رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

عجلان: مصر في طريقها لامتلاك البنية التحتية الأحدث لدعم التحول الرقمي

جريدة الدستور

◄محمد عجلان: مصر في طريقها لامتلاك البنية التحتية الأحدث لدعم التحول الرقمي الشامل..وقطاع التعليم الأكثر استفادة..الحوسبة السحابية توفر 90% من إجمالي تكلفة الامتلاك

كشف خبير التطوير التكنولوجي والمتخصص في الشأن التقني، المهندس محمد صبري عجلان، أن مصر استطاعت أن تحجز لنفسها مكانًا ضمن سباق التطور التكنولوجي بالفعل بعد أن أدركت أهميته، موضحًا أن مصر إحدى الدول التي تخوض منافسة شرسة لتكون لاعب رئيسي في هذا القطاع، مؤكدًا أن مصر تسير بخطى ثابتة نحو تنظيم هذا السوق بداية من تجديد البنية التحتية بشكل كامل مرورًا بالتعامل وفق أحدث المعايير العالمية، نهاية بتأمين كل تلك العمليات الإلكترونية وفق أحدث النظم العالمية.

عجلان، أوضح أن مصر تحاول منذ ما يقرب من نحو 23 عامًا تطوير بنيتها المعلوماتية، واعتماد اتجاه التحول الرقمي لكنها كانت تواجه من وقت لآخر تعطيل في مشاريعها، موضحًا أن مصر إقتحمت المجال بقوة في بداية 2014، بعد أن أدركت الحكومة حجم المنافسة الشرسة في هذا القطاع عالميًا، ومدى ما يخلفه من أرباح وما يختزله من تكاليف، كما أنه يختصر الوقت لتحقيق عمليات التنمية المستدامة.

وتابع عجلان، أنه بالرغم من خوض مصر سباق المنافسة متأخرًا إلى أنها استطاعت إثبات نفسها بالسوق الدولية بالاعتماد على الخبرات الوطنية لتنفيذ خطة تطوير البنية التحتية للاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، بالتوازي مع اعتماد خطة التحول الرقمي الشامل للعديد من قطاعات الدولة، واستطاعت مصر أن تبدأ من حيث ما انتهى إليه العالم فيما يخص التطور التقني.

وأكد عجلان أن قطاع التعليم بشقيه الحكومي والخاص سيكون من القطاعات الاكثر استفاده حيث يخدم هذا القطاع أكثر من 23 مليون طالب في مراحل التعليم الأساسي، و3 ملايين طالب في مراحل التعليم الجامعي، بالإضافة إلى نحو 60 ألف مدرسة.

وأضاف عجلان، أن مصر بدأت تطوير مشروعاتها التعليمية بالاعتماد على العنصر التكنولوجي، موضحًا أن التطوير التكنولوجى جزء أساسى وهام في العملية التعليمية، مشيرًا إلى أن الحكومة ممثلة في المسؤولين على قطاع التعليم ووزارة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات بالتعاون مع شركات تكنولوجيا المعلومات،تعمل من أجل الوقوف على المعوقات والتحديات التي تواجه مديري مراكز التطوير التكنولوجي فى المديريات أثناء تنفيذها للمهام المكلفين بها لتطوير في هذا القطاع، ووضع حلول قابلة للتنفيذ على أرض الواقع.

وتابع أن قطاع التعليم بشقيه الحكومي والخاص، يمكنه الاستفادة من الحلول التقنية المتقدمة لتوفير أدوات الكترونية للطلاب والمدرسين وانشاء مراكز معلومات لادارة المحتوى التعليمي واستيعاب التطبيقات التعليمية الحديثة والبيانات الضخمة والمتنامية ووسائل التعلم عن بعد، معتمدا على شبكات ربط ذات جودة عالية وسرعات فائقة تربط جميع المحافظات والمراكز والمناطق النائية حتى يمكن توفير متطلبات الخدمات التعليمية.

وأكد عجلان، أهمية الحوسبة السحابية وقابليتها للتوسع والمرونة كأحد أحدث التقنيات الأساسية المناسبة تمامًا لمواجهة تلك المتطلبات، فعلى سبيل المثال تتيح خدمات الحوسبة السحابية للمدارس والجامعات الفرصة للارتقاء بأنظمة إدارة المحتوى التعليمي وتوفير الادوات الالكترونيه من خلال تقنيات الحلول الافتراضية دون استثمارات رأسمالية ضخمة في تطوير البنية التحتية لتكنولوجيا المعلومات والاتصالات، كما أن من مميزات هذا الحل السحابي التعليمى أنه يمكن مضاعفة أعداد المستخدمين بصورة متطورة طبقا للاحمال العمل في فترات الاستخدام المختلفة وحسب التواجد الجغرافي باستخدام اي أداة الكترونية بسيطة ودون مواجهة أى مشاكل عطلية قد تؤخر متابعة العملية التعليمية.

موضحًا أن تقنيات الحوسبة السحابية والحلول الافتراضية الحديثة يمكنها أن توفر ما يقرب من 90% من إجمالي تكلفة الامتلاك للاجهزه وقواعد البيانات ورخص البرامج وقواعد البيانات وأنظمة تأمين المعلومات وتكلفة تشغيلها وصيانتها واستهلاكها، فيجب أن ندرك أن الحوسبة السحابية تعتبر اقتصاد مستدام فهي تزيد من كفاءة استخدام الموارد الحاسوبية وتوفر الوقت المهدر في الحصول على البرامج والخدمات الالكترونية، وتوجد بالفعل مؤسسات تعليمية خضنا معها هذه التجربة الناجحة والتي أثرت على المنظومة التعليمية لديها منها جامعات سيناء بالعريش والقنطرة ومدارس الألسن الدولية.

وأخيرا أشار عجلان، لما أسماه ايجابيات تجربة كوفيد19، موضحًا أن تلك التجربة رغم قسوتها، فقد دفعت قطاع التكنولوجيا للأمام، واظهر تحتميه الاعتماد على وسائل العمل عن بعد وخاصة في العملية التعليمية، وكعضو فاعل في منظومة العمل بقطاع الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، فقد لاحظنا قيام الدولة بدورها في التوجيه بسرعة العمل على استكمال منظومة خطوط الربط واتباع نظم جديدة للتعليم عن بعد سواء باستخدام تقنيات الفيديو كونفرانس أو الاعتماد بشكل أكبر على المنصات الرقمية وباقي الوسائل المسموعة والمرئية.

وتابع: "لاحظنا استجابة المعاهد والمدارس التعليمية الخاصة للاستثمار في تطوير بنيته التحتية واستخدام وسائل التعليم عن بعد وكذلك ضرورة التحول لتكنولوجيا تتيح الاتصال في أي وقت ومن أي مكان ومن خلال أي أداة إلكترونية".

وأضاف: " ندرك أن قطاع التعليم يواجه مجموعة من التحديات الإدارية والتثقيف المجتمعي لاستخدام الخدمات التعليمية الحديثة، فقد كان لتجربة كوفيد 19 شديد الأثر على تغيير مفهوم التعليم لدى الطالب والمدرس والأسرة المصرية بما يدعم التوجه للاعتماد على التقنيات الحديثة والاعتماد على العنصر التكنولوجي بشكل أساسي".