رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

نزاع بين «جوجل وأوراكل» يلهب جلسات المحكمة العليا الأمريكية

جوجل وأوراكل
جوجل وأوراكل

أمطر قضاة المحكمة العليا الأمريكية الأربعاء محامي "جوجل" و"أوراكل" بالأسئلة، بشأن ترميز البرمجيات وحقوق المؤلف، خلال معركة قضائية لها ارتدادات هائلة على قطاع التكنولوجيا.

و استمعت المحكمة في جلسة عبر الفيديو، إلى الحجج المقدمة من المجموعتين في هذا الملف الذي فُتح قبل 10 سنوات، عندما وجهت "أوراكل" اتهاما لـ"جوجل" باستخدام براءات اختراع مملوكة لها، وتأخذ "أوراكل" بدورها على "جوجل" نسخها بصورة غير قانونية أجزاء من لغة البرمجة "جافا" لتطوير نظامها التشغيلي "أندرويد".

ويبقى السؤال المطروح هو معرفة ما إذا كانت واجهات برمجة التطبيقات، وهو نوع من ترميز بين البرمجيات، محمية فعلا بموجب قوانين الملكية الفكرية، وفي حال كان الرد بالإيجاب، يُطرح تساؤل عما إذا كانت "جوجل" استخدمت هذه المواد البرمجية المحمية بقوانين حقوق المؤلف "استخداما منصفا".

وخلال الجلسة، شدد محامي "جوجل" توماس غولدشتاين، على أن إعادة استخدام واجهات البرمجة أمر "ضروري من أجل التوافق التشغيلي في المعلوماتية المعاصرة"، وهي تتيح للمطورين "صوغ ملايين التطبيقات الابتكارية التي يستخدمها أكثر من مليار شخص".

وأكد "جولدشتاين" أن موقف "أوراكل" سيجعل "برمجة المعلوماتية غير فعالة البتة"، ما يؤدي إلى تطوير "عدد أقل من برمجيات المعلوماتية الابتكارية".

من جهته قال جوشوا روزكرانز محامي "أوراكل" من ناحيته إن القضية تلخص بسرقة أكثر من 11 ألف سطر من برمجيات المعلوماتية، المحمية بموجب قوانين الملكية الفكرية بوصفها أعمالا "ابتكارية"، وأشار إلى أن "جوجل" كان في إمكانها دفع حقوق الترخيص أو تطوير ترميزها الخاص على غرار منافسين آخرين لها، وذكّر أن "مايكروسوفت وأبل أنفقتا مليارات الدولارات لإنشاء منصاتهما المتنافسة، وهذا ما يفرضه تحديدا قانون حقوق المؤلف".

وسأل رئيس المحكمة العليا جون روبرتس ما إذا كان يمكن اعتبار واجهة برمجة التطبيقات، كقوائم الطعام في المطاعم أي أنها تنظم ببساطة العرض تبعا للفئات المختلفة، موضحا "سيكون لديكم مقبلات في بادئ الأمر ثم أطباق رئيسية وتحليات، حاليا، يجب ألاّ تهتموا لمعرفة ما إذا هذا التنظيم محميا بموجب حقوق المؤلف".

وأبدى القاضي صمويل أليتو من ناحيته قلقه إزاء فكرة أنه "وفق حجج (جوجل)، كل رمز معلوماتية قد يفقد الحماية الخاصة به"، أما القاضي ستيفن براير فتساءل من ناحيته ما إذا كان قرار "اوراكل" يوازي منح حماية قانونية للملكية الفكرية للوحات المفاتيح "كويرتي"، وقال "إذا ما تركتم أحدهم يتمتع بحقوق ملكية فكرية في هذا المجال حاليا، فإنه سيتحكم بكل آلات الطباعة، وهو ما لا يمت بصلة فعليا إلى حقوق المؤلف".

وفي الشكوى الأساسية، كانت "أوراكل" تطالب بتعويضات من "جوجل" قدرها 9 مليارات دولار،
غير أن محكمتين من الدرجة الأولى أيدتا "جوجل" ثم سلكت محكمة استئناف فدرالية اتجاها معاكسا في 2018، ما دفع المجموعة الأمريكية العملاقة إلى الاحتكام للمحكمة العليا.

ولن يُعلن قبل أسابيع أو أشهر قرار المحكمة العليا التي لم تعد تضم سوى ثمانية أعضاء منذ وفاة عميدتها روث بادر جينسبورج في 18 سبتمبر 2020.

وبدعم من شركات أخرى كثيرة في سيليكون فالي، تؤكد "جوجل" أن توسيع نطاق قوانين حماية براءات الاختراع ليشمل واجهات برمجة التطبيقات من شأنه تهديد الابتكار في العالم الرقمي الآخذ في التطور باستمرار.

وتذكّر "جوجل" في وثائق أرسلتها إلى المحكمة قبيل الجلسة أن "مطوّري البرمجيات يعتبرون منذ زمن طويل أن في استطاعتهم استخدام البرمجيات المعلوماتية بحرية لتطوير برامج جديدة"، ولا تخلو هذه المنازعة القضائية من الخلفيات السياسية، إذ إن مؤسس "أوراكل" لاري إليسون مقرب من الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، في المقابل، تشكّل "جوجل" محور تحقيق من السلطات الأمريكية المعنية بشؤون المنافسة.

كذلك دعمت الإدارة الأمريكية "أوراكل"، متحدثة عن عدم جواز حرمان المبتكرين حقوقهم بحجة التطور الحاصل على صعيد التقنيات الحديثة.