رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

"حب غير مجاني".. كيف يحاول نتنياهو استقطاب أصوات العرب؟

حملة نتنياهو
حملة نتنياهو

ضحايا التحريض تحولوا الآن إلى هدف للمغازلة، الأيديولوجيا ماتت، وحلت محلها مواقف نفعية صارخة، فقد تحوّل عدو الأمس إلى حبيب اليوم، لكن لدى نتنياهو لا يوجد حب مجاني.

منذ فترة يقوم رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بحملة تقرب من عرب 48 في إسرائيل، هو يأمل أن يكسب مقعدين من أصوات العرب في الانتخابات المقررة في مارس المقبل؛ فتتركز حملة نتنياهو على محورين، الأول هو اللقاح، والثاني هو استقطاب العرب.

بعد نزع الشرعية عن العرب طوال سنوات، عاد "نتنياهو" ليمنحهم بطاقة أهلية، ويعلن أن هناك عرباً صالحين ويمنحهم وعوداً، ويحفظ لهم مكاناً في قائمة الليكود لمرشح عربي (يفضّل أن يكون مسلماً) ويتعهد بإعطائه منصباً وزارياً، بعد سنوات طويلة كان يعتبر فيها أن إئتلاف يعتمد على أصوات العرب خارج المقبول. الآن الأمر ليس كذلك.

في الحملة الانتخابية عام 2015 حض "نتنياهو" ناخبيه على الاقتراع بواسطة شريط فيديو انتشر بصورة كبيرة في يوم الانتخابات حذّر فيه من تدفق العرب إلى صناديق الاقتراع بأعداد كبيرة في باصات اليسار، حالياً يحث أنصاره على جمع أصوات في البلدات العربية.

عدد من التحركات الأخيرة، قام بها "نتنياهو" لاستقطاب أصوات العرب؛ فأعلن أنه سيخصص مكاناً في قائمته الانتخابية لنائل زعبي، مدير مدرسة عربية من قرية نين، كجزء من حملته لجذب الناخبين العرب، كما قام بعدد من الزيارات إلى البلدات العربية الإسرائيلية.

نائل زعبي، الذي استقال قبل عدة أسابيع من منصبه التعليمي، هو مؤيد لنتنياهو وناشط قديم في الليكود، وتشمل صفحته الشخصية على فيسبوك عدة صور من زيارة قام بها رئيس الوزراء إلى مدرسته قبل عدة سنوات، كما احتفظ نتنياهو بالأماكن 5 و26 و30 لاختياراته الشخصية، لكن من المرجح تخصيص المكان الخامس لمرشح بارز.
قال "نتنياهو" لسكرتارية حزب الليكود: "مثلما كسرت الفيتو الفلسطيني على العلاقات مع الدول العربية، سأكسر كذلك فيتو الأحزاب العربية مع المواطنين العرب في إسرائيل". وكان يشير إلى صفقات التطبيع الأربع التي أعلنت عنها إسرائيل مع دول عربية في الأشهر الأخيرة.

وأضاف :"أنا أؤمن بعقيدة الزعيم الصهيوني زئيف جابوتنسكي بأن جميع الحقوق يجب أن تُمنح لكل مواطن في دولة إسرائيل. نحن نتواصل مع الناخبين العرب – صوتوا لنا".

كما قام "نتنياهو" بزيارة لمدينة أم الفحم العربية في شمال إسرائيل لتشجيع التطعيم ضد فيروس كورونا وتهنئة المواطن الإسرائيلي المليون الذي يتلقى اللقاح، وفي حينه قال نتنياهو للقناة 13 الإسرائيلية إن الصوت العربي له "إمكانات هائلة"، مضيفاً: "لسنوات عديدة كان الجمهور العربي خارج التيار الرئيسي للقيادة. لماذا؟ ليس هناك سبب. الناس يساهمون، الناس يعملون. دعوني نصل أخر الطريق. كونوا جزءًا من قصة النجاح الكاملة لإسرائيل. هذا ما أود أن تجسده الانتخابات".

كما أفادت هيئة البث الرسمية "كان" أن "نتنياهو" قال لنواب الليكود بعد زيارته مدينة أم الفحم العربية :"يوجد لنا في المجتمع العربي مقعدين على الأقل، نحن نحب العرب". وأضاف "نتنياهو": "عندما زرت أم الفحم أنفعلت أنه في كل مكان يوجد الكثيرين الذي يطلبون صورة سيلفي معي".

المفاجأة الكبيرة أن جزء من الزعامات العربية، التي اعتبرت في ماض غير بعيد الليكود تهديداً مخيفاً لوجودها، يدعون علناً إلى التعاون، حيث تتحدث الزعامات العربية خاصة "منصور عباس" نائب رئيس الحركة الإسلامية عن استبدال الهاوية بجسر من التحاور والأخذ والعطاء والحوار مع اليمين، بالإضافة إلى التسامح والاستعداد لحل المشكلات.

تحرك بعض النواب العرب الإيجابي نحو نتنياهو له عدة تفسيرات، أهمها زيادة الميزانيات للجمهور العربي، وانهيار معسكر اليسار، وفقدان الثقة في نواب العرب اليسار مثل أحمد الطيبي وأيمن عودة، مع وجود قناعة لدى كثيرين أن هؤلاء يعملون من أجل مصالحهم الشخصية وليس من أجل ناخبيهم.