة وابنتها ليلي ومجدي٬ في النادي يروحون عن أنفسهم. وبعدما خرجت سميرة من حمام السباحة٬ تسمح حديثا بين عدد من السيدات والفتيات عن مجدي٬ وكيف أنه حلم كل فتاة وسيدة٬ حتي إن إحداهن تقول: "يا بختها اللي هاتتجوزه٬ مال وشباب وشهرة٬ واللي هاتتجوزه يرجعلها شبابها !".

فجأة تكتشف سميرة أن مجدي هذا الرجل الذي يمكنها أن تتزوجه ليعيد لها شبابها٬ وليس الطفل الذي أنقذته من حياة مظلمة وضياع٬ بعدما توفت والدته البيولوجية ولفظه والده. ليس الإبن الذي سهرت عليه وربته أخا لإبنتها ليلي٬ فتبدأ في نسج المؤمرات ليكره مجدي ليلي٬ ويتخلي عن فكرة الزواج منها.

قصة الفيلم مفككة ومهترئة٬ فحتي إذا سلمنا بأن سميرة تنظر لمجدي علي أنه رجل تتزوجه٬ وليس كأبن لم يظهر حتي بالتدريج أو التطور٬ وصلنا كمشاهدين٬ فقط أن سميرة بالصدفة تكتشفة رجولة مجدي من حديث سيدات النادي. إلا أن تصل النهاية السعيدة كعادة هذه الفترة وتعود سميرة لرشدها وتبارك زواج مجدي وليلي ومن ثم تسافر لأداء فريضة الحج بملابس الإحرام البيضاء.