رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

الرعد الأرجواني .. الجيش الإسرائيلي يكشف مهمة «نحشول» في جنوب لبنان 1982

الدبابات الإسرائيلية
الدبابات الإسرائيلية في جنوب لبنان

رفع الجيش الإسرائيلي غطاء السرية، أمس، عن سرية "نحشول" من سلاح المدرعات في الجيش، بمناسبة مرور 20 عاماً على تفكيكها، حيث نشرت لأول مرة معلومات عن السرية الغامضة والدور الذي أنشئت من أجله أثناء حرب لبنان عام 1982.

وحسب ما نشر في موقع "واينت" العبري، فإن عمل هذه السرية أحاطته "السِرّية"، حيث كانت تتولى مهمة تجربة منظومة دفاع ضد الصواريخ المضادة للدروع، تدعى "الرعد الأرجواني"، التي كانت لا تزال في مراحل التطوير، أثناء حرب لبنان عام 1982.. وحسب التقرير، فإنه تم تركيب "الرعد الأرجواني" على دبابات سرية "نحشول"، ووجه الجنود الإسرائيليون في الدبابات للتمركز في موقع "ريحان" العسكري، الواقع أقصى شمال المنطقة الأمنية الإسرائيلية جنوب لبنان.

المكان الذي كان الأكثر سخونة وتعقيدًا وتهديدا في الجبهة، تم اختياره خصيصا لاختبار المنظومة، وأجري اختبار المنظومة بظروف حقيقية في الميدان.

وقال أحد ضباط السرية حرمون دافيد: "هدفنا كان التمركز في أخطر مكان طوال الوقت للتحقق من عمل المنظومة حينما يطلق علينا حزب الله صاروخا"، وأضاف آري بروك، الذي قاد إحدى دبابات السرية: "تعمّدنا القيام بالكثير من الطلعات في وضح النهار، خاصة اثناء احتدام القتال.. كان هدفنا أن يُطلق صاروخ على دبابتنا، كنا مستعدين لذلك.. نريد أن نرى ما سيحدث، عندما يُطلق الصاروخ علينا".

وروى قائلا: "في بعض الأحيان، كنا نعلم عن وجود خلية صواريخ في مكان ما، فنذهب لنتمركز بمكان مكشوف مقابلهم"، وتابع: "منحنا المنظومة ثقتنا العمياء.. كنا على ثقة بأن (الرعد الأرجواني)، سيُعطّل أي صاروخ يُطلق علينا".

وأضاف روعي عوفر، الذي كان أيضًا قائدا لإحدى دبابات السرية: "أدركت أنني كنت جزءًا من تجربة، وأن الجيش كان يختبر فاعلية المنظومة، لكنني لا أعتقد أننا شعرنا وكأننا في تجربة حقا.. الهدف كما فهمناه هو أننا هنا ليتم إطلاق النار علينا.. ربما كنا نوعًا من فئران التجارب، لكن هذه كانت الطريقة الوحيدة لاختبار المنظومة".. ورفض العقيد رلي مرغليت، الذي كان قائد السرية، وصف الجنود بـ"فئران التجارب"، وهو وصف رفضه آري بروك أيضا، وأوضح مرغليت: "كانت سرية (نحشول) خاصة جدًا، تم إنشاؤها لإجراء تجربة".

وتم التوقف عن اختبار المنظومة، وبالتالي تفكيك السرية، بعد الانسحاب الإسرائيلي من جنوب لبنان عام 2000.. ويحاول الجنود اليوم تفسير موافقتهم على وضع أنفسهم في تلك المواقف، ذلك أنهم كانوا على علم طوال فترة خدمتهم العسكرية بأنهم يُعرّضون حياتهم للخطر.. وقال بروك: "يمكن أن تسمي ذلك: غباء جندي شاب.. لم يكن لذلك أن يحدث الآن، لكن كوني كنتُ في العشرين من العمر، فإنني كنت متأكدا من نجاح الاختبار".

وفور الانسحاب من لبنان، منح الجيش الإسرائيلي السرية وساما رفيعا، تقديرا على أنشطة جنودها في الأشهر التي سبقت الانسحاب وخلاله.