رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

أحلام امرأة.. مشاريع سيدات من الصفر إلى قمة المجد

جريدة الدستور

اهتمت الدولة بالسيدات، خاصة المعيلات ووفرت لهنّ مشاريع وتمويلات لتوفير مصدر دخل يساعدهن في تحسين معيشتهن، ودعّمت وزارات جهود الدولة وفي مقدمتها وزارة التضامن وصندوق دعم وتنمية المشروعات الصغيرة والمتوسطة ومتناهية الصغر، وتنوعت المشروعات التي قدموها للمرأة المعلية بين مشروعات الإنتاج الحيواني المنزلي من خلال برنامج فرصة، وتوفير تمويلات لمشاريعهن الخاصة.

لم يتوقف دعم الدولة عند هذا الحد، بل قررت وزارة التضامن وضع بند جديد في مسابقة الأم المثالية التي أعلنتها حيث ستشهد للمرة الأولى استحداث فئة الأم المثالية التي لديها أحد المشروعات الصغيرة؛ للتأكيد على أهمية التمكين الاقتصادي ويُقصد من هذا الشرط الأم التي قامت بتربية أبنائها بجانب حصولها على أحد المشروعات الإنتاجية التي ساهمت في رفع المستوى الاجتماعي والاقتصادي للأسرة.

"الدستور" تعرض نماذج لسيدات أسسنّ مشروعاتهن الخاصة لتربية أبنائهن، بحيث أصبحن العائلات لأسرهن من خلال مشروعات ساعدت فيها وزارة التضامن أو صندوق تنمية المشروعات الصغيرة والمتوسطة ومتناهية الصغر.

هويدا: المشروع وفر لأسرتي دخل ثابت
عاشت هويدا عرفة، 37 عامًا، لسنوات طويلة مع أبنائها الأربعة في إحدى قرى مركز يوسف الصديق بالفيوم، تنتظر عودة زوجها برزق يومه، فهو عامل يوميه أحيانًا يجد يعمل ويعود للبيت باحتياجاته وأحيانًا أخرى يعود كما خرج، إلا أن حياة الأسرة تغيرت خلال العشرة أشهر الأخيرة، بعدما أصبح لهويدا مشروعها الخاص الذي ساهم في تحسين  وضع الأسرة المادي.

وقالت هويدا:"علمت من إدارة الشؤون الإجتماعية أن وزارة التضامن توفر تمويل لمشروعات الإنتاج الحيواني في المنزل للسيدات المعيلات، ووجدت جميع الشروط مطابقة لي، مشيرة جهزت جميع الأوراق المطلوبة وحصلت على (نعجتين) عشار بعد أن قمت بدفع نصف قيمتهما وتقسيط المتبقى بمبلغ بسيط كل شهر يختلف حسب إمكانات الأسرة المادية.

وأطلقت وزارة التضامن مشروع برنامج فرصة، الخاص بسلاسل القيمة للإنتاج الحيواني المنزلي في مصر، بالتعاون مع الجهاز التنفيذي للمشروعات المتكاملة بوزارة الزراعة لتحسين مستوى معيشة الأسر المصرية عن طريق توفير دخل للسيدات المعيلات.

وتابعت أحضرت النعجتين إلى المنزل وخلال يومين أنجبتا ورغم مرور 10 شهور فقط على بدأ المشروع إلا أنني أصبحت أملك 4 نعاج أمامهم أسابيع قليلة وينجبوا، وقمت ببيع كبش كبير، مشيرة عندما تلد النعاج ذكورًا أبيعهم مقابل مبلغ مالي جيد أسدد من خلاله جزء من مصاريف المنزل، وأترك الإناث حتى تلد ويزيد عدد النعاج لدي.

أوضحت: "تغيرت حياتنا كثيرًا بهذا المشروع فأصبحت الأموال التي أحصل عليها منه تسد جزء كبير من احتياجات أبنائي الذين يدرسون في مراحل التعليم المختلفة، مضيفة هذا المشروع ناجح بنسبة 100% فإذا لم يحالف الحظ بعض السيدات وماتت النعاج أو الحيوانات التي حصلت عليها من المشروع، تحصل على تعويض من الوزارة، وبذلك يكون نجاح المشروع مضمون.

عن هدفها من المشروع قالت، أسعى لأن يكون لدىّ مزرعة كبيرة من النعاج، استثمر في بيعها وشرائها، مشيرة إلى أن التجارة في الثروة الحيوانية في الفيوم أصبح مضمون بعد افتتاح الرئيس لمشروع الإنتاج الحيواني المتكامل بالمحافظة والذي روج للثروة الحيوانية والمنتجات التي تخرج منها، مشيرة أن بعض السيدات اللآتي قدمت على المشروع معها يسعين إلى إنتاج الجبن من ألبان الخرفان والمعروفة بسعرها المرتفع، وبعضهن قرر التجارة بأصواف الخرفان أو بيعها بعد أن أتاح مشروع الإنتاج الحيواني،إنشاء مصانع لتعليب اللحوم واستغلال ألبانها. 

أم كريم أنشأت مشروع للسجاد اليدوي في منزلها
منذ عام تقريبًا، بدأت أم كريم 30 عامًا من محافظة الفيوم، في تنفيذ مشروعها الخاص بصناعة السجاد اليدوي، الذي تعلمت تصنيعه قبلها بشهور قليلة في مبادرة أطلقتها الدولة بمساعدة إحدى جمعيات المجتمع المدني لتوفير مصدر دخل للسيدات المعيلات في إحدى القرى الأكثر فقرًا في المحافظة.

وقالت أم كريم: "لدىّ طفلين في المرحلة الابتدائية  وزوجي عامل يومية تأثرت حياتنا سلبًا منذ جائحة كورونا التي أجبرته على المكوث في المنزل لشهور طويلة، وكان البديل الوحيد لعمله هو مشروعي لصناعة السجاد اليدوي".

وتابعت: "تعلمت صناعة السجاد اليدوي في دورة تدريبية وفرتها الدولة بالتعاون مع إحدى منظمات المجتمع المدني لتعليم الفتيات في القرى الأكثر فقرًا صناعة السجاد اليدوي لتوفير مصدردخل يساعدهن في تحسين ظروفهن المعيشية.

وتابعت "تعملت أساسيات الصناعة بدقة، وعقب الدورة عملت بمصنع للسجاد اليدوي والذي أحصل منه على مرتب شهري، كما بدأ في توفير الخامات المطلوبة لصناعة السجاد في منزلي وبدأت في مشروعي الخاص بجانب عملي في المصنع لزيادة دخلي".

أشارت "بدأت في تصنيع السجاد في المنزل وبيعها، وأحصل على عائد يسد احتياجات أسرتي وأطفالي بجانب راتبي الذي أحصل عليه من المصنع".

وعن خططها المستقبلية لمشروعها، قالت: "أعمل حاليًا في المشروع بمفردي لأنني لا أستطيع توفير خامات كثيرة ورواتب لعاملات، لكن أتمنى مع الوقت أن تتحول ورشتي الصغيرة في منزلي إلى مصنع كبير به يعمل به العشرات من فتيات القرية اللآتي يعشن في ظروف صعبة كما كنت أعيش قبل حصولي على الدورة، وأعلمهن الحرفة كاملة كما تعلمتها على يد خبراء فيها بدون أي مقابل مادي، وأتمنى أن أستطيع بإنتاجي منافسة غيري من مصانع السجاد اليدوي  داخل مصر وأن يجد فرصه للتصدير للخارج أيضًا.

نرمين: من النقاشة إلى ورشة دهانات
نرمين ناجح، 35 عامًا تقطن في إحدى القرى التابعة لمحافظة الفيوم، لديها أربعة أبناء في أعمار مختلفة تتراوح ما بين 5 إلى 15 عامًا، تقول إن زوجها تعرض إلى إصابة عمل أجبرته على التزام المنزل وأفقدته القدرة على العمل كالسابق، لتقرر هي خوض تجربة جديدة وتحمل مسئولية الأسرة وإعالتها بالكامل.

خاضت نرمين أكثر من تجربة حتى استقرت على العمل في الدهانات وتأسيس مشروعها الخاص، لتكفل جميع احتياجات أسرتها وأبنائها دون أن تطلب المساعدة من أي شخص، وعملت في البداية "نقاشة" تقوم بأعمال الدهانات بالشقق وكافة التجهيزات، وذلك بعد ان تعلمت بنفسها "الصنعة".

تقول:"واجهت الكثير من العقبات في بداية شغلي نقاشة، وحتى الآن لا يزال هناك صعوبات ولكن بحاول التغلب عليها عشان أسرتي وولادي، زي مثلا عدم ثقة الناس في إن ممكن اللي يشتغل في النقاشة تكون ست ومش راجل، وبدأت اواجه دا بإني كل يوم كنت بنجح عن اللي قبله حتى اعتاد اهالي القرية التي اعيش فيها على طبيعة عملي".

تضيف نرمين: "كنت مؤمنة بأن الشغل مش عيب وطالما بشتغل بهدف اني اكفي احتياجات أسرتي يبقى أنا صح، ومع كل يوم كنت بتعب وبنجح فيه عن اللي قبله، فكرت اني اتوسع في الشغل، وبالفعل فتحت ورشة صغير لدهانات الموبيليا، لأن أصبح عندي خبرة في مجال الدهانات بشكل عام، وبدأت الورشة ببجانب شغل النقاشة تُدر عليّ وعلى أسرتي مصدر رزق يكفينا كي لا نحتاج للمساعدة من شخص".

كريمة: تعلمت الحياكة
كريمة حسن، تقطن في مركز قها بمحافظة القليوبية، توفى زوجها منذ شهور قليلة ماضية، وتعول أسرتها وأبنائها بمفردها، إذ أنها ليس لديها مصدر رزق ثابت يُدر عليها معاش شهري، ومن هنا بدأت معاناة "كريمة" في مواجهة صعاب الحياة وحدها دون مساعدة أحد، تقول أنها في بداية الأمر بدأت تعمل في الخدمة في المنازل لدى الجيران أو عندما يطلب منها أحد المساعدة في أعمال النظافة وشراء الأغراض مثلا. 

تذكر كريمة أن العمل في خدمة الأسر والبيوت لم يأت بثماره أو هدفه المرغوب، فلم يكف المال من هذا العمل تلبية احتياجات أسرتها، لذا قررت في تأسيس مشروعها الصغير الذي اقترحه عليها جيرانها، وهو شراء ماكينة الخياطة والعمل في الحياكة وتفصيل الملابس.

لطالما كانت تتقن فن الحياكة جيدًا وتحبه شرعت في تنفيذ الفكرة، واشترت ماكينة خياطة لتبدأ العمل عليها من منزلها، وإذا تطور معها العمل وحققت رواجًا ونجاحًا تبدأ في التفكير في شراء محل مستقل بها.

تقول كريمة: "أتمنى مشروعي اللي بدأته يكبر واحقق نجاح، وماكنة الخياطة يبقى عندي منها 10، انا بعمل دا عشان ولادي وعشان محتاجش او اطلب مساعدة من حد".

عبلة: الرسم على الحرير
لم يختلف الحال كثير بالنسبة إلى عبلة الحوت التي تفرغت لتربية ابنائها الاثنين فكانت في حاجة إلى مشروع تؤسسه كي يوفر لها احتياجاتها واحتياجات أسرتها وكذلك يشغل وقت فراغها "كان لازم اشتغل عشان اولادي وتربيتهم فقلت اشتغل أي حاجة".

وقالت إن علمت عن صندوق تنمية المشروعات الصغيرة والمتوسطة ومتناهية الصغر وأنه يساعد من يرغبون في عمل مشاريع، ورغم أنها كانت تعيش في الزقازيق بمحافظة الشرقية وكان مقر الصندوق في الدقي ولكنها بالفعل جاءت إليه وسألت عن الإجراءات المطلوبة  لتأسيس مشروع الرسم الحرير كي تتمكن اختها التي تعمل مهندسة في مساعدتها فيه "هي اللي علمتني وادتني خلفية عنه". 

تابعت "طلبوا مني عمل دراسة جدوى للمشروع وتسليمه في المقر وعملها وقدمته بالفعل وحصلت على قرض متناهي الصغر كان 5000 جنيه ولم يك هناك ضمانات، بل من خلال الورق الذي قدمته للصندوق والبنك وجاء مندوب منهم لعمل معاينة لمقر سكني والخامات الموجودة التي ساعمل بها  من أجل دعمي، "مكنش في ضمانات تشجعيًا للشباب وخاصة السيدات أنهم يؤسسوا مشاريعهم". 

واستكملت الحوت أن الدعم من الصندوق لم يك فقط مادي من خلال القرض فقط بل كان متابعتها بصورة مستمرة وعمل معارض لأصحاب المشاريع معهم، فكانت تشارك في هذه المعارض لمعرفة طبيعة العمل بها والمنتجات المعروضة، مضيفة أن الصندوق يساعد أصحاب المشاريع من خلال هذه المعارض التي ينظمونها تخدم الناس الذين يؤسسون مشاريعهم الصغيرة خدمة جيدة وتفتح لهم مجالات ليس لتسويق منتجاتهم في مصر فقط بل في تسويقها خارجيًا كذلك، بالإعلانات التي يتم وضعها بكثرة والترويج لها تشجع على الإقبال والحضور لها والترويج لمنتجات أصحاب هذه المشاريع.

أضافت أنهم بعد عام تقريبًا من تأسيس مشروعها تواصل معها القائمين على الصندوق لترشيحها للمشاركة في معرض سيقام في الولايات المتحدة الأمريكية، وكانت مرشحة ضمن 50 مرشح أخر، سيتم اختيار 5 منهم فقط للسفر بعد التصفيات لاختيار أفضل المنتجات المشاركة من عينات الشغل التي يتم طرحها لاختيار المرشحين المناسبين، وبالفعل تم قبولها من ضمن المسافرين إلى المعرض في أمريكا، مضيفة أن الصندوق هو من تكفل بكافة مصاريف السفر والإقامة والتأشيرة وكذلك تسليمنا محافظة مالية لشراء ما نرغب به.

أضافت أن هذا المشروع ساعدها كثيرًا في أن يكون مصدر دخل خاص بها ساعدها في تربية أبناءها، كما أنها عندما سافرت للسعودية للعمل هناك ساعدها في العمل في نفس مشروعها وجلب لها مصدر رزق وفير.

هبة: اشتركت في مشروع التضامن للإنتاج الحيواني

أما هبة صابر عبد السميع، ابنة محافظة الفيوم سمعت من جارتها أن مكتب الشؤون التابع لوزارة التضامن يساعدون من يرغب في عمل مشروع خاص بهم من المنزل، فقررت الاستفسار عن كافة التفاصيل لعمل مشروعها الخاص ليعينها هي وزوجها على تربية أبناءهم الثلاثة والمساعدة في تعليمهم كما يرغبون.

قالت هبة إن المشروع للانتاج الحيواني من خلال الحصول على نعجتين عشار أي حوامل يبيعون من الناتج الخارج منها أي "الولدة"، فقدمت كافة الأوراق المطلوبة ولم تستطع دفع المقدم المطلوب فطلبت التقسيط حيث كان المبلغ المطلوب سداده كل شهر هو 200 جنيه "قربنا تخليهم الحمد لله".

تابعت: أنه حتى سداد المبلغ كاملًا ثمن النعجتين لا يمكنها التصرف فيهم بل ما تملكه هو الخرفان الصغيرة التي ولدتها النعجات التي ولدت مرتين حتى الآن، وبعد تسديد ثمنهم يصبحون ملكها يمكنها التصرف فيهم ولكنها لن تفعل هذا ليظل مصدر دخل ورزق ثابت يعينها هي وأسرتها، مضيفة أن هذا المشروع ساعدها كثيرًا فكل عام تنجب كل نعجة واحد أو اثنين ويمكن بيعها وانتظار الوردة الجديدة لبيعها وهكذا، فيمكنك تحقيق الأرباح.

واستكملت أن الوزارة سلامتهم بطاقات تأمينية خاصة بالنعجتين: "كضمان لو جرالهم حاجة لا قدر الله"، وكذلك هناك زيارات ميدانية للتحصين في منزلهم، متمنية أن يكبر مشروعها ولا يتوقف على نعجتين فقط بل "زيادة الخير خيرين ربنا يبارك".