رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

سيد الوكيل يكشف تفاصيل إطلاق موقع ذاكرة القصة المصرية

 سيد الوكيل
سيد الوكيل

يعد موقع صدى ذاكرة القصة المصرية موقع متخصص في القصة القصيرة،من المنصات الإلكترونية التي أصبحت منفذا لكثير من كتاب القصة الشباب ومساحة رحبة للاتصال والتواصل بين الأجيال وكتاب القصة القصيرة في الوطن العربي أسسه الكاتب والناقد سيد الوكيل.

وكشف الناقد سيد الوكيل عن كيف بدأت فكرة إنشاء موقع لذاكرة القصة، قائلا: "عندما شاع الكلام عن زمن الرواية، اعتقد البعض أن القصة القصيرة تلفظ أنفاسها، وتوقفت دور النشرعن نشر المجموعات القصصية، وإمعانا في ذلك، في هذه الأثناء فكرتُ في أهمية توثيق تراث القصة القصيرة. وعملتُ بالفعل على ذلك في كتاب لي بعنوان ( أفضية الذات قراءة في اتجاهات السرد القصصي 2006)، وفي عام 2007 حجبت جائزة الدولة التشجيعية في القصة وكأنها تؤكد موت القصة".

وأشار سيد الوكيل إلى أنه "في عام 2016 فكرت في إنشاء مدونة إلكترونية، تكون مهمتها جمع داتا، توثق لتراث القصة خلال القرن العشرين باعتباره عصر اذهارها، وأطلقت عليها (ذاكرة القصة المصرية) وركزت على إعداد ملفات خاصة بكل كاتب، يضم نماذج من قصصه، ودراستين عنه، بالإضافة إلى داتا وافية عن أعماله وسيرة ذاتية".

ندرة الكتابات والدراسات النقدية
وتابعت: "اكتشفت أن في مصر عدد كبير من المبدعين في الأقاليم المختلفة، أمثال شحاتة عزيز جرجس، وحسين خليفة، ومحمد الراوي، وفؤاد حجازي، وسمير ندا.. إلخ لا أحد يذكرهم نظرا لنفاد أعمالهم، أو غياب النقد والإعلام عنهم.. لهذا قررت أن يكون هؤلاء أولى بالرعاية من المشاهير.. الأمر ليس انحيازا لكتاب الأقاليم فأنا قاهري. ولكن لندرة المعلومات المتوفرة عنهم".

واستكمل: "أننا نستطيع بالبحث على جوجل أن نجد عشرات الدراسات عن إدريس أو أصلان مثلا، ونستطيع أن تجد أعمالهم الكاملة، منشورة إلكترونيا أو ورقيا، لكن من الصعب جدا أن تجد شيئا لمحمد الراوي مثلا وتقريبا من المستحيل أن نجد عملا لشحاتة عزيز ولا حتى صورة له؛ لهذا كان قراري بتحويل المدونة إلى موقع كبير، ودعوة الأدباء في ربوع مصر بجمع كل ما يمكن عن هؤلاء".

وأضافت: "كانت المشكلة ألا أحد يرغب في العمل التطوعي، لكن مع الوقت ظهر من يؤمن بالفكرة فاستطعنا جمع داتا معقولة من كتاب معاصرين وشباب في الأقاليم دعموا الموقع بقدر الإمكان. ولكي أحفز الشباب على هذا خصصت مساحة كبيرة لإبداعاتهم".

الواقع الافتراضي بديلا مهما في حياة الناس
وعن دور جائحة كورونا وأثرها في المشهد الثقافي، قال الوكيل: "كان للجائحة أثر إيجابي، إذ أصبح الواقع الافتراضي بديلا مهما في حياة الناس وبالطبع الأدباء، فأصبح الموقع قبلة مقصودة ليس بين الكتاب المصريين فقط؛ بل لكل الناطقين بالعربية في كل أنحاء العالم. تطور الأمر بوجود مبدعين في إدارة الموقع هم: (مرفت يس، ودكتور مختار أمين، وعبير سليمان)، فضلا عن الدعم التقني لمصممة الموقع الشاعرة العراقية سعاد العتابي".

واـضح سيد الوكيل أن موقع ذاكرة القصة القصيرة يشتغل عبر استراتيجية تتحرك في اتجاهين:
الأول: إعداد ملفات خاصة عن أي كاتب تحقق وجوده خلال القرن الماضي، مع إعطاء الأولوية للراحلين أمثال: نعمات البحيري، أمين ريان، وعبدالوهاب الأسواني.. إلخ.
والثاني: يتحرك على محورين، المحور الأول: مساحة واسعة لنشر الإبداعات القصصية والمقالات والدراسات النقدية في القصة للتعرف على المشهد المعاصر عن قرب، والمحور الثاني: حلقة نقاش أسبوعية على الإنترنت تحت عنوان (قصة أونلاين) تقوم بإعدادها ميرفت يس وتستضيف كاتبا وبعض النقاد فضلا عن جمهور المشاهدين، لهم الحق في المداخلات المباشرة (أونلاين) وذلك لتأكيد قيمة التفاعل.

نقطة تواصل بين المبدعين العرب والمصريين
وأضاف الوكيل: "التكنولوجيا حققت معجزة، بأن بثت الروح في القصة القصيرة مرة أخرى، لنكتشف أنها الآن أوسع انتشارا ومقروئية، ومن خلالها استطعنا خلق حلقات تواصل مع مبدعين عرب، ومصريين يعيشون بالخارج، فالدكتور مصطفى الضبع المقيم بالسعودية، يقدم دعما غاية في الأهمية للموقع".

واختتم: "حتى الآن التجربة تنمو وتتطور بجهود ذاتية وببطء، في ظل تجاهل مؤسسي لمثل هذه المبادرات التي بدأت تنتشر وتمثل ظواهر لما سيكون عليه مستقبل الثقافة.. وأتوقع أن مثل هذا المؤسسات الغائبة عن الواقع الافتراضي وتحولاته، ستعاني مأزقا في المستقبل، وقد يسفر عن موتها".