رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

إنجازات داخلية وخارجية.. حصاد النشاط الأسبوعى للرئيس السيسى

السيسي
السيسي

شهد شهر يناير من العام الميلادي الجديد 2021 نشاطًا رئيسيًا حافلًا بالإنجازات، تفقد فيها الرئيس عبدالفتاح السيسي رئيس الجمهورية، عددًا من المشروعات القومية التي من شأنها النهوض باقتصاد البلاد.

وتفقد الرئيس عبدالفتاح السيسي، هذا الأسبوع مشروع مستقبل مصر للإنتاج الزراعي باستصلاح 500 ألف فدان على امتداد طريق محور الضبعة بالاتجاه الشمالي الغربي للجمهورية.

ويهدف المشروع لتوفير منتجات زراعية ذات جودة عالية بأسعار مناسبة للمواطنين، ولسد الفجوة في السوق المحلية ما بين الإنتاج والاستيراد ومن ثم توفير العملة الأجنبية لصالح الاقتصاد القومي للدولة، بالإضافة إلى توفير آلاف من فرص العمل المباشرة، ومئات الآلاف أخرى غير مباشرة لكل فئات المواطنين نظرًا للأنشطة المتنوعة والفرص الاستثمارية العديدة التي يوفرها المشروع باشتراك كبرى الشركات الزراعية المتخصصة من القطاع الخاص.

ويأتي ذلك المشروع ضمن استراتيجية الدولة لتعظيم الفرص الإنتاجية الكامنة في مجال استصلاح الأراضي والإنتاج الزراعي ليصبح إضافة جديدة لسلسلة المشروعات القومية التنموية العملاقة التي تنفذها الدولة في كل المجالات وعلى اتساع الرقعة الجغرافية للبلاد، بحسب ما صرح السفير بسام راضي المتحدث باسم رئاسة الجمهورية.

وتتضمن البنية الأساسية والإدارية للمشروع منظومة متكاملة للميكنة الزراعية والري، مزودة بأحدث المعدات والتقنيات لإتمام العمليات الزراعية المختلفة بجودة وسرعة عالية، وآلاف من جهاز الري المحوري "بيفوت" و2 محطة كهرباء بطاقة ٢٥٠ ميجاوات وشبكة كهرباء داخلية بطول ۲۰۰ کم، وكذلك شبكة طرق رئيسية وفرعية بإجمالي طول ٥٠٠ كم.

بطولة العالم لكرة اليد
افتتح الرئيس عبدالفتاح السيسي بطولة العالم لكرة اليد للرجال السابعة والعشرين بالصالة المغطاة لاستاد القاهرة الدولي في أكبر تجمع رياضي يشهده العالم حاليًا،، مؤكدًا أن العالم أصبح قادرًا على التعايش في ظل الواقع الجديد الذي فرضته جائحة "كورونا" وأننا جميعًا سنتجاوز تلك المحنة وسنكون أكثر تماسكًا وتكاملًا في مواجهة مختلف التحديات وأكثر تفهمًا لقيمة الحياة والتعايش السلمي بين الشعوب.

مخالفات البناء والاشتراطات الجديدة
كما اجتمع الرئيس عبدالفتاح السيسي مع الدكتور مصطفى مدبولي رئيس مجلس الوزراء، والمهندس شريف إسماعيل مساعد رئيس الجمهورية للمشروعات القومية والاستراتيجية، والدكتور محمد شاكر وزير الكهرباء والطاقة المتجددة، والمهندس طارق الملا وزير البترول والثروة المعدنية، والدكتورة رانيا المشاط وزيرة التعاون الدولي، ومحمود شعراوي وزير التنمية المحلية، والدكتور عاصم الجزار وزير الإسكان والمرافق والمجتمعات العمرانية، واللواء خالد فودة محافظ جنوب سيناء، واللواء محمد شوشة محافظ شمال سيناء، واللواء أمير سيد أحمد مستشار رئيس الجمهورية للتخطيط العمراني، ومحمد شوقي رئيس الجهاز الوطني لتنمية شبه جزيرة سيناء، واللواء أ.ح أحمد إسماعيل مساعد رئيس الهيئة الهندسية لمشروعات تنمية سيناء، واللواء إيهاب عبيد رئيس وحدة التراخيص بالهيئة الهندسية.

واطلع الرئيس على جهود صياغة المنظومة المتكاملة الجديدة للضوابط والاشتراطات التخطيطية والبنائية، وما سيستتبعها من إجراءات تنظيمية وتنفيذية خاصة بإصدار تراخيص البناء، وما تم في هذا الإطار بهدف حوكمة منظومة البناء في مصر في إطار واضح يتسم بالتخطيط والتنظيم وفق صحيح القانون والأكواد الهندسية.

ووجه الرئيس بأن تكون تلك المنظومة بمثابة بداية لعهد جديد للامتداد العمراني المنضبط على أسس إنشائية علمية لإعادة تنظيم عملية البناء وإنهاء حالة العشوائية القائمة، مشددًا على أهمية اشتراك كل السلطات التنفيذية المختصة لتطبيق المنظومة على أرض الواقع.

وفيما يتعلق باستراتيجية الدولة الخاصة بالتنمية الشاملة لسيناء؛ اطلع الرئيس على الموقف التنفيذي لإنشاء التجمعات البدوية متكاملة الخدمات في شمال وجنوب سيناء، بما في ذلك إجمالي عدد التجمعات ومساحاتها والتوزيع السكاني المقترح وتكلفة البناء والمصادر التمويلية، وتوفير مياه الري للزراعة والأنشطة الإنتاجية المختلفة، حيث تم عرض نتائج الحوار المجتمعي الذي تم في هذا الصدد مع الأهالي والمواطنين في شمال وجنوب سيناء للوقوف على متطلباتهم واحتياجاتهم، بحيث يتم التركيز على الأنشطة التنموية التي تناسب كل تجمع وفقًا للتوزيع الجغرافي والمميزات النسبية التي يتمتع بها.

ووجه الرئيس في هذا الإطار بالبدء الفوري في تنفيذ مشروع التجمعات البدوية لدعم أهالي شبه جزيرة سيناء من كل الجوانب، عن طريق تقديم أفضل الخدمات المجتمعية، وتوفير البنية الأساسية اللازمة والموارد المائية والمباني الإدارية متكاملة الخدمات، وكذا تعيين هيكل إداري مسئول في كل تجمع، إلى جانب صياغة المنظومة الإنتاجية لكل تجمع بدوي حسب نتائج استقصاء الآراء وفقًا لاحتياجات السكان الفعلية، وذلك في إطار إستراتيجية الدولة للتنمية الشاملة لسيناء.

واتصالًا بالتنمية الشاملة لسيناء؛ اطلع الرئيس أيضًا على سير العمل في أعمال تغذية المياه للتجمعات التنموية في وسط وشمال سيناء، وزراعة نحو 500 ألف فدان من خلال نقل المياه من مصرف بحر البقر إلى الأراضي المستهدف زراعتها، حيث تابع الرئيس الخطوات التنفيذية من قبل كل الجهات المعنية.

- ووجه الرئيس بضمان أن تكون تلك التجمعات مكتملة الأركان والخدمات، مع تزويدها بكيانات إدارية، خاصة بالجهات الحكومية الخدمية لتسهيل التعامل مع المواطنين.

واجتمع الرئيس عبدالفتاح السيسي مع الدكتور مصطفى مدبولي رئيس مجلس الوزراء، ونيفين جامع وزيرة التجارة والصناعة، واللواء أشرف العربي رئيس المكتب الاستشاري بالهيئة الهندسية للقوات المسلحة.

- وقد وجه الرئيس في هذا الإطار بأن يتم تنفيذ كل الإنشاءات للمشروعات المكملة لمدينة الروبيكي وفق أرقى المعايير الهندسية، وتزويدها بأحدث الآلات والمعدات لضمان جودة المنتج النهائي، ولتصبح نموذجًا للمناطق الصناعية المتخصصة، ولتسهم بفاعلية في جهود الارتقاء بقطاع الصناعة الوطنية وتعميقها محليًا، وذلك في إطار جهود الدولة ذات الصلة.

- كما وجه الرئيس في ذات السياق بتوفير الموارد المالية اللازمة لتلبية أي متطلبات إنشائية أو تجهيزية إضافية قد تحتاجها مدينة الروبيكي، وكذلك إيلاء أهمية لتعزيز التعاون مع الخبرات الأجنبية العريقة في هذا المجال لرفع القدرات الإنتاجية التنافسية للمدينة وتوطين التكنولوجيا.

واجتمع الرئيس عبدالفتاح السيسي مع الدكتور مصطفى مدبولي رئيس مجلس الوزراء، والدكتورة هالة السعيد وزيرة التخطيط والتنمية المحلية، والدكتور محمد معيط وزير المالية، ومحمود شعراوي وزير التنمية المحلية، والدكتور عاصم الجزار وزير الإسكان والمرافق والمجتمعات العمرانية، ونيفين القباج وزيرة التضامن الاجتماعي، واللواء محمد أمين مستشار رئيس الجمهورية للشئون المالية، واللواء مهندس أشرف حسني مساعد رئيس الهيئة الهندسية لتطوير مشروع ١٥٠٠ قرية.

وصرح المتحدث الرسمي باسم رئاسة الجمهورية بأن الاجتماع تناول متابعة "المخطط التنفيذي للمشروع القومي لتطوير قرى الريف المصري على مستوى الجمهورية في إطار مبادرة (حياة كريمة)".

- وقد وجه الرئيس بالتواصل المباشر مع الأهالي والمواطنين من سكان المرحلة الأولى للمشروع، التي تضم ١٥٠٠ قرية على مستوى الجمهورية، وذلك بهدف تدقيق الموقف على أرض الواقع من حيث احتياجات ومتطلبات المواطنين الفعلية وآرائهم تجاه تطوير مناطقهم، وهو الأمر الذي سيوحد جهود أجهزة الدولة ويجعلها أكثر فاعليةً وتركيزًا.

- كما وجه الرئيس بأن يشمل المشروع تنظيم التوزيع الإداري للخدمات الحكومية داخل المراكز والقرى المستهدفة على نحو حديث ومجمع تسهيلًا على المواطنين، مع ربطها إلكترونيًا بالوزارات المركزية بالعاصمة الإدارية الجديدة، وذلك لاستفادة تلك القرى من أحدث ما سيتم تطبيقه من ميكنة ورقمنة وتحديث بالجهاز الحكومي للدولة.

وأضاف المتحدث الرسمي أن الاجتماع شهد استعراض تفاصيل الخطوات التنفيذية للمرحلة الأولى للمشروع القومي لرفع كفاءة ١٥٠٠ قرية موزعة على مستوى الجمهورية، وذلك من خلال المحاور التي تستهدف النهوض بجميع مكونات البنية الأساسية من مياه وكهرباء وصرف صحي وتبطين الترع والطرق وغيرها، إلى جانب المحور الخدمي الذي سيشمل الصحة والتعليم والبرامج الاجتماعية وغيرها، مع توضيح دور ومسئولية كل الأجهزة المعنية المشتركة في تنفيذ خطوات المشروع، والإطار الزمني التنفيذي المحدد.

الرئيس يصدر عددًا من التكليفات خلال النشاط الأسبوعي
شهد الأسبوع الرئاسي عددًا من التكليفات، حيث اجتمع الرئيس عبدالفتاح السيسي مع الدكتور عمرو طلعت وزير الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، والدكتور محمد عفيفي الرئيس التنفيذي لوكالة الفضاء المصرية، واللواء عبدالحميد مصطفى مدير الشركة الوطنية لخدمات الاتصالات، واللواء أ.ح طارق الظاهر مدير إدارة الإشارة، واللواء محمد البشاري مساعد مدير إدارة الإشارة.

ووجه الرئيس بالاستغلال الأمثل لتطبيقات القمر الصناعي المصري طيبة-١ لصالح قطاع الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات بالدولة، خاصةً ما يتعلق بشبكات التراسل الحكومية الجاري تنفيذها لربط الجهاز الإداري للدولة بالكامل، ارتباطًا لتطبيق النظم الحديثة للعمل الحكومي وتمهيدًا للانتقال إلى العاصمة الإدارية الجديدة، وهو الأمر الذي سيعزز كذلك من دعم جهود التنمية الشاملة التي تنفذها الدولة على كل شبر من أرض مصر باستخدام الأساليب العلمية الدقيقة ذات التكنولوجيا المتقدمة.

وتم في هذا الإطار عرض تطورات مشروع الشبكة الحكومية الموحدة لربط الجهاز الإداري للدولة لدعم قدرات تداول البيانات الحكومية على نحو آمن وسريع ومتطور، بما يؤهل الجهاز الإداري للارتقاء بكل الخدمات الحكومية للمواطنين، وذلك في الإطار العام للمشروع الاستراتيجي لرقمنة الدولة، والاستعدادات الجارية للانتقال إلى العاصمة الإدارية الجديدة.

واطلع الرئيس كذلك على أهم الاستخدامات المنتظرة للقمر الصناعي "طيبة-١"، الذي سيعمل بكامل طاقته خلال النصف الثاني من العام، والذي من شأنه أن يدعم جهود أجهزة الدولة في كل المجالات، خاصةً جهود التنمية ورقمنة الدولة ومكافحة الجريمة والإرهاب، فضلًا عن تحسين خدمة الإنترنت في المناطق النائية، وللأفراد والشركات، بالإضافة إلى المساهمة في تعزيز أداء القطاعات الحكومية، كالبترول والطاقة والثروة المعدنية، والتجارة، والتعليم، والصحة.

وتطرق الاجتماع إلى نجاح وكالة الفضاء المصرية مؤخرًا في الفوز بالمسابقة الدولية للجنة الأمم المتحدة لشئون الفضاء لتصميم كاميرا فضائية فائقة التكنولوجيا لتثبيتها على محطة الفضاء الدولية، وذلك كأول وكالة فضاء عربية وإفريقية تحقق هذا الإنجاز العلمي، الذي سيتيح لمصر الحصول، بلا مقابل، على الصور الفضائية عالية الدقة التي تستخدم في الأغراض الجيولوجية والاستشعار عن بعد والاستكشافات وغيرها من التطبيقات التي تخدم جهود التنمية بالدولة.

المشروعات القومية
واجتمع الرئيس عبدالفتاح السيسي مع اللواء أمير سيد أحمد مستشار رئيس الجمهورية للتخطيط العمراني، واللواء محمد أمين مستشار رئيس الجمهورية للشئون المالية.

ووجه الرئيس في هذا الإطار بالاستمرار في تعزيز نهج الدولة لحوكمة وحسن إدارة ما تملكه من أصول كمبدأ ثابت يحقق الاستغلال الأمثل لمواردها اقتصاديًا وتنمويًا وعمرانيًا.

كما اطلع الرئيس على أهم محددات ومحاور مخططات التطوير التنموي واستغلال أراضي الدولة المتاحة في عدة محافظات على مستوى الجمهورية، وذلك وفق المراحل والجدول الزمني المقترح، وكذلك الموقف الإنشائي والهندسي لشبكة الطرق والمحاور الجديدة على امتداد الجمهورية وربطها بالمجتمعات العمرانية المحيطة.

نشاط الرئيس في الخارج
وشهد الأسبوع الرئاسي نشاطًا خارجيًا حافلًا، حيث استقبل الرئيس عبدالفتاح السيسي جان إيف لودريان، وزير خارجية الجمهورية الفرنسية، وذلك بحضور سامح شكري وزير الخارجية، وكذلك السفير الفرنسي بالقاهرة.

وقال السفير بسام راضي المتحدث الرسمي باسم رئاسة الجمهورية بأن اللقاء شهد متابعة عدد من الموضوعات ذات الصلة بالعلاقات الثنائية الاستراتيجية بين مصر وفرنسا، التي شهدت تطورًا كبيرًا خلال السنوات الأخيرة، خاصةً على الصعيد الاقتصادي والتجاري والعسكري والأمني، وكذلك تبادل الرؤى ووجهات النظر في إطار التنسيق المنتظم بين مصر وفرنسا تجاه القضايا الإقليمية في شرق المتوسط والقارة الإفريقية.

وقد نقل وزير خارجية فرنسا إلى الرئيس تحيات الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، مؤكدًا اعتزاز بلاده بالعلاقات الوطيدة والمتميزة التي تربطها بمصر، التي اكتسبت مزيدًا من قوة الدفع خلال زيارة الدولة المتميزة التي قام بها السيد الرئيس مؤخرًا إلى باريس.

ومن جانبه؛ طلب الرئيس نقل تحياته إلى الرئيس الفرنسي ماكرون، معربًا عن التقدير لحفاوة الاستقبال خلال زيارة الدولة الأخيرة لباريس التي عكست الطابع الاستراتيجي للعلاقات الثنائية المتميزة بين البلدين، ومؤكدًا ما توليه مصر من أهمية خاصة لتعزيز التعاون مع فرنسا في مختلف المجالات.

وعلى صعيد العلاقات الثنائية؛ أعرب الرئيس عن التطلع لنقل الخبرات والتكنولوجيا الفرنسية العريقة في كل المجالات التنموية إلى مصر، لا سيما في مشروعات السكك الحديدية والمشروع القومي لتطوير قرى الريف المصري.

كما أوضح الرئيس أن هناك إطارًا واعدًا للتعاون الثقافي بين البلدين في ضوء قرب افتتاح مدينة الفنون والثقافة بالعاصمة الإدارية الجديدة وما تحتويه من صروح ثقافية ضخمة وفريدة، وكذلك المتحف المصري الكبير، الذى يعد الأكبر في العالم.

وفيما يتعلق بالقضايا السياسية؛ أضاف المتحدث الرسمي أن اللقاء تطرق إلى مناقشة التطورات المتعلقة بعدد من القضايا الإقليمية ذات الاهتمام المشترك، خاصةً في منطقة شرق المتوسط، حيث تم الاتفاق على مواصلة التنسيق المنتظم بين مصر وفرنسا في هذا الصدد، لا سيما في ضوء التوافق بين المصالح السياسية والاقتصادية للبلدين.

كما تم التطرق إلى مستجدات الأوضاع في ليبيا، حيث أعرب "لودريان" عن تثمين بلاده للجهود المصرية بقيادة الرئيس لتثبيت الأوضاع الميدانية في ليبيا خلال الفترة الماضية، وهي الجهود التي بات محل تقدير من قبل المجتمع الدولي بأسره. وقد تم التوافق حول تضافر الجهود المشتركة بين الجانبين لترسيخ المسار السياسي على نحو شامل يتناول كل جوانب الأزمة الليبية، ويسهم في القضاء على الإرهاب، ويحافظ على موارد الدولة ومؤسساتها الوطنية، ويحد من التدخلات الخارجية.

وقد تم التباحث أيضًا بشأن سبل تعظيم التعاون بين مصر وفرنسا في مجال مكافحة الإرهاب والفكر المتطرف، خاصةً في منطقة الساحل الإفريقي، ودعم جهود دول تلك المنطقة في مواجهة خطر تمدد الجماعات الإرهابية وتزايد نشاطها هناك، خاصة بعد دحرها في منطقة المشرق العربي وشمال إفريقيا.

القضية الفلسطينية
كما استقبل الرئيس عبدالفتاح السيسي وزراء خارجية الرباعية الدولية "مجموعة ميونخ"، المعنية بدعم مسار عملية السلام في الشرق الأوسط التي تضم كلًا من أيمن الصفدي نائب رئيس الوزراء ووزير الخارجية وشئون المغتربين بالمملكة الأردنية الهاشمية، جان إيف لودريان وزير خارجية الجمهورية الفرنسية، وهايكو ماس وزير خارجية جمهورية ألمانيا الاتحادية، وذلك بحضور سامح شكري وزير الخارجية.

وقال المتحدث الرسمي باِسم رئاسة الجمهورية بأن الرئيس اطلع خلال اللقاء على مستجدات جهود مجموعة ميونخ الوزارية لإعادة تنشيط المسار التفاوضي للقضية الفلسطينية في ضوء انعقاد اجتماعها الحالي بالقاهرة.

وقد رحب الرئيس بالمجموعة الوزارية في القاهرة؛ مشيدًا سيادته بالتنسيق الرباعي المصري الأردني الفرنسي الألماني الذي يهدف لكسر الجمود الحالي في مفاوضات عملية السلام، حيث أكد سيادته أهمية التحرك في الوقت الراهن لإعادة طرح ملف عملية السلام على الساحة السياسية الدولية، مع مراعاة آخر التطورات السياسية على المستويين الدولي والإقليمي وأخذًا في الاعتبار عضوية المجموعة التي تضم الدولتين العربيتين الأقرب إلى القضية الفلسطينية إلى جانب كبرى دول الاتحاد الأوروبي.

كما أكد الرئيس استمرار مصر في جهودها الدءوبة تجاه القضية الفلسطينية، باعتبارها أحد ثوابت السياسة المصرية وجوهر قضايا الشرق الأوسط، وذلك سعيًا لاستعادة الشعب الفلسطيني لحقوقه المشروعة وإقامة دولته المستقلة وفق مرجعيات الشرعية الدولية.

وشدد الرئيس على أن تسوية القضية الفلسطينية ستغير من واقع وحال المنطقة بأسرها إلى الأفضل، من خلال فتح مسارات وآفاق جديدة للتعاون الإقليمي بين الحكومات والشعوب ومشيرًا سيادته إلى أن هذا التقدير ينبع من الواقع الذي عايشته مصر خلال تجربتها الرائدة بالمنطقة باختيار مسار السلام وممارسته فعليًا على مدى أكثر من أربعة عقود.

من جانبهم؛ أعرب وزراء خارجية الأردن وفرنسا وألمانيا عن التقدير لجهود مصر الحثيثة ومساعيها المقدرة في دعم القضية الفلسطينية، مع الإشادة بدور مصر التاريخي في هذا الصدد وما يتميز به من ثبات واستمرارية بهدف التوصل إلى حل عادل وشامل للقضية الفلسطينية، فضلًا عن الجهود المصرية لتثبيت الهدوء في قطاع غزة وتحسين الأوضاع الإنسانية والمعيشية والاقتصادية بالقطاع، إلى جانب جهودها لإتمام عملية المصالحة وتحقيق التوافق السياسي بين جميع القوى والفصائل الفلسطينية، مؤكدين أهمية الحفاظ على دورية انعقاد اجتماعات "مجموعة ميونخ" بهدف العمل على تحريك جهود السلام في المنطقة، وحلحلة الجمود الحالي الذي تشهده القضية الفلسطينية من خلال حث الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي على التفاوض وصولًا إلى تسوية سياسية عادلة وشاملة.

وأضاف المتحدث الرسمي أن الرئيس طالب في نهاية اللقاء بنقل تحياته إلى كلٍ من جلالة الملك عبدالله الثاني بن الحسين ملك المملكة الأردنية الهاشمية، والرئيس الفرنسي "إيمانويل ماكرون"، والمستشارة الألمانية "أنجيلا ميركل".

شركة "سيمنس"
كما استقبل الرئيس عبدالفتاح السيسي جو كايسر، الرئيس والمدير العام التنفيذي لشركة "سيمنس"، والدكتور رولاند بوش نائب الرئيس التنفيذي وعضو مجلس إدارة الشركة، وذلك بحضور الدكتور مصطفى مدبولي رئيس مجلس الوزراء، والفريق كامل الوزير وزير النقل.
وصرح المتحدث الرسمي باسم رئاسة الجمهورية بأن الاجتماع تناول استعراض الاتفاق النهائي لقيام شركة "سيمنس" العالمية بإنشاء منظومة متكاملة للقطار الكهربائي السريع في مصر بإجمالي أطوال نحو ١٠٠٠ كم على مستوى الجمهورية، وبتكلفة إجمالية قدرها ٣٦٠ مليار جنيه، وذلك بدءًا بالتنفيذ الفوري لمشروع الخط الذي سيربط مدينة العين السخنة بمدينة العلمين الجديدة مرورًا بالعاصمة الإدارية الجديدة وعدد ١٥ محطة، بطول ٤٦٠ كم، حيث يستغرق تنفيذه مدة زمنية قدرها سنتان.

وقد نقل السيد "كايسر" إلى الرئيس تحيات المستشارة الألمانية "أنجيلا ميركل"، معربًا عن اعتزازه وشركة "سيمنس" العالمية بالتعاون المثمر مع مصر في المجالات التنموية، وذلك امتدادًا لمشروعات الشركة الناجحة في مصر على مدى الأعوام الماضية، خاصةً في مجال الطاقة ومحطات الكهرباء، التي أسهمت في دفع عجلة التنمية الرائدة بقيادة السيد الرئيس لخدمة الشعب المصري، وهي المشروعات التي صنعت تاريخًا مشرفًا للشركة في المنطقة والعالم.

من جانبه؛ طلب الرئيس نقل تحياته إلى المستشارة الألمانية "ميركل"، معربًا عن التقدير البالغ لمسيرة التعاون بين مصر وشركة "سيمنس" والخبرة الألمانية في مجال الصناعة بوجهٍ عام لما تتسم به من جودة ودقة وانضباط، ومؤكدًا أن خط القطار الكهربائي الجديد سيمثل إضافة كبيرة لمنظومة شبكة النقل في مصر سواء لحركة الأفراد أو تسهيل التجارة، نظرًا لأنه سيربط ساحلي البحر الأحمر والمتوسط مرورًا بالعاصمة الإدارية الجديدة وعدد آخر من المدن الرئيسية، الأمر الذي سيعزز من جهود التنمية في مصر ويفتح آفاقًا مستقبلية واعدة لتطوير التعاون مع "سيمنس" في نظم النقل الحديثة.

شركة لورسن الألمانية
كما استقبل الرئيس عبدالفتاح السيسي اليوم بيتر لورسن مالك ورئيس مجلس إدارة شركة لورسن الألمانية العالمية في مجال صناعة السفن والفرقاطات والمدمرات، وذلك بحضور الفريق أحمد خالد قائد القوات البحرية، اللواء محمد أمين مستشار رئيس الجمهورية للشئون المالية، واللواء أحمد الشاذلي رئيس هيئة الشئون المالية للقوات المسلحة، واللواء بحري حسام الدين قطب مساعد قائد القوات البحرية للشئون الفنية، واللواء بحري محمد إبراهيم رئيس شعبة التسليح البحري.

وصرح المتحدث الرسمي باسم رئاسة الجمهورية بأن الاجتماع شهد التباحث حول أطر التعاون بين الجانب المصري والشركة الألمانية التي تمتلك خبرات عميقة في مجال بناء السفن بمختلف الطرازات، خاصةً ما يتعلق بنقل تكنولوجيا بناء السفن بالتعاون مع ترسانات القوات البحرية وشركات جهاز الصناعات البحرية، إلى جانب تدريب العمالة الفنية ورفع قدرات الكوادر المصرية في تلك المجالات طبقًا للمواصفات القياسية العالمية ومتطلبات الجودة، بما يعود بالنفع بوجه عام على البحرية المصرية بالتعاون مع إحدى أكبر قلاع السفن على مستوى العالم.

وقد ثمن الرئيس التعاون مع الشركة الألمانية بالنظر إلى السمعة المهنية العالمية التي تتمتع بها في مجال بناء السفن، بينما أشاد رئيس مجلس إدارة شركة لورسن بالفرص الواعدة للاستثمار المباشر في مصر، خاصةً مع جهود تطوير البنية التحتية التي قامت بها الحكومة المصرية، وتحسن مناخ الأعمال.

السودان
كما استقبل الرئيس عبدالفتاح السيسي الفريق أول ركن شمس الدين كباشي، عضو مجلس السيادة الانتقالي السوداني، وذلك على رأس وفد ضم كلًا من فيصل محمد صالح وزير الثقافة والإعلام، والفريق أول ركن جمال عبدالمجيد مدير المخابرات العامة، والفريق ركن محمد الغالي أمين عام رئاسة الجمهورية، والسفير محمد إلياس الحاج السفير السوداني بالقاهرة، وبحضور سامح شكري وزير الخارجية، وعباس كامل رئيس المخابرات العامة.

وصرح المتحدث الرسمي باسم رئاسة الجمهورية بأن اللقاء تناول التباحث حول مسيرة العلاقات الثنائية بين الجانبين وسبل دفعها في كل المجالات، وكذلك القضايا الإقليمية الراهنة محل الاهتمام المتبادل.

وقد رحب الرئيس بالفريق أول ركن شمس الدين كباشي بالقاهرة، طالبًا نقل تحياته إلى أخيه الفريق أول ركن عبدالفتاح البرهان، رئيس مجلس السيادة السوداني، ومعربًا عن التطلع لمواصلة التعاون والتنسيق مع السودان الشقيق في كل الملفات محل الاهتمام المتبادل، وذلك تعزيزًا للروابط الأزلية بين مصر والسودان، ووحدة المصير والمصلحة المشتركة.

كما أكد الرئيس أن موقف مصر تجاه السودان الشقيق ينبع من الترابط التاريخي الذي يجمع شعبي وادي النيل، وهو الموقف الذي لم ولن يتغير تحت أي ظرف، وطالما مثل نهجًا ثابتًا للسياسة المصرية على مدى الزمن.

من جانبه؛ نقل الفريق أول ركن شمس الدين كباشي إلى الرئيس تحيات أخيه الفريق أول ركن عبدالفتاح البرهان وجميع أعضاء مجلس السيادة السوداني، مؤكدًا الخصوصية الشديدة التي تتميز بها العلاقات المصرية السودانية، واعتزاز شعب وحكومة السودان بأواصر الروابط التاريخية مع مصر التي تعد مركز ثقل المنطقة العربية والقارة الإفريقية، ومحور صون الأمن الإقليمي بأسره، مشيدًا في هذا السياق بالمواقف المصرية الصادقة للحفاظ على استقرار السودان خلال المرحلة الانتقالية الراهنة.

وقد شهد اللقاء التباحث حول مجمل القضايا الإقليمية في منطقتي القرن الإفريقي وحوض النيل، حيث اطلع الرئيس من الفريق أول ركن شمس الدين كباشي على آخر مستجدات التوترات الحالية على الحدود السودانية الإثيوبية، كما تم استعراض آخر التطورات فيما يتعلق بقضية سد النهضة، حيث تم التوافق على أهمية استمرار التنسيق المتبادل والتشاور المشترك المكثف لما فيه صالح البلدين والشعبين الشقيقين والمنطقة بأسرها.