رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

مصطفي البلكي: لحظة هدم بيت جدي كانت شرارة انطلاقي في عالم الكتابة

مصطفى البلكى
مصطفى البلكى

يعد الكاتب مصطفى البلكى من الروائيين المصريين المعاصرين، وقد صدر له الكثير من الأعمال الأدبية منها "الجمل هام للنبي"، و"صور مؤجلة للفرجة"، و"أصوات الجرار القديمة" و"تل الفواخير" و"رمسيس الثاني البناء الأعظم"، و"بياع الملاح"، وأيضًا "سيرة الناطورى"، و"بينوزيم.. الكاهن الأكبر"، "طوق من مسد". وقد حصل على العديد من الجوائز الأدبية عن عدد من أعماله المختلفة. حول بداياته في عالم الكتابة٬ وأكثر موقف غريب صادفه في الوسط الثقافي وغيرها كان لنا معه هذا اللقاء.

-ما هو كتابك المفضل؟ ولماذا؟
الكتاب الذي يجعلني أحلق بعيدا٬ هو الكتاب المفضل في يومي٬ لذلك ففكرة الأفضل دائما في تجدد لأن الوقوف عند نقطة ما ومحاولة القياس عليها ستكون أمرا يعيدنا لنسق تم تجاوزه٬ لكن هناك الكتب التي وضعت أثرا ما في حياتي الأثر خالد يحمل تاريخا أو ذكرى وهي بطبيعتها أضيفت للتجارب الكثير منها ترتبط بأسماء بعينها: الثلاثية لنجيب محفوظ٬ التجليات للغيطاني٬ بحيرة المساء لأصلان٬ وفردوس للبساطي٬ وشارع بسادة لسيد الوكيل٬ نجع الخوالف لزكريا عبدالغني٬ الجبل الشرقي وكفر الهلالي لشحاتة عزيز٬ رشق السكين للمخزنجي٬ ومن التاريخ السري لنعمان عبدالحافظ لمستجاب وعجائب الآثار للجبرتي وغيرها الكثير.

- أول كتاب شجعك على الكتابة
قرأت كثيرا قبل أن أكتب٬ وأول من أخذني كان محمد عبدالحليم عبدالله٬ لكن الكتاب الصحيح الذي دفعني إلى الكتابة كان سيرة الفقد فيما رأيته أمامي لحظة هدم بيت جدي٬ كان كتابا مفتوحا وراح يتداعى بسرعة غريبة وأنا أنظر إلى المعاول وهي تنال من حكايات جدي وجدتي عن البيت٬ فكان لا بد من الإسراع في انتشال صفحاته حتى لا تذهب مع الرديم.

- أقرب بيت شعر إلى قلبك وهل ينطبق على موقف من حياتك؟
قول العتابي: الأقلام مطايا الفطن وببكاء الأقلام تبتسم الكتب.. أجده من أصدق ما قيل عن كل صاحب قلم٬ وهو المشرط الذي يأخذنا للشفاء وفتح شرفة على الخلاص..

- أغرب موقف قابلته في الوسط الثقافي
أذكر تلك الواقعة لأنها تتكرر كثيرا٬ في إحدى الندوات التي ناقشت فيها رواية لي هاجم أحد الحضور طريقة الكتابة٬ وكان هجومه غير مبرر ولم أرد عليه٬ وتجاوزته قلت هي ذائقته ولا ضرر٬ وفي نفس الشهر نالت الرواية جائزة كبيرة٬ وتدور الأيام وأذهب لنفس المكان لمناقشة مجموعة قصصية لي وإذا بنفس الشخص يترك الكتاب موضوع المناقشة٬ وينبري يمتدح الرواية التي لم تعجبه وكأنها مائة عام من العزلة!.

- من هو أقرب أبطال رواياتك قصصك لك.. وما قصته ولماذا؟
في كل عمل هناك شيء ما مني لكن أقربهم الطفل في ممرات الفتنة٬ الذي اكتشف اسمه الحقيقي بعد مضي ست سنوات من مولده وهي قصتي أنا في يومي الأول في المدرسة٬ اكتشفت أن الاسم الذي أحمله ليس هو الاسم المدون في دفاتر الحكومة ولأني أجهله صفعني المدرس في يومي الأول في المدرسة وترك نارا على خدي مشتعلة صاحبتني حتى بيتنا٬ وحينما عدت في صحبة ابن عمي الذي يكبرني٬ وبعد أن تم تأكيد اسمي من خلال شهادة الميلاد عرفت" مصطفى" ولمت جدي وجدتي والقابلة التي انتصرت لجدتي واختارت الاسم الذي أرادته٬ وتركت أهلي يظنون أن الانتصار كان لجدي لاكتشف الخديعة في يومي الأول٬ فكنت الصغير الذي عاد إلى البيت باسم جديد٬ والمطلوب منه أن ينسى اسما التصق به ست سنوات٬ وظل مستيقظا وبهدء ينزف الاسم الجديد٬ يردده كي لا يتخلى عنه في يومه الثاني.

- هل تذكر أول شيء كتبته في حياتك؟.. وما هو؟
كانت قصة عن كلب٬ كان الكلب مرتبطا بخالي يتبعه أينما ذهب وكان يعرف موعد عودته وينتظره في أول الطريق٬ وفي تلك الحكاية ومن دون أن أعرف ما يفعله الكاتب لمست الكذب الجميل٬ جعلت الكلب يموت وهو يطارد اللصوص وأبعدت السيارة التي دهسته بينما يعبر الطريق٬ كانت قصة طريفة إلا أنها أصبحت أمامي في كل مرّة أكتب أذهب بعيدا مع ما أريد كتابته وكأني أحلم.

- هل هناك شخصية في فيلم مفضلة لك؟ ولماذا؟
محمد أبوسويلم في فيلم الأرض يذكرني بجدي فيه الكثير من الصدق الذي كان يرافقه٬ فهو الرجل الذي تعلمت منه الكثير من الأشياء وكيف أتعامل معها إلى أن أصبحت بمثابة حديقة خلفية أذهب إليها حينما أحتاج للهدوء.

- هل لك موقف مع كاتب أو فنان كبير تذكره دائما؟ ما هو؟
الأسماء كثيرة وأخاف أن أتكلم فأصاب بآفة النسيان٬ وأنسى فضل أحدهم لذلك فأنا مدين لكل من تعلمت منهم ولكل من مد لي يد العون ولكل من قرأ لي.

- ما هي القصة التي تحلم بكتابتها يومًا ما؟
أكتب عني من دون أن أضع أمامي عوامل الربح أو الخسارة٬ وهذا الأمر يتطلب الحفر تحت الجلد قدرة وفعل٬ لا أملك الثمن الآن المطلوب لأدفعه فالمرء وحده من يعرف تفاصيل حياته وحينما يخرج ما هو غائب ليكون مشاعا هو أمر جلل ومكلف جدا لذلك فالفعل يحتاج لجرأة وأظن أنني قريبا سأفعل.

- لو معك تذكرتين سينما من تدعوه من شخصيات تاريخية؟
نفيسة البيضا وعمر مكرم. أشكر الأولى وأعاتب الثاني.

- هل تؤمن بالسحر أو الأعمال؟ وهل مررت بموقف شبيه؟
أؤمن بوجود السحر والسحرة لكن لم أعاين السحر رغم أنني رأيت السحرة ورأيت كيف يسلبون العقول ولأني أقبض على عقلي كان لقلبي حكاية أخرى معهم.

- إذا كتب قصة من سطر واحد عن الموت كيف ستكون؟
استراح من كان يحمل الجبل على ظهره.