رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

تفاصيل الأمسية الشعرية الثانية ضمن ملتقى الأقصر 2 للشعر العربي

 ملتقى الأقصر 2 للشعر
ملتقى الأقصر 2 للشعر العربي

انعقدت مساء أمس الأربعاء الأمسية الشعرية الثانية في إطار ملتقى الأقصر للشعر العربي بمناسبة الاحتفال بيوم الشعر العالمي.

شارك في الأمسية الشعراء: رشا زقيزق، سيد عبد الرازق، شعبان البوقي، عبيد عباس، محمد منصور الكلحي، وقام بتقديم الأمسية الشاعر أحمد العراقي الذي استهلها بالترحيب بضيوف الملتقى الشعري.

ثم قدم العراقي الشاعرة رشا زقيزق الفائزة مؤخرًا بجائزة الشعر من جوائز الشارقة للإصدار الأول، والتي أنشدت:

يَخُطُّ سَرَابَه
يَخُطُّ سرابَهْ
يقشِّرُ جرحَ الأفولِ
وينجو
من الموتِ للموتِ
عينٌ تهاجرُ سرًّا خجولًا
وللعشقِ بوحٌ لقلبٍ أصابَهْ
تساءَل: يا.. كيفَ أهدرتُ دمعي
وأثخنتُ قلبي بتلكَ الكآبَةْ؟!
لماذا تُصِرُّ الحكاياتُ تمشي
على هدبِ آهي
لتغتالني في هجير التَّماهي؟!
أنا العارفُ الميتُ
من زارَ تِيهي، ومن ألهمَ الليلَ،
فضَّ انتحابَهْ؟!
أُزَمَّلُ بالحرفِ
لستُ جَنَاحًا
يقينًا يُعَربِدُ فيَّ الخيالُ
ولكنَّني ما أردتُ انسحابَهْ!.

وتلاها الشاعر سيد عبد الرازق، الفائز مؤخرًا بجائزة المسرح من جوائز الشارقة للإصدار الأول، والعديد من الجوائز الأدبية السابقة في عموم دولة الإمارات المتحدة، ومما أنشد:

هذا فؤادِي نَائِمٌ بِفِرَاشِهِ
عطرٌ تسلَّلَ للفِرَاشِ
وقبَّلَهْ
وأشارَ لِلْيَمِّ البعيدِ
فجاءَهُ
وبموجةِ التَّحنانِ قامَ لِيغسِلَهْ
وانسلَّ فـي عَجَلٍ
لتبدوَ خلفَهُ مثل الحقيقةِ
فِتنةٌ مُتَسَرْبِلَة
أَوَ أنتِ...؟
قالتْ لا تسلْ
أولَا ترَى كمْ فرَّقَ الأحبابَ طرحُ الأسئِلَة.

ولحق به على المنصة الشاعر شعبان البوقي الذي اقتنص جائزة الشارقة قبل سنين عدة في المسرح، ومما أنشد البوقي:

ينقشُ وجهه للطين،يحفرُ صوته للرعد
ينفخُ في قتام الصمت صاعقةً ويمضي
خوَّفَ الأطفالَ منه قدومُهُ في الليل
ألهم النيران قصته ففضَّلت السَّواد وزوجته بناتَها
ستقول أغنيةٌ على الجدران: غيرتُ البدايةَ كي أمَوْسِقَ خَطوَهُ
ها أنتَ تسبقهم جميعًا للبداية
أين تاهَ الموتُ عنكَ
ركبتُ مِنْ أرمنت ليلًا والبيوتُ جميعُها مَوْتى
و طينٌ يصطفى الأشباحَ
ينخرُ في مُخيِّلةِ الفوانيس
المياه ثقيلةٌ في النيل تمشي.

ثم تقدم الشاعر عبيد عباس، أحد الفائزين السابقين بجائزة الشارقة مرتين، مرة في فرع المسرح ومرة في القصة القصيرة على فترات متباعدة، وأنشد عباس:

بلا جَسَدٍ
وَلا ظِلٍّ أَظلُّ
هُنَا
مَا دَامَ لى جَسَدٌ وَظِلُّ
مِن الشَغَفِ البَعِيدِ الآنَ؛
منّى،
عَلى مَعْنًى أُطِلُّ
ولا أُطِلُّ
يَمُرُّ الآخَرُونَ
ومن غِيابِي لهم خَلْفَ الغُبَارِ
أقُولُ: ظَلُّوا
لَعَلَّ شَذًى من الإنْسِانِ فِيكُم
عَلَى الإنْسَانِ
فِى صَخْرِي يدِلُّ
صَرَخْتُ: تحَسَّسُوا رُوَحِي؛
فغابُوا،
وقُلْتُ: تَحَرَّرُوا مِنْكُم؛
فَغُلُّوا
أحِنُّ لِمِحْنَةِ الإدْرَاكِ
دَرْبًا
بِهِ يُهْدَى المُسَافِرُ
أو يَضِلُّ
إلى جَسَدٍ
يفُوحُ الشَوقُ مِنْهُ،
ومُوسِيقى الفَضَاءِ بهِ تحلُّ
إلى وجَعٍ
سمَاءٌ مِنْهُ تَدْنُو لنَا
وتُؤوّلُ الأيّامَ رُسْلُ
إلى غَضَبٍ
بُرَاقٍ
عَائِلٍ
حِينَ يُترَكُ فى طَرِيقِ اليُتْمِ طِفْلُ
إلى وطَنٍ كبيرٍ
أو صَغِيرٍ
نَظلُّ بنَاظِرَيهِ
ونَسْتَظِلُّ
إلى شىءٍ غَرِيبٍ
غامِضٍ
لم يزلْ للأرْضِ يجْذِبُنا
ويَغْلُو..
أُحَدّثُ مَنْ
وصَاحِبَتي فَرَاغٌ،
وَدمعي فِى غَبَاءِ الرَمْلِ
رَمْلُ ؟!
نَثَرْتُ مَشَاعِرَي حَوْلِي
لأبْقِى مَعِي؛
ومَشَاعِرُ المنفيّ
أهْلُ.

وكان ختام الأمسية من الشاعر محمد منصور الكلحي، الذي قال:

مُكدَّسون بمترو المرج نضَّغِطُ
الأبوابُ تُفتحُ لكن ضُوعِفَ العددُ
كُلٌّ يميلُ على من خلفَهُ ويدي
في أن ترى مُمسَكًا تسعى فلا تجدُ
كُلٌّ يميلُ على كُلٍّ هنا وأنا
كي لا يذُمَّ جواري الشيخُ أجتهدُ
العفوَ يا جَدُّ.. لا يشغلْكَ يا ولدي
مَن عاش سبعين حزنًا لم تَضِرْهُ يدُ
الواقفون بمترو المرجِ مُذ ركبوا
أقصى أمانيِّهم لو أنهم قعدوا
يشَّاجرُ اثنانِ نحَّى الناس بينهما
يملُّ طفلٌ فيبكي صيحَ: يا ولدُ
ويقطعُ الضجَّةَ استعطافُ سائلةٍ
بحيثُ لا أحدٌ يرثِي له أحدُ
يا أمةَ الخيرِ أرجو بعضَ رحمتِكم
بِنْتي تموتُ ولا ظهرٌ ولا سندُ
وصائحٌ ضاقَ ذرعًا بالزحامِ: إلى
أين المضيُّ بنا بالناسِ يا بلدُ !
ووافدٌ قَرَويٌّ حين دُلَّ على
مقامِ سيدِّهِ ذي الغوثِ: يا مددُ
لما رأى الناس في شكوى ومغضبةٍ
يقول: لا قنِعوا يومًا ولا حمِدوا
والناس ما بين إطراقٍ وضِحْكِ أسًى
وكلُّ وجهٍ عليهِ البؤسُ والكمدُ
ويزفرُ الشيخُ: ها.. لم يخلُ من وجعٍ
قلبٌ ولا سلِمت من فيرسٍ كبِدُ
فاتَ الحصادُ أناسًا طالما زرعوا
وآخرونَ وإن لم يزرعوا حصدوا.

وفي الختام كان تكريم شعراء الأمسية، بالإضافة لتكريم عددٍ من رواد بيت الشعر.