رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

منظمة تركية حاولت اغتيال بابا الكاثوليك.. فماهى؟

البابا يوحنا بولس
البابا يوحنا بولس الثاني

عقب 3 سنوات من توليه منصب بابا الكنيسة الكاثوليكية كأول رجل من أصول غير إيطالية تتقلد هذا المنصب، تعرض البابا يوحنا بولس الثاني يوم 13 مايو من العام 1981 لمحاولة اغتيال اهتز على وقعها العالم.

وعمد أحد المنتمين لمنظمة الذئاب الرمادية، التي حضرت في فرنسا، لتوجيه رصاصات نحو موكب البابا بالفاتيكان مسببا له إصابات بليغة.

وتعود تفاصيل القصة إلى إطلاق محمد على أغا المنتمى لمنظمة الذئاب الرمادية النار من مسدسه خلال مرور البابا يوحنا بولس الثاني أمام الحاضرين بميدان القديس بطرس الواقعة أمام كنيسة القديس بطرس بالفاتيكان، واستقرت إحدى الرصاصات ببطنه وأصابت أخرى يده اليسرى بينما انطلقت بقية الرصاصات لتصيب اثنين من الحاضرين كانت الأولى امرأة أمريكية تدعى ان أودري، والثانية كانت فتاة جامايكية لقبت بروز هيل.

وتمكن الحاضرون من تجريد محمد علي اغا من سلاحه وتثبيته أرضا في انتظار قدوم رجال الشرطة بينما نقل البابا، وهو في حالة حرجة، على جناح السرعة نحو مستشفى جيميلي بالعاصمة الإيطالية روما وخضع لجراحة استمرت لنحو 5 ساعات تكللت بالنجاح ونجا على إثرها من الموت.

ووفقا للعديد من المصادر آنذاك، كان أغا متورطا في جريمة قتل سابقة طالت أحد الصحفيين بإسطنبول خلال شهر فبراير عام 1979 نال على إثرها حكما غيابيا بالسجن المؤبد بسبب نجاحه في الفرار من زنزانته قبل بداية فترة محاكمته.

وفى مايو 1981، تسلل أغا لمدينة ميلان الإيطالية بهوية مزورة عبر رحلة جوية قادمة من ميورقة الإسبانية قبل أن يستقر بنزل قريب من الفاتيكان استعدادا لتنفيذ جريمته.

وعقب إلقاء القبض عليه، عثر المحققون الإيطاليون بجيب المتهم على ورقة تحدث فيها عن سعيه لقتل البابا يوحنا بولس الثاني، بشكل منفرد، كنوع من أنواع الاحتجاج على سياسة الولايات المتحدة الأمريكية والاتحاد السوفيتي والحرب بكل من أفغانستان والسلفادور، وأثناء محاكمته، اعترف بما نسب إليه ليحصل على حكم بالسجن المؤبد.

وفي عام 1982، أفصح أغا بتصريحات غريبة تحدث من خلالها عن دور المخابرات البلغارية والاتحاد السوفيتي في تدبير محاولة الاغتيال لتبدأ على إثر ذلك تحقيقات إضافية حول هذه المزاعم، وبعد أشهر من الأبحاث، أغلق ملف قضية تورط بلغاريا بسبب قلة الأدلة وتدهور المدارك العقلية للمتهم.

وخلال عام 1983، التقى البابا بولس الثانى باغا في زنزانته وصفح عنه، وأواخر القرن العشرين طالب البابا السلطات الإيطالية بإطلاق سراح الرجل الذي حاول اغتياله بعد قضائه لأكثر من 15 عاما خلف القضبان.

وفى منتصف شهر يونيو من العام 2000، وافقت السلطات الإيطالية على إطلاق سراح أغا وعاد لتركيا ليقضي هناك حوالي 8 سنوات سجنا إضافية بسبب تورطه بقضية اغتيال صحفي عام 1979 قبل أن يغادر السجن نهائيا.