رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

بعد الاعتراف الأمريكي بمغربية الصحراء .. هل يتكرر القرار مع الضفة الغربية؟

ترامب
ترامب

الحديث الإسرائيلي المُعتاد عن اتفاقات السلام يكون حول الفرص والمكاسب الاقتصادية والتكنولوجية؛ صحيحاً أن إستئناف العلاقات الإسرائيلية مع المغرب يعتبر اتفاق جديد إضافي بين إسرائيل ودولة عربية لكن له تداعيات قد تشكل مغزى لتل أبيب.

إعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أن في الإمكان تحقيق سلام واستقرار مع بقاء الصحراء الغربية ضمن حدود المغرب كأراض تتمتع بحكم ذاتي لكن غير مستقلة، لا يشكل فقط تغييراً للموقف الأمريكي إزاء سعي السكان المحليين لإقامة دولة، بل قد تكون تلك رؤية عامة محتملة حول التسويات النهائية بين إسرائيل والفلسطينيين.

هناك من يقول أنه من الصعب المقارنة بين الوضع في الصحراء الغربية والضفة الغربية، لكن مع ذلك يوجد خطوط تشابك بينهما.

الصحراء الغربية والضفة الغربية على حد سواء يراهما المجتمع الدولي هما منطقتان محتلتان بينما تراهما الدولتان أراضا موضع خلاف. جبهة البوليساريو، وهي حركة سكان الصحراء الغربية، ومنظمة التحرير الفلسطينية جرى الاعتراف بهما من قبل الأمم المتحدة في السبعينيات كممثلَين حصريين لشعبيهما.

في الحالتين اختارت إدارة ترامب تغيير الموقف التقليدي للولايات المتحدة القائم على قواعد ومبادىء دولية إلى قضية مرنة لها عدة تأويلات، وانحازت للدول على حساب السكان المحللين للأراضي.

القانون الدولي، يرى أن الاستقلال يجب أن يتم عبر الاتفاقات مع الدول، وليس بالانفصال الذاتي، ولكن مؤخراً بدأ ترامب يتبع سياسة جديدة، وهي أن مستقبل المنطقة المُحتلة لايخضع إلى تطبيق القانون الدولي الذي يدعو القوة المحتلة إلى الانسحاب من الأراضي التي تحتلها، بل بالاعتراف بسيادة الدول.

موقف كهذا يمكن أن تكون له تداعيات مهمة على الطريقة التي سترى فيها الولايات المتحدة فرص حل النزاع الإسرائيلي الفلسطيني، فهل كما اعترفت بالسيادة المغربية على الصحراء الغربية، يمكن أن تعترف بالسيادة الإسرائيلية على الضفة الغربية، وهل عدم تمسكها بانفصال الصحراء سيجعلها لا تتمسك بانفصال الفلسطينيين في الضفة الغربية وإقامة دولة مستقلة لهم؟

ضمن خطوط التشابك بين القضيتيتن، وفي الرؤية الأمريكية لهما هو "الاقتصاد"، فليس صدفة إعلان الولايات المتحدة أن فتح قنصلية في الصحراء الغربية سيتركز على الشؤون الاقتصادية. وليس صدفة أن "صفقة القرن" سبقتها خطة اقتصادية للفلسطينيين.

حتى تعبير "حل عادل ودائم" الذي استخدمه ترامب في إعلانه بشأن الصحراء الغربية، يشبه الصيغ التي تضمنتها القرارات الدولية بشأن حل النزاع بين إسرائيل والفلسطينيين، هذا أيضاً، ربما ليس صدفة.