رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

عصر الحياة الكريمة.. السيسى يُعيد الأمل لـ«قرى المشاهير» بمبادرة تطوير الريف

عصر الحياة الكريمة
عصر الحياة الكريمة

ملحمة رائعة للجمال والرقى، تحققها مبادرة «حياة كريمة» فى الريف المصرى، بعد انطلاقها لتطوير القرى والنجوع برفع مستوى وجودة الحياة لمواطنيها، وتوفير الخدمات اللائقة بهم وتطوير المرافق والبنية التحتية، وتكوين شكل حضارى مختلف لها يغير وجه الريف بشكل عام.
وتُولى «حياة كريمة» اهتمامًا لافتًا بتطوير القرى التى أنجبت مشاهير السياسة والعلم والفنون وغيرها، باعتبارهم رموزًا مصرية قدمت للوطن الكثير، مثل قرية توماس، بمركز إسنا جنوب محافظة الأقصر، التى وُلد بها أحمد إدريس، مخترع شفرة حرب أكتوبر، وكذلك بحر البقر التى شهدت المذبحة الإسرائيلية بعد عام ١٩٦٧، وقرية سنبو الكبرى، إحدى قرى مركز زفتى بالغربية مسقط رأس العالمة النووية سميرة موسى.
وفى السطور التالية، يتحدث عدد من سكان تلك القرى، لـ«الدستور»، مسلطين الضوء على جهود المبادرة فى تطويرها وتجديدها، إلى جانب توضيح أبرز الأعمال التى تتم داخلها، واحتياجات الأهالى، وغيرها من التفاصيل.

كفرالشيخ: «إبيانة».. خرج منها الزعيم الوطنى سعد زغلول وتحلم بتوفير الخدمات الأساسية
قال يوسف النجار، أحد أهالى قرية إبيانة التابعة لمركز مطوبس بمحافظة كفرالشيخ، مسقط رأس الزعيم سعد زغلول، قائد ثورة ١٩١٩، إنه منذ ١٥ عامًا تم تخصيص قطعة أرض مساحتها ٢٠٠ متر تقريبًا، لإقامة أول مركز شباب بالقرية، ولكن لم تتم إقامته حتى الآن، وأصبحت الأرض مقلبًا للقمامة.
وأضاف «النجار» أن مشروع الصرف الصحى الذى تم البدء فيه قبل عدة سنوات بعد معاناة، لم ينته حتى الآن، ولا أحد يعلم موعدًا لانتهائه، فضلًا عن تلوث مياه الشرب أحيانًا بسبب تلوث المواسير، لافتًا إلى أن المواطنين يضعون آمالًا كبيرة على المبادرة الرئاسية «حياة كريمة» من أجل تحسين وتغيير الأوضاع عما هو موجود حاليًا.
وقال أحمد سامى، أحد شباب القرية، إن الخدمات فى القرية بشكل عام ليست متوافرة، خاصة فيما يخص أعمدة الإنارة التى أصبحت متهالكة، وتحتاج إلى تجديدها أو تغييرها، نظرًا لما تمثله من خطورة عالية على حياة المواطنين.
وأضاف أن الشوارع أصبحت عبارة عن برك ومستنقعات نتيجة التكسير فيها لإدخال الصرف الصحى قبل سنوات، فضلًا عن عدم توصيل الغاز الطبيعى للقرية على الرغم من قربها الشديد من مدينة مطوبس.
وعبر حسنى إبراهيم وأحمد حمدى، شابان بالقرية، عن سعادتهما لإدراج إبيانة ضمن المبادرة الرئاسية من أجل التطوير، موجهين الشكر للرئيس عبدالفتاح السيسى على لفتته الرائعة لتطوير الريف المصرى. ولا يزال يعيش بعض أفراد عائلة الزعيم سعد زغلول داخل القرية حتى الآن، التى تربى وعاش فيها قائد ثورة ١٩١٩ فترة من عمره، وفى مدخلها قاعدة أسمنتية كبيرة متهالكة، تحيطها مجموعة من الأعمدة القديمة الآيلة للسقوط، يتوسطها تمثال الزعيم الراحل.

قرية إبيانة تعانى من تردى الخدمات الأساسية
الغربية: «سنبو الكبرى».. مُنجِبة سميرة موسى تشهد ولادة جديدة

بنى سويف: «قصر الباسل».. بلدة باحثة البادية وقيادى «الوفد»

الفيوم: «صفط راشين».. قرية وزير الأوقاف تحقق حلم الصرف الصحى

قالت الدكتورة زينب سامى، المنسق العام لمبادرة «حياة كريمة» بمحافظة الغربية، إنه تم اختيار ٥٢ قرية بمركز زفتى ضمن مبادرة «حياة كريمة»، من بينها قرية سنبو الكبرى.
وقرية سنبو الكبرى من أشهر قرى المحافظة، ومن أبرز أعلامها عالمة الذرة المصرية الراحلة سميرة موسى، أول عالمة ذرة مصرية، وأول معيدة فى كلية العلوم بجامعة القاهرة، وتوفيت عام ١٩٥٢.
وتتضمن خطة تأهيل القرية تطويرًا شاملًا للبنية التحتية وشبكات الطرق وتأسيس شبكات الصرف الصحى والمياه والكهرباء بما يتواكب مع الزيادة السكنية، وتطوير المدارس والمستشفيات والمنشآت الحكومية ومنظومة النظافة وتحسين جودة البيئة والحياة للأهالى، تحت قيادة الأجهزة التنفيذية بمحافظة الغربية.

وقال أهالى القرية إن المبادرة بمثابة طوق نجاة لهم بعدما تم تصنيف القرية تحت خط الفقر، مؤكدين أن «حياة كريمة» ستحول قريتهم، والقرى المجاورة، إلى قرى نموذجية.
ووجه الأهالى الشكر للرئيس عبدالفتاح السيسى والقيادة التنفيذية المتمثلة فى المحافظ والوزارات المعنية بالمبادرة، مؤكدين أنهم ينتظرون تحقيق الحلم ورؤية المشروع على أرض الواقع.

اختارت محافظة الفيوم قرية «قصر الباسل» التابعة لمركز إطسا، التى تشتهر بكونها مسقط رأس شخصيتين أثرتا فى التاريخ المصرى، هما الباحثة ملك حفنى ناصف والزعيم الوفدى حمد باشا الباسل- لتكون واحدة من القرى التى سيجرى تطويرها ضمن مبادرة تطوير القرى المصرية التى أطلقها الرئيس عبدالفتاح السيسى. وتعد ملك حفنى ناصف أو «باحثة البادية» أول مصرية جاهرت بدعوة عامة لتحرير المرأة والمساواة بينها وبين الرجل، كما كانت أول فتاة مصرية تحصل على الشهادة الابتدائية فى عام ١٩٠٠. وعرفت «باحثة البادية» بثقافتها الواسعة وكتاباتها المتنوعة فى العديد من الدوريات والمطبوعات، بالإضافة إلى إجادتها اللغتين الإنجليزية والفرنسية، وهى ابنة حفنى ناصف بك، الشاعر وأستاذ اللغة العربية ورجل القانون وأحد مؤسسى الجامعة المصرية.
أما حمد باشا الباسل، الذى سميت القرية على اسم عائلته، فهو أحد قيادات ثورة ١٩١٩، وأحد زعماء حزب الوفد، وتنتسب عائلته إلى قبيلة الرماح العربية، التى كانت تستقر أولًا فى محافظة البحيرة، ثم نزحت إلى محافظة الفيوم فى منتصف القرن الـ١٩، لتقيم فى قرية «أبوحامد»، التى تغير اسمها إلى قرية قصر الباسل بعدما بنى حمد باشا الباسل قصره بها عام ١٩٠٧، وزاره الملك فاروق عام ١٩٣٩ عند افتتاحه أحد مشروعات المياه بمركز إطسا.
تعمل مبادرة «حياة كريمة» على تطوير قرية صفط راشين، التابعة لمركز ببا جنوب محافظة بنى سويف، بعد إدراج قرى مركزى ببا وناصر بالمحافظة، والبالغ عددها ٦٥ قرية، ضمن المشروع القومى لتطوير ١٥٠٠ قرية على مستوى الجمهورية.
ويشمل التطوير دعم خدمات المياه والصرف الصحى والطرق بتلك القرى، والاهتمام بالنظافة والبيئة.
وقرية صفط راشين هى مسقط رأس الدكتور محمد مختار جمعة، وزير الأوقاف.
وعبر أهالى القرية عن سعادتهم باختيار القرية ضمن مبادرة «حياة كريمة»، وحل أزمة الصرف الصحى داخلها، إذ إن المياه الملوثة وصلت لأبواب المنازل وأغرقت الشوارع. ويحلم سكان القرية، البالغ عددهم ٤٠ ألف نسمة، بتطوير الصرف الصحى ببلدتهم، بعدما توقف المشروع لمدة ١٠ سنوات.
الأقصر: «توماس».. مسقط رأس صاحب شفرة حرب أكتوبر على موعد مع «التأمين الصحى الشامل»
اختارت محافظة الأقصر قرية توماس بمركز إسنا، التى وُلد بها البطل أحمد إدريس، صاحب شفرة حرب أكتوبر، لتكون ضمن القرى التى سيجرى تطويرها ضمن مبادرة «حياة كريمة»، بعدما عانت قرية البطل المصرى، الذى كرمه الرئيس عبدالفتاح السيسى فى احتفالات أكتوبر عام ٢٠١٧، على مدار سنوات طويلة من الإهمال ونقص الخدمات.
وقال اللواء عماد أبوالعزايم، السكرتير المساعد لمحافظة الأقصر، إن الاختيار وقع على قرية توماس لتوافر كل المعايير التى وضعتها وزارة التنمية المحلية والمحافظة فى اختيار القرى التى سيجرى تطويرها ضمن المبادرة الرئاسية.
وأوضح أن القرية كانت على موعد مع التطوير لدخولها ضمن مشروع التأمين الصحى الشامل الجديد، لذا شهدت تطوير ورفع كفاءة الوحدة الصحية بها، فى إطار تطوير عدد من الوحدات الصحية بمركز إسنا، بناءً على تعليمات المستشار مصطفى ألهم، محافظ الأقصر.
وأضاف أن مخطط التطوير بمركز إسنا شمل تطوير ٩ وحدات قروية هى «الشغب والدير والحلة والكيمان وأصفون والنجوع والنمسا وتوماس وكومير»، وتضم ٢٧ قرية وكفرًا ونجعًا وتابعًا، وذلك تحت إشراف إبراهيم نصير، رئيس مركز ومدينة إسنا، ورؤساء القرى ومديرى إدارات الطب البيطرى والصحة والتعليم والكهرباء والمياه والزراعة والشباب والرياضة.
وأشار إلى أن ذلك يأتى فى إطار التنمية المستدامة للريف المصرى، بهدف تطوير البنية الأساسية والخدمية لهذه القرى والكفور والنجوع، وتغيير الواقع الاجتماعى لسكانها على نحو شامل للوصول إلى الحياة الكريمة.