رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

محلل سياسي: أردوغان يغازل الغرب خوفا من خسارته الانتخابات

أردوغان
أردوغان

قال الصحفي والمستشار العسكري التركي السابق، ميتين جوركان، إن الرئيس التركي رجب طيب أردغان يسعى لمغازلة الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة الأمريكية من أجل ضمان بقائه سياسيا، لافتا إلى أن الدافع الأساسي وراء رغبة أنقرة المفاجئة في إصلاح علاقتها مع الغرب، هو محاولة تهيئة الظروف لتصبح أكثر تلائما لإعادة إنتخابه محليا وتقليل مخاطر الهزيمة السياسية.

وأضاف جوركان، وهو عضو مؤسس في حزب علي باباجان السياسي الجديد "الديمقراطية والتقدم"، في مقاله على موقع "المونيتور" الأمريكي، أنه بالنظر إلى الاضطرابات الاقتصادية والسياسية التي تواجهها حكومة أردوغان في البلاد، يبدو أن مبادرات أنقرة الموالية للغرب أشبه بخطوة تكتيكية لتغذية لالتقاط الأنفاس ومحاولة تغذية مناخ موات لإعادة انتخاب أروغان، لا سيما وسط تزايد التحالفات السياسية التي قد تمهد للإطاحة بأردوغان.

وتابع الكاتب، أن حكومة أردوغان تفقتر إلى النية الحقيقية لتحسين علاقاتها مع الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة وحلف شمال الأطلسي، لأن رغبتها مدفوعة بالحسابات المحلية، مضيفا إنه حتى لو كانت نواياها حقيقية، فإنها تفتقر إلى القدرة المؤسسية للدخول في هذا المنعطف.

ولفت الباحث والمحلل الأمني المقيم في اسطنبول، إلى أن حرص أردوغان على إحياء الحوار مع الشركاء الغربيين قد ازداد بشكل ملحوظ في نوفمبر الماضي، وهو شهر تميز بحدثين هامين لأنقرة وهما: فوز جو بايدن في الانتخابات الرئاسية الأمريكية ورحيل بيرات البيرق عن وزارة الخزانة والمالية التركية، والتي كان لها صدى كبير مع اعتراف الحكومة بأن الاقتصاد التركي على وشك الانهيار.

وأشار إلى إنه في الـ 25 من هذا الشهر، استأنف وفد تركي رفيع المستوى المحادثات المتوقفة منذ فترة طويلة مع نظرائه اليونانيين حول النزاعات الإقليمية المعقدة بين الجارتين وزملائهم في الناتو، وجرت المحادثات بعد وقت قصير من لقاء وزير الخارجية مولود جاويش أوغلو مع كبار مسؤولي الاتحاد الأوروبي في بروكسل، حيث تحدثت الحكومة التركية تحدث بحماس شديد عن الحاجة إلى تعزيز العلاقات بين تركيا والاتحاد الأوروبي.

وواصل جوركان مقاله: "أصبح المزاج المتغير في أنقرة أكثر وضوحًا بعد 12 يناير، عندما استضاف أردوغان سفراء الاتحاد الأوروبي، وأعرب عن تفاؤله بشأن علاقات تركيا مع الاتحاد الأوروبي، وشدد على استعداد أنقرة (لإعادة العلاقات إلى مسارها الصحيح)"، مشيرا إلى أن وسائل الإعلام الموالية للحكومة التركية، انتقدت حتى وقت قريب الدعوات إلى التقارب مع الاتحاد الأوروبي ووصفتها بأنها "غير وطنية"، ولكن مع تصاعد الدعوات، وأبرزها الدعوة إلى فتح "صفحة جديدة" مع كل من الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة، واكتملت بخطاب ودي حول الناتو، تغير الوضع.

وتسائل الكاتب "ما الذي يدفع جهود أنقرة لإعادة الاصطفاف مع الغرب؟ هل هي محاولة إعادة توجيه حقيقية أم تحرك تكتيكي لكسب الوقت وسط احتمالية إجراء انتخابات مبكرة في الداخل؟"، مضيفا "يبدو أن أردوغان أصبح مقتنع بأنه ليس لديه خيار آخر لضمان بقائه السياسي سوى اللجوء إلى الغرب، وتعزيز صورة تركيا الدولية من خلال الظهور المتجدد في اجتماعات الاتحاد الأوروبي."
وأكد المحلل السياسي البارز أن الذين يأملون في إحياء محادثات عضوية تركيا في الاتحاد الأوروبي هم عدد قليل للغاية، بالنظر إلى تراجع أنقرة الكبير فيما يتعلق بالديمقراطية وحقوق الإنسان وسيادة القانون، لا سيما بالنظر إلى اتجاه البيت الأبيض لمتابعة فرض العقوبات على أنقرة بسبب شرائها أنظمة الدفاع الجوي الروسية إس -400، ما يجعل قرار الاتحاد الأوروبي لتنسيق الإجراءات مع تركيا أكثر صعوبة.

واختتم مقاله قائلا "يأمل أردوغان أن تؤدي مبادرات التقارب مع الغرب إلى تهدئة الإحباط الشعبي المتزايد من حكومته في الداخل وتعزيز التفاؤل بين الجهات الاقتصادية الفاعلة بأن الأمور عادت إلى مسارها الصحيح حتى يتمكن من النجاح في تنظيم الانتخابات.