رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

قبل العودة للتفاوض.. هل الانسحاب الأمريكي من الاتفاق النووي كان جيداً لإسرائيل؟

ترامب ونتنياهو
ترامب ونتنياهو

مع اقتراب موعد الانتخابات الأمريكية المُقررة في نوفمبر المقبل، عاد الحديث في الأوساط السياسية في إسرائيل عن مستقبل الاتفاق النووي بعد الانتخابات، وعن توقعات التعامل معه في حال فوز ترامب أو بايدن. السؤال المثير للدهشة: هل حقاً استفادت إسرائيل من الانسحاب الأمريكي من الاتفاق أم أنه بعد أكثر من عامين تبين أن الخطوة لم تؤت النتائج المنتظرة منها. وأن تطوير الاتفاق وتعديل بنوده كأن أفضل من الانسحاب منه.

تحدث في هذا "الملف الشائك" رئيس دائرة البحوث في شعبة الاستخبارات العسكرية العميد درور شالوم، في المقابلة التي أجراها مع صحيفة "يديعوت احرونوت"، مؤكداً أنه قبل سنة أقر بأن انسحاب الولايات المتحدة من الاتفاق النووي مع إيران يدفع إسرائيل لأن تعود لتستثمر المقدرات في هذه المسألة.

هو يرى – مثل كثيرين- أنه لم يثبت بعد بأن الخروج الأمريكي من الاتفاق النووي خدم إسرائيل، فصحيح أن الإيرانيين لم يتجاوزوا حافة الـ 20% تخصيب ولكنهم تقدموا في البحث والتطوير، وهكذا قصروا مدة الوصول إلى القنبلة.

نتنياهو الذي بذل كل جهده لتخرج واشنطن من الاتفاق، والذي دفع بفرقة الموساد لسرقة الأرشيف النووي الإيراني وهي الوثائق التي ساهمت في خروج الولايات المتحدة من الاتفاق، كانت فكرته هي أنه إذا انسحبت الولايات المتحدة من الاتفاق وعادت، إلى نظام العقوبات، فسيأتي الايرانيون راكعين يطلبون إعادة فتح المفاوضات، ولكن ماحدث هو أن الانسحاب حدث، والعقوبات عادت، لكن إيران لم تأت راكعة، حتى الدول الأخرى لم تنسحب من الاتفاق، وهكذا أصبح الوضع في السنوات الأخيرة، منذ انسحاب الولايات المتحدة أكثر خطورة على العالم عموماً، وعلى إسرائيل على وجه التحديد، بدلا من أن يتحسن.

هناك افتراض في تل أبيب، أنه إذا انتخب جو بادين، رئيسا للولايات المتحدة، سيجري تغييراً جوهرياً في موقف الأميركيين من الاتفاق مع إيران، وسيضع شروطاً تؤدي بهم إلى تعديلات معينة، في ظل عودة الولايات المتحدة إليه. بينما الأمر غير واضح بعد إذا فاز ترامب، فرغم تصريحاته عن ضرورة عودة المفاوضات مع إيران، إلا أن الجميع تعلم ألا يتنبأ خطوات ترامب.

بشكل عام، فإن إيران ترى أن التفاوض مع "بايدن" سيكون أفضل من التفاوض مع "ترامب"، فبحسب إيران، فإن "بايدن" قد يخفض مستوى العقوبات، للوصول إلى اتفاق بسرعة، بينما ترامب ربما يواصل سياسة "أقصى ضغط" وهي التي تقضي بالعقوبات بالتزامن مع بدء المفاوضات، وهي السياسة التي ترفضها طهران التي تطالب برفع العقوبات ثم البدء في التفاوض.