رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

كيف أسهم التحول الرقمي في سرعة إنجاز الخدمات الحكومية؟

التحول الرقمي
التحول الرقمي

في عام 2019 عندما تزوج يوسف رضا، واستقر في القاهرة في عش الزوجية شجعه والده على تقديم طلب لاستخراج بطاقة التموين للعائلة ليتمكن من الاستفادة منها في مقر سكنه، خاصة وأن أسرته من سوهاج، بحيث يمكنه الحصول على الخبز المدعم ودعم السلع التموينية.

وقال يوسف إنه بعد إرسال صورة من بطاقة والده الشخصية وصورة من بطاقة التموين توجه إلى مكتب التموين بمقر سكنه بالمرج، وقدم على طلب فصل البطاقة والحصول على بطاقة منفصلة له، وظل يذهب كل أسبوعين أو ثلاثة ليستفسر هل تم انتهاء أوراقه أم لا، واستمر هذا الحال لما يقرب من 3 أشهر، حتى تم تنفيذ طلبه بنجاح "كان لازم اتأخر على شغلي عشان اقف في الطابور استنى دوري أعرف بطاقتي خلصت ولا لسة"، يقول يوسف.

أما في العام الجاري 2020 قرر يوسف أن يضيف زوجته كذلك على بطاقة التموين وفصلها من بطاقة أسرتها، ليستفيدوا بدعم السلع التموينية، ولكن "خوفت أعيد نفس البهدلة وأروح وأجي وأقف طابور" ومع أزمة فيروس كورونا وتوقف إجراء الخدمات التموينية بالمكاتب، قرأ "يوسف" على موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك أنه يمكنه أن يقدم على فصل شخص وإضافة زوجته إلى بطاقته من خلال موقع وزارة التموين "دعم مصر".

قال يوسف:" قلت أجرب يمكن ينفع ومضطرش اضيع أيام من شغلي واروح متأخر بسبب اني أضيفها للبطاقة"، وبالفعل قدم كافة البيانات على الإنترنت، "بعد 15 يوما بالظبط وأنا بصرف التموين بتاعي لاقيت الراجل بيقول إن اتضافلك شخص تاني على بطاقتك".

وتابع يوسف أنه لم يتخيل أن تنتهي إجراءات إضافة زوجته إلى بطاقته بهذه السرعة على عكس فصله هو عن بطاقة عائلته، كذلك "كنت بركب مواصلات ومصاريف عشان أسال على بطاقتي"، في حين أن الخدمة الأخرى بضم زوجته إليه لم تكلفه أي مبالغ، مؤكدًا أن التحول الرقمي الجديد في المصالح الحكومية أصبح أفضل.

من هذا المنطلق، أوضح خبراء لـ"الدستور"، كيف أسهم التحول الرقمي في سرعة إنجاز الخدمات الحكومية التي كانت تمثل عبئا على المواطنين.

التحول الرقمي يساهم في مكافحة الفساد
قال الدكتور عادل عبدالمنعم، خبير المعلومات، إن مزايا التحول الرقمي عديدة لا يمكن حصرها في نقاط، ولكن أهمها أن المواطن يمكن من مكانه وهو في بيته أن يقدم على طلب خدمة معينة إلكترونية بدون مجهود، حيث يحفظ وقته ولا يضطر إلى تخصيص يوم كامل أو أخذ إجازة من عمله للحصول على هذه الخدمة كما هو معتاد.

وأوضح عبدالمنعم، لـ"الدستور"، أن التحول الرقمي سيساهم في مكافحة الفساد بدرجة كبيرة، لأنه سيكون كل شيء من خلال الإنترنت، فالنظام لديه قواعد ومن ينطبق عليه هذه القواعد سيتلقى الخدمة المرغوبة فيها، ويساهم التحول الرقمي في توفير الوقت والمجهود وتقليل من تلوث الطاقة من وسائل النقل والازدحام المروري.

وتابع أنه في الأنظمة المميكنة فهناك أدوات معينة يتم التحقق بها من الهوية أو الشخصية، بحيث يتم التيقن من الشخص بعد تمريره على مجموعة من الأسئلة التي تثبت صحة هويته، لذا فهذه العملية تحفظ الضوابط التي تثبت تلقي طالب الخدمة الحقيقي لشخصيته من خلال الإنترنت وبياناته المسجلة، في حين إذا كان التعامل بشكل شخصي من الممكن أن يكون هناك نوع من التواطؤ والتحايل للحصول على خدمة ما. 

وأكد أنه سيمنع التعطل في قضاء المصلحة "الكلمات المعتادة فوت علينا بكرة، وقت العمل خلص النهاردة"، بل التقديم لطلب الخدمة في أي وقت وسيتم الاستجابة في ساعات العمل المحددة".

واستكمل أن الرسوم المدفوعة لقاء الخدمة أصبحت سهلة وميسرة ويمكن دفعها بأي وسيلة دفع، في حين كان المتعارف عليه ركوب عدة مواصلات للوصول للجهة المطلوبة ودفع رسوم وتكلفة مضاعفة لقضاء الخدمة.

سرعة إنجاز الخدمات المطلوبة
قال المستشار صبري الجندي، المستشار السابق لوزير التنمية المحلية، إن التحول الرقمي ساهم في سرعة إنجاز الخدمات المطلوبة على عكس الماضي والتي كانت تحتاج إلى يوم كامل أو عدة أيام للانتهاء من الأوراق التي يحتاجها المواطن.

وأوضح الجندي، لـ"الدستور"، أن التحول الرقمي كذلك سيغلق باب من أبواب الفساد، لأن تقديم الطلب لخدمة ما سيتم من خلال الإنترنت ولن يخضع المواطن لمساومة موظف لتلبية خدمته "زي ما متعودين فين الشاي أو فين الاكرامية"، لأن طالب الخدمة سيكون بعيد عن مقدمها كافة التعاملات ستكون من خلال الإنترنت الأونلاين.

وتابع أنه من خلال التحول الرقمي يمكن رصد من يعمل ومن لا يعمل "إعطاء الموظف الورق يضعه في درجه تعالى بكرة وتعالى بعد أسبوع وهو الأمر المعتاد"، أما حاليا كل الإجراءات والمعاملات ستتم في اللحظة التي يتم طلب الخدمة فيها لسرعة إنجازها ولا حاجة للذهاب للدور المعين لإنهاء ختم ما، فكل شيء إلكتروني ويواكب التكنولوجيا.