رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

المصالحة القطرية


تجرى الأن فى سراديب السياسة مع مصر محاولات للتصالح مع الكيان القطرى - وقبل قبول أو رفض الفكرة فإن الإخوان المسلمين الذين يقدسون ليل نهار بمحراب قطر وتركيا لن يرغبوا فى هذه المصالحة ويتمنون عدم الدخول فى مسارها لأن تمام المصالحة يعنى تسليم هؤلاء الخونة المقيمون فى قطر أو فى تركيا هذا من ناحية، أما من ناحية المصالحة فى ذاتها فإن التصالح مع قطر من وجهة نظر مواطن مصرى هو أمر مستحب ومقبول بشروط ...!! وأهم هذه الشروط هى:-

- الشرط الأول:-  تعويض الدولة المصرية عن التخريب المتعمد من الفتنة ودعم الإرهاب والعمليات الإرهابية فى مصر خلال الفترة من 2011 وحتى الأن، وقد تتمثل هذه الأساليب التى دأب عليها النظام القطرى خلال الفترة الماضية فى بث الإشاعات والتقارير الإخبارية المزورة والمصطنعة على قناة الجزيرة وإثارة الفتن بين فئات الشعب المصرى ولعل قضية صحفى قناة الجزيرة قد جسدت هذا المعنى، كذلك الدعم المباشر للإرهابين فى سيناء وغزة لمواجهة الجيش المصرى وذلك من خلال جمعية خيرية ممولة من الحكومة القطرية هى جمعية بن عيد الخيرية والذى يرأسها القطرى على السويدى الموضوع على قائمة الإرهاب من الأمم المتحدة كل هذه الأفعال المجرمة ترتب عليها أضرار بالغة سواء فى الأشخاص وسواء فى الإقتصاد المصرى ولا تملك قطر أن تسدد لمصر قيمة هذه الأضرار إذ أنها أضرار مادية فى البشر لدى المواطنين المصريين سواء من أفراد الجيش أو الشرطة وسواء من الشعب المصرى عامة، كما أن الأضرار الإقتصادية كبيرة جداً شملت جميع قطاعات الإقتصاد المصرى ولكن مع ذلك ولأن مصر دائماً كبيرة وتحتوى الجميع فلا مانع من المصالحة بشرط تعويض رمزى للدولة المصرية ليس جبراً لهذه الأضرار وإنما أدبياً ليعلم القاصى والدانى أن قطر إرتكبت خطأ كبير وأن مصر سامحت لأنها القلب الكبير.

- الشرط الثانى:- هو إقرار وتعهد بعدم العودة إلى براثن الشياطين ويتم غلق قناة الجزيرة أو على الأقل تغيير منهجها وتغيير قوامها من الإرهابين والخونة والعملاء للوطن العربى هذان الشرطان أمران لا يقبلان التفاوض ولا يقبلان المساومة عليهما وأن أى شرط أخر جائز التفاوض حوله.

إن المصالحة مع قطر أو تركيا يثبت للعالم أن مصر كانت ولازالت على حق وأن نظامها كان ثاقب النظر وطنى وعربى ولا يخضع لإبتزاز ولا يقبل المساومة، يثبت للعالم أن الذين حملوا الدولة المصرية من الجيش والشرطة والمواطنين الشرفاء منذ عام 2011 هم منهج الوطنية الذى يجب أن يدرس وهم منهج السياسة الذى يجب أن يعتلى رسائل الدكتوراة فى الجامعات العالمية فى مجال السياسة، إن الذين حملوا الدولة المصرية فى عام 2011 حتى الأن وبذلوا من الجهد فى حماية الدول العربية كافة من مخطط أولاد الشياطين سوف يسجل لهم التاريخ أنهم عتاة جبابرة فى السياسة والوطنية.

 *عضو مجلس الشيوخ المصرى