رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

صراع بلدى القوقاز يؤرقها.. مخاوف إيران من الحراك الشعبى و«الاذريين»

جريدة الدستور

كشف تقرير لمجلة فورين بوليسى عن أسباب عدم تدخل إيران فى القتال بين أرمينيا وأذربيجان فى إقليم ناغورني كاراباخ على الرغم من وقوعها جغرافيًا بالقرب من مناطق القتال.

وأشار المجلة إلى أن هذا القتال المتجدد بين أرمينيا وأذربيجان يأتي في وقت سيئ للغاية بالنسبة لإيران.

وأوضحت المجلة أن إيران تواجه في الداخل وضعًا اقتصاديًا صعبًا للغاية جراء العقوبات الأمريكية، وعلى المستوى الخارجى تشارك إيران في العديد من المغامرات الجيوسياسية غير المنتهية بعد من العراق إلى سوريا وغيرهما، وقد استثمرت فيها بشكل كبير خلال السنوات الأخيرة، جهدًا وعناصر ومالًا.

وأكد التقرير أنه على الرغم من أنها قد ترغب في الانخراط في الصراع في جنوب القوقاز، حيث لعبت سابقًا دور الوسيط، إلا أن وضعها الحالي لا يسمح بذلك، وفقًا لما نقلته قناة العربية.

وذكر التقرير أن طهران لم تعد بالاستقلال الدبلوماسي الذي كانت تتمتع به في أوائل التسعينيات، عندما اندلع القتال بين أرمينيا وأذربيجان حول إقليم ناغورني كاراباخ.

ولفت التقرير إلى أنه يتعين على طهران أن تحتل مقعدًا خلفيًا هذه المرة، وراء روسيا وتركيا والغرب.

كما تتخوف إيران من تأثير هذا الصراع على بعض الأقليات لديها، فمع وجود الأقلية الآذرية الكبيرة في إيران، والتي يبلغ قوامها حوالي 20 مليون نسمة، هناك احتمال وخوف حقيقي من أن يتوسع الصراع الأرميني الأذربيجاني ويشكل خطرًا جسيمًا على الأمن الداخلي الإيراني، وفقا للتقرير.

وهذا ما يجعل السلطات الإيرانية مكبلة، فطهران لا تريد أن تخسر في هذا الصراع، لكنها ضعيفة.

وأصدر ممثلو المرشد الإيراني علي خامنئي في أربع مقاطعات من شمال غرب البلاد حيث يقطن عدد كبير من السكان الأذريين، بداية شهر أكتوبر الجاري بيانًا مشتركًا داعمًا لأذربيجان، مؤكدين أن منطقة ناغورني كاراباخ الانفصالية تابعة لباكو.

وجاء هذا البيان بالتزامن مع تقارير أفادت بأن طهران فتحت مجالها الجوي أمام الإمدادات العسكرية الروسية المتجهة إلى أرمينيا.

وبسبب الاحتجاجات المؤيدة لأذربيجان فى إيران، أكد الرئيس الإيراني حسن روحاني ووزير الخارجية محمد جواد ظريف وعلي أكبر ولايتي، كبير مستشاري السياسة الخارجية لخامنئي، أن على أرمينيا الانسحاب من الأراضي الأذربيجانية التي احتلتها منذ عام 1994.

هذا الخوف من أي حراك شعبي لم يجعل إيران تفكر حتى في موقفها الداعم لأذربيجان، على الرغم من معرفتها بالشراكة الوثيقة بين باكو وإسرائيل، وفقًا لفورين بوليسى.

فأذربيجان واحدة من أربع دول ذات أغلبية شيعية في العالم، لديها علاقات اقتصادية وعسكرية واستخباراتية وثيقة مع إسرائيل، عدو طهران الإقليمي، إلا أن الإيرانيين تعلموا منذ عقود التكيف مع هذا الواقع.

وشدد تقرير المجلة على أن ملف الأقليات يشكل مصدر قلق خطير لطهران، فإيران ليست مستعدة للتعامل مع انتفاضة بين الأقليات في الوقت الحالي.