رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

كيف سيغير "خط إيلات عسقلان" خريطة نقل النفط فى الشرق الأوسط؟

جريدة الدستور

ثمار اتفاق التطبيع بين إسرائيل والإمارات ليس سياسيًا وحسب، بل يفتح فرصًا غير مسبوقة ليس فقط في مجال الطاقة، وقد يغير قواعد اللعبة في الشرق الأوسط، من خلال خط أنابيب النفط إيلات- عسقلان، الذي بات واقعاً بعد أن أعلنت شركة خط أنبوب نفط إيلات عسقلان KSA، توقيع "مذكرة تفاهم ملزِمة مع شركة RED MED لتشغيل جسر بري لنقل النفط من البحر الأبيض المتوسط إلى البحر الأحمر.

التفجيرات التي وقعت في ناقلات النفط، والهجوم بمسيّرات إيرانية على المنشآت النفطية السعودية كانت خطوة آثار حفيظة كثيرين، ومنذ ذلك الوقت بدأ البحث عن بدائل لهذا المسار المملوء بالمخاطر، خط إيلات عسقلان أحد هذه البدائل.

خط أنابيب إيلات عسقلان تم إنشاؤه عام 1956 بعد العدوان الثلاثي على مصر، وقتها قرر الاتحاد السوفييتي وقف تزويدها بالنفط، حيث بدأت إسرائيل في حين البحث عن مصدر جديد للنفط، وبالفعل لجأت لإيران، لتحدي الدائرة المعادية المباشرة من الدول العربية المجاورة.

في غضون وقت قصير، تم مد أنبوب بطول 254 كيلومترًا بين ميناءي إيلات وعسقلان النفطيين، ولأول مرة تم إنشاء اتصال بري بين البحرين الأحمر والمتوسط، والذي يستفيد من موقع إسرائيل عند تقاطع ثلاث قارات، الواصلة بين طرق التجارة البحرية الدولية لإفريقيا والشرق الأقصى وبين أوروبا، لكن العلاقة الإسرائيلية الإيرانية انتهت في 1979 مع اندلاع الثورة الإسلامية، وصعود الخميني للسلطة.

الآن وبعد توقيع اتفاقات التطبيع بين إسرائيل والإمارات، اقترحت تل أبيب على أبوظبي بناء ممر بري لتدفق زيت الغاز ونواتج التقطير لأوروبا وأمريكا الشمالية، باستخدام البنية التحتية للنقل لوكالة حماية البيئة من إيلات إلى عسقلان.

في المرحلة الأولى، الخط البري الجديد سينقل منتوجات النفط من اتحاد الإمارات إلى محطة شركة خط الأنابيب في إيلات، ومن هناك ستتدفق هذه المنتجات إلى محطة الشركة في عسقلان، ومنها إلى الزبائن في مختلف أنحاء البحر المتوسط.

وفي المدَيَيْن، المتوسط والبعيد، ومن المتوقع أن يكون له تأثير أيضًا فى الاقتصاد الإسرائيلي. بداية، المداخيل المتوقعة للدولة من رسوم العبور تقدر بـ800 مليون دولار سنويًا.

وبالإضافة إلى ذلك، فإن النشاطات التي ستنمو حول أنبوب النفط وتشعباته إلى مرفأ أشدود وحيفا ومحطات التكرير من المتوقع أن تنشىء فرعًا اقتصاديًا جديدًا في إسرائيل، سيشمل نقل وتخزين وصيانة موانئ تكرير النفط ومشتقاته.

السيناريو ليس جيدًا بشكل كامل، فهناك افتراض أن الإيرانيين سيحاولون تخريب الممر البري أيضًا في النقاط القصوى على البحر الأحمر، والآن بالفعل تبحر سفن سلاح البحر الإسرائيلي على بعد ألف كيلومتر من سواحل إسرائيل للدفاع عن سفن شحن إسرائيلية، ولمنع تهريب سلاح إيراني عبر البحر الأحمر.

حسب تقارير أجنبية، تحتفظ إسرائيل بقاعدة استخباراتية فى إريتريا التي تطل على البحر المتوسط. مؤخرًا صعد أيضًا اسم جزيرة سقطرى القريبة من سواحل اليمن، كقاعدة استخباراتية محتملة مشتركة بين الإمارات وإسرائيل.

والهجوم الإيراني من تلك النقاط ليس هو السيناريو الوحيد، فمن التوقع أيضاً أن تستخدم طهران أحد القوات التي تعمل بالوكالة مثل "حماس" وحزب الله من غزة ولبنان وهضبة الجولان، ربما قوات المتمردين الحوثيين في اليمن، الذين يمتلكون خبرة في استخدام مسيّرات انتحارية وإطلاق صواريخ لمهاجمة الشحنات.