رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

بعد انسحاب الروس من دير الزور.. داعش يهدد عروس الفرات

انسحاب الروس من دير
انسحاب الروس من دير الزور

باتت الأوضاع الأمنية والعسكرية متوترة في مدينة دير الزور السورية، بعد أن انسحبت بعض العناصر الروسية من هناك لتجد المدينة الملقبة بـ"عروس الفرات"، في مواجهة جديدة مع تنظيم داعش الإرهابي والميليشيات الموالية لتركيا.

وأحدث انسحاب عناصر الشركة العسكرية الروسية الخاصة فاغنر من المدينة، مخاوف شعبية من عودة تنظيم داعش الإرهابي إلى المدينة، وانشغال القوى المتصارعة على الأرض في موطئ قدم عند آبار النفط.

ويرى المحلل السياسي، محمد السيد، الخبير في الشأن السوري، أن الانسحاب الروسي من المدينة، ربما يؤدى لتفاقم الأوضاع الأمنية، حيث قتل ما لا يقلّ عن 30 عنصرًا من قوات الجيش السوري وجرح 15 آخرين، في كمين نفذه إرهابيو تنظيم داعش في المنطقة في نهاية العام المنصرم.

ومن جهته، قال المرصد السوري لحقوق الإنسان وقتها، إن "الكمين استهدف ثلاث حافلات عسكرية على طريق حمص- دير الزور، كانت تقل عناصر موالية للحكومة ومقاتلين من "الفرقة الرابعة"، لقضاء عطلة رأس السنة في منازلهم، مشيرًا إلى أن بعض المصابين في حالة حرجة.

وأشار المرصد إلى أن الهجوم الجديد يرفع من حصيلة خسائر الجيش العربي السوري الذي خاض معركة شرسة مع الإرهابيين خلال الفترة الممتدة من 24 مارس 2019 وحتى اليوم.

ولفت المحلل السياسي إلى أن الضربات الأخرى التالية لداعش كانت على نقاط متفرقة ومراكز تجمع قوات الجيش السوري، على مدار أكثر من شهر، اختلفت فيها المصادر بحساب عدد القتلى والجرحى، بالإضافة إلى القصف الإسرائيلي الذي طال نقاط النظام في مدينة دير الزور وريفيها الشرقي والغربي في منتصف الشهر الجاري، والذي بدوره خلّف خسائر في الأرواح وجرحى.

وطالب المحلل السياسي بضرورة استعادة الأمن في دير الزور، وتكثيف التواجد الأمني هناك.

وفي المقابل قال المحلل السياسي السوري هادي عبدالله إن الهجمات التي تستهدف المدنيين والعسكريين زادت بشكل كبير خلال الفترة الماضية، بعد قيام مسلحين في مطلع الشهر، يُرجح أنهم تابعون لداعش، بإغتيال قائد أحد العشائر، حيث قاموا بالهجوم على منزل الحاج طليوش الشتات أحد وجهاء عشيرة "العكيدات" أثناء تواجده في منزله، مما أدى إلى مقتله وإصابة أحد ضيوفه ويدعى "محمود الحجي".

ولفت إلى أن مدينة الحسكة تشهد أيضا نشاطًا ملحوظًا للطيران الأمريكي في الأسابيع الماضية، مع نشاط مماثل في مدينة الشدادي بريف الحسكة الجنوبي.

وتداولت مصادر مطلعة مقربة من النظام السوري بأن "مروحيات أمريكية قامت مؤخرًا بنقل العشرات من سجناء داعش في سجون قسد في غويران والصناعة بالحسكة والشدادي، باتجاه الحدود السورية العراقية، ومنطقة التنف".

واتهمت المصادر ذاتها، التحالف بإطلاق سراح إرهابيي داعش لشن هجمات على مواقع قوات الجيش السوري والمقاومة العراقية على الحدود السورية العراقية.

واتفق عبدالله مع المتحدث السابق في أن الأوضاع في دير الزور ليست على ما يرام، إذ تتحدث مصادر عن اتفاق جرى بين ممثلي قوات الجيش في دمشق مع قيادة القوات الروسية المتمركزة في سوريا.

وفحوى الاتفاق يقضي بانسحاب قوات وعناصر الشركة العسكرية الروسية الخاصة "فاغنر" من نقاطها في مدينة دير الزور لتحل محلها قوات تابعة الجيش السوري، لم يتم تحديد هويتها.

وقال إن عناصر "فاغنر" كانت مهمتها حماية المدينة من خروقات واعتداءات تنظيم داعش الإرهابي، وتقديم الدعم العسكري واللوجستي اللازم لقوات النظام السوري وحلفائه المتمركزين هناك.

وقال إن انسحاب العناصر الروسية، وحلول قوات النظام أو ما يُسمى بالدفاع الوطني محلهم في حماية المدينة، لن يجلب سوى المزيد من المشاكل لها، وسط مخاوف شعبية بأن داعش سيتمكن من احتلالها من جديد، لأنه من المستبعد أن تستطيع هذه القوات التي أرسلتها دمشق أن تحمي المدينة من الخطر المتنامي للتنظيم على المدينة والمنطقة بأكملها، لعدم امتلاكها الخبرة الكافية للمواجهة ولضعفها أمام الإرهابيين.

وبالنسبة للقوات الكردية " قسد" فوفقا لـ"عبدالله" فلا يُعوّل عليها لأنها لا تخطو خطوة واحدة إلا بأمر من الأمريكيين، والأمريكيون ليس في مصلحتهم أن يقوموا بفتح جبهات جديدة، خصوصًا بعد أن تمكنوا من الاستيلاء على حقول النفط والغاز الموجودة في منطقة الجزيرة السورية.