رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

مفردات الحارة المصرية.. «يعنى إيه كروديا؟»

الحارة المصرية
الحارة المصرية

"أما أنت راجل كروديا بصحيح".. عبارة شهيرة سمعناها كثيرا فى أفلام الأبيض والأسود، تطلق على الساذج، وخاصة فى الأفلام الكوميدى.

يعتبر الفنان إسماعيل ياسين أبرز من سجل هذه العبارة فى أفلامه، فكان يقولها فى المواقف الكوميدية التى كان يؤدى فيها دور الساذج مثل العتبة الخضرا، فيقول بعد أن أعطى كل ماله للنصاب الظريف الذى أدى دوره ببراعة الفنان أحمد مظهر، "أنا ضحكت عليه أما طلع راجل كروديا"، ومع مرور الأيام تلاشت كلمة "كروديا" من قاموس الحارة المصرية، وحلت بدلا منها بعض المفردات مثل "دهل" و"دغف"، و"عبيط"، و"هلاهوطة"، و"داقق عصافير"، و"بركاوى"، ومفردات أخرى تخص شخصية الساذج، الذى لا يرهق من يريد النصب عليه بل يساعده ويضع كل ما لدية فى جيب النصاب طواعية.

ويبقى السؤال المهم ماهو أصل كلمة كروديا؟ ومن أين أتى بها المصريون؟ والإجابة تكمن فى أن كلمة كروديا مفردة يونانية معناها العبيط.

التقط المصريون الكلمة فى الخمسينيات من أفواه اليونانيين "الجريج" الذين كانوا يعملون فى مصر كسفرجية وحلاقين وعمال.

وقد يقول البعض إن كروديا لها علاقة بـ"الاستكراد" حيث تعنى الأخيرة الانتهازية، فيقال فلان الفلاني "عاوز يستكردنى" أى يأخذ حقى "بالفهلوة"، وهى تعادل كلمة "يستغفلنى"، أو "يستهبلنى" أو "يستعبطنى".

وفى مقال للكاتب أمين يونس باسم "المصريون والاستكراد"، يقول إن الكلمة مشتقة من كلمة "كردى"، وأنها جاءت أيام حكم السلطان صلاح الدين الأيوبي وهو كردى الأصل، وكان المصريون يطلقون على رجل الشرطة "الكردى" كنوع من الاحترام والتوفير لأنهم كانوا هم أهل الحكم، فإذا شعر الشرطى أن المصرى يريد أن يضحك عليه بكلمة الكردى يقول "عاوز تستكردنى"، سواء كانت هذه المعلومه صحيحة أو لا، فكلمة "تستكردنى" ليست مرتبطة بكلمة كروديا التى تعنى الساذج، فالأولى تطلق على النصاب أما الثانية تطلق على الشخص الساذج، والكلمتان ليس لهما أصل فى معاجم اللغة العربية، كما أنهما لا وجود لهما إلا فى الحارة المصرية.