رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

خط النهاية

محمود فهمي
محمود فهمي


حلمت بأننى فى مضمار سباق، أقف عند خط البداية، شعرت بالرعب حين نظرت إلى المتسابقين الآخرين الواقفين خلفى وإلى جوارى، كانوا أكثر من أربعين متسابقًا جميعهم كانوا يحملون نفس ملامحى، يرتدون الملابس نفسها التى أرتديها، ما زاد من رعبى أننى حين نظرت إلى الجماهير الجالسة بالمدرجات كانوا أيضًا يحملون ملامحى، لم أعرف من أكون بين المتسابقين أو الجمهور أو القضاة، نظرت إلى أحد الواقفين إلى جوارى، ألقيت عليه التحية فلم يرد ولم يلتفت إلىّ، نظر إلى الجانب الآخر وكأنه لا يرانى.
ارتفع صوت القاضى الممسك بمسدس طالبًا من المتسابقين الاستعداد لانطلاق السباق، كان له نفس صوتى مع غلظة لم أعهدها ولم أتحدث بها من قبل.
تقدمت، وقفت عند خط البداية، سمعت صوت طلقة البداية فانطلقت أعدو، جريت بأقصى ما أستطيع، جريت كما لم أجرِ من قبل، وعلى الرغم من ذلك سبقنى الجميع، كان عدد المتسابقين يتناقص، من كان يعبر خط النهاية يختفى فى الهواء كأنه لا شىء. حين أنهيت السباق كنت أقف وحيدًا فى مضمار خاوٍ، لا متسابقين، لا جمهور، لا قضاة، لا أحد على الإطلاق.