رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

إدمان البنزين

يسبب الإصابة بالسرطان.. متى يصبح استنشاق البنزين ادمانا؟

استنشاق البنزين
استنشاق البنزين

حاز منشور لأحد المصابين بواحدة من أغرب حالات الإدمان، وهو شم البنزين، جدلا كبيرا، فقد ظهر يستنجد لإنقاذه من الإدمان، معربًا فيه عن معاناته الشديدة كونه أصبح مدمنًا لهذا الوقود إثر إصابته بحالة نفسية.

كشف علي حامد على صفحات التواصل الاجتماعي، الظروف التي جعلت منه مدمنًا للبنزين قائلًا: "لما مراتي وابني ماتوا حسيت ان مفيش حاجة في الدنيا أعيش لها، قررت الانتحار بشرب البنزين اللي خلاني بعدها مدمن تعاطى بنزين، أمشي في الشارع وإزازة البنزين فى ايدى"، متابعًا أنه أصبح يعاني من حالة اكتئاب شديدة، بلا عمل، لكنه لا يستغنى عن زجاجة البنزين، والتي يصل سعرها إلى ثلاثين جنيهًا.

هناك إدمان لمواد أخرى منها "الكُلة" التي يلجأ إليها كثيرون، خاصة أطفال الشوارع، وفي هذا التقرير نفتح ملف إدمان بعض المواد الغريبة، من خلال تجارب لمدمنين، وأشخاص شاهدوا الإدمان الغريب بأعينهم.

محمد نبيل، 21 عامًا، طالب بكلية التجارة ويعمل بأحد المطاعم بحي البحوث يوضح "للدستور" أنه يشاهد يوميًا بحكم تواجده في الشارع لأوقات طويلة كثير من الشباب بل وأطفال أسفل الكباري، يتعاطون أنواع من المخدرات منها "الاستروكس"، يصعدون إلى إحدى السيارات التي تنقل البنزين إلى محطات الوقود، ويشتمون رائحته، موضحًا أن هذا الأمر يتكرر أمام عينيه يوميًا.

محمد أحمد، 20سنة، يقول:" أدمنت وعمري12 عامًا شم رائحة أحد المنظفات التي كانت والدتي تستخدمها في المنزل، كنت أتسلل إلى مكان وجود المنظف وافتح عبوته، واشتم رائحته فأشعر بارتياح إلى أن لاحظت أمي الأمر، وشكت في وجود شيئ غير طبيعي إلى أن اعترفت لها بالحقيقة، فامتنعت عن شراء المنظف نهائيًا، واصطحبتني لأحد الأطباء النفسيين حتى تخلصت من هذه العادة".

وأكد اللواء سامح الكيلاني مساعد وزير الداخلية الأسبق"للدستور" أنه توجد حالات غريبة للإدمان مثل استنشاق المذيبات العطرية وعلى رأسها" الكٌلة"، مادة "الأسيتون" الذي يُستخدم لإزالة طلاء الأظافر، "الدوكو"، ضاربًا المثل بإدمان، موضحًا أن أغلب مدمني هذه المواد يلجأون لها كونها تشعرهم بالنشوة والراحة النفسية.

وأضاف أن كل ما هو غير مجرم قانونيًا لا يمكن المعاقبة على إدمانه، مضيفًا أن تلك المواد مثل عدد من العناصر الموجودة بالحياة كالطعام والشراب، فهي ليست مواد محرمة لكن استخدامها من قبل الأشخاص هو الخاطئ.


الدكتور محمود السعداوي أستاذ الأمراض الصدرية بجامعة الزقازيق أوضح "للدستور" أن استنشاق مادة البنزين لايقل ضررًا عن كثير من المخدرات مثل الأفيون والحشيش، مؤكدا أنه يسبب على المدى البعيد الإصابة بالسرطانات، مشيرا إلى نفاد البنزين إلى الجهاز العصبي مسببًا عدد من الأعراض كالدوخة، والتي تسبب فيما بعد زيادة معدلات الزهايمر.


وعن إدمان البنزين نتيجة الشعور بالاكتئاب أكدت الدكتورة "هبة العيسوى" أن المريض لابد أن يتخلص من حالة الاكتئاب بشكل كامل قبل العلاج من الإدمان موضحة، ان إدمان البنزين وغيره من المواد الأخرى غالبًا ما يحدث للمراهقين، لأسباب إجتماعية ونفسية.


يُذكر أن بعض الدراسات أظهرت أن إدمان البنزين منتشر في عدد من دول العالم، منها استراليا، كما أن تفاقم هذا الإدمان تسبب في التسمم والوفاة نتيجة نتيجة احتواءه على مواد مثل الرصاص.