رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

أسامة هيكل يثير «تذمر» النقابات الإعلامية: أهان المهنة ومعلوماته «مضللة»

أسامة هيكل
أسامة هيكل

أثارت تصريحات وزير الدولة للإعلام أسامة هيكل عن الإعلام المصري غضب العديد من النقابات المعنية وكذلك الهيئات المستقلة المسئولة عن الإعلام، استنادًا إلى أن تصريحات الوزير غير حقيقية ولم تستند إلى دراسات وأبحاث، كما أنها تضمنت محاولة لضرب الإعلام.

وانتقد الكاتب الصحفي صالح الصالحي، وكيل المجلس الأعلى للإعلام تصريحات أسامة هيكل بشأن انعدام انقرائية الصحف لدى جيل الشباب ممَن هم أقل من سن 35 عامًا.

قال الصالحي، لـ«الدستور، إن هذه التصريحات غير مسئولة ولم تستند إلى دراسات حقيقية، مستنكرا مثل هذه التصريحات التي تربك المجتمع: "وزير الإعلام منذ توليه المسئولية لم نرَ منه أي إضافة في إطار اختصاصاته وركز مجهوده في إطلاق مثل هذه التصريحات التي لا تستند إلى أدلة او دراسات، واهتم، فقط بالتنظير على المجتمع الصحفي والإعلامي".

وعلق وكيل المجلس الأعلى للإعلام: "لم نشعر بأي تغيير منذ توليه المسئولية حيث إنه ترك دوره في دعم الإعلام والصحافة وتوجه نحو محاولة ضرره رغم ما تواجه مصر من حملة إعلامية ضدها وضرورة تقوية إعلامنا لمواجهتها، الوزير لا يقوم بدوره في مواجهة الإعلام المعادي ولا يدعم الصحف والإعلام المصري لمواجهة الأعداء، لكن على العكس ما يقوم به يساعد جماعات الشر على النيل من إعلامنا الوطني".

وأكد: "لم نرَ أي دور له حتى الآن في القيام بأي دور لتحسين الإعلام، واقتصر دوره على محاولة تسويق نفسه كمتحدث باسم الحكومة رغم أن ذلك ليس من اختصاصه".

شدد على أن تصريحاته عن الإعلام المصري عجيبة وغريبة؛ لأنها تصدر من وزير مختص من المفترض أن يكون مهموم بتطوير الإعلام وتقويته في ظل الحرب الإعلامية الشرسة التي تواجهها مصر: "هيكل يهدم بدل من أن يبني، ما أثار جموع الصحفيين الذين يرفضون هذه التصريحات غير المسؤولة وغير الحقيقة أيضًا".

أكد محمد شبانة أمين عام نقابة الصحفيين، عضو مجلس الشيوخ، أنه سيطرح إمكانية التحقيق مع أسامة هيكل، وزير الدولة للإعلام باعتباره عضوًا بالنقابة على المجلس، خاصة أن تصريحاته تمثل إهانة كبيرة لمهنة الصحافة: الصحافة مهنة لها دور كبير في حماية الدولة ومواجهة جماعات الشر والإعلام الإقليمي والدولي المعادي، لذلك كان الأولى بالوزير أن يدعم الإعلام المصري ولا يحاول هدمه.

ولفت: "هيكل لم يقم بدوره كوزير للإعلام واقتصر دوره على النقد دون رؤية إصلاحية، متابعًا: من أصله هناك هيئات مستقلة معنية بالإعلام وتطويره، لكن الوزير يحاول التعدي على اختصاصاتها ويتجاهل دوره الرئيسي.

وفنّد شبانة تصريحات الوزير بشأن انعدام انقرائية الصحف ومشاهدة البرامج لدى 65% من الشعب المصري، مشددًا على أن هذه التصريحات غير صحيحة، كما أن الصحافة الورقية لا تزال هي الأكثر تأثيرا على عكس السوشيال ميديا.

وتساءل سكرتير نقابة الصحفيين: ماذا قدم هيكل للمواطن كوزير دولة للإعلام، ولماذا لم يساهم في زيادة وعي المواطن بشأن إنجازات الدولة: "مهمة هيكل الرئيسة من المفترض أن تكون توعية المواطن ونقل إنجازات الدولة له ورغم ذلك اكتفى فقط بمحاولة ضرب الإعلام المصري، منوهًا: هيكل دخل في صدام مع الهيئات المعنية، وحاول التعدي على اختصاصاتها ورغم ذلك لم يقدم أي إضافة أو دعم للإعلام".

فيما دعا نقيب الإعلاميين طارق سعدة مجلس النقابة إلى اجتماع عاجل؛ لبحث تجاوزات وزير الدولة للإعلام المستمرة ضد الإعلام المصري، قائلًا إن «هيكل» ينشر أخبارًا وإحصائيات غير صحيحة عن الإعلام، عندما يقول إن الأعمار أقل من ٣٥ سنة لا تشاهد التليفزيون وهم يمثلون من 60- 65% من الشعب دون الاستناد على مصدر رسمي، في الوقت الذي يؤكد فيه الجهاز المركزي للتعبئة والإحصاء (أهل التخصص) ببيانات دقيقة أن الغالبية العظمى من المصريين يعتمدون على التلفزيون كمصدر رئيسي للمعلومات والأخبار.

أضاف طارق سعدة أن دراسة الجهاز أكدت وصول نسبة مشاهدة التلفزيون إلى 57.6% في الريف، وفِي الحضر 51.2٪؜، إضافة إلى أن 26.5٪؜ يلجأون إلى الفضائيات و8.6٪؜ يلجأون للأسر والأصدقاء 7٪؜ من الأسر تلجأ إلى الإنترنت 2.5٪؜ إلى العمل، وعليه فإن الوزير يمارس اللامهنية، حيث لا يستند في بياناته وتصريحاته على مصادر رسمية.. فماذا يفعل هيكل؟

وتابع "ما يفعله هيكل لا يمكن السكوت عليه وتحديدًا أنه افتعل ومازال يفتعل مشكلات مع كثير من مؤسسات الدولة ولا يركّز في اختصاصاته وفي وضع سياسات إعلامية لإبراز إنجازات الدولة».

واصل سعدة: وزير الإعلام حاول التعدي على اختصاصات نقابة الإعلاميين حتى يُصدّر نفسه على أنه المسئول الأوحد، ورغم ذلك لم يقدم أي رؤية أو تطوير بالمخالفة لاختصاصاته".

فيما أكد الدكتور محمود علم الدين، أستاذ الإعلام بجامعة القاهرة، عضو الهيئة الوطنية للصحافة السابق، أن ما تناوله وزير الإعلام أسامة هيكل بشأن وجود نسبة 65% من الشعب المصري لا يقرأ الصحف ولا يشاهد التلفزيون يمثل بيانات شديدة الخطورة كان لا بدّ أن يسندها إلى مصدر بحثي أو علمي حتى تكتسب مصداقية.

وطالب علم الدين، في تصريحات لـ«الدستور» الوزير بالكشف عمَن أعدّ الدراسة وما هي العينة وتاريخها والجهة التي قامت بها حتى تكون أساسا للتحرك: "الرأي العام لا يزال ينتظر برامج ورؤية للوزير في تساهم في تطوير منظومة الإعلام المصري التي تمر بمرحلة تحتاج إلى التكامل والتنسيق بين الهيئات الإعلامية والوزارة والنقابات المعنية، وذلك في إطار الاختصاصات التي حددها قرار رئيس الوزراء بإنشاء وزارة الإعلام".