رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

«فايننشال تايمز»: أردوغان ورط تركيا فى صراعات لا طائل منها

أردوغان
أردوغان

كشف تقرير بريطاني عن أن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان اعتاد توريط بلاده في أزمات وصراعات خارجية في غنى عنها، وآخر هذه الصراع الحرب الدائرة بين أرمينيا وأذربيجان، حيث يدعم الأخيرة بكل قوة.

وقالت صحيفة «فايننشال تايمز» البريطانية في تقرير لها، اليوم الأربعاء، إن أردوغان الذي قاد تركيا لأكثر من 17 عامًا رجل براجماتي ومشاكس ويجلب المشاكل لبلاده، مشيرة إلى تراجعه في النزاع بشأن شرق المتوسط حول الغاز وموافقته على الحوار مع اليونان زميلته في حلف ناتو ومنافسته في بحر إيجه، واضطر لذلك بعد عدم قدرته على تحمل ضغوط الاتحاد الأوروبي.

وأضافت: «يبدو أن أردوغان يقفز في الوقت نفسه إلى صراع آخر، وهو تصعيد مميت للنزاع المحتدم بين أرمينيا وأذربيجان حول إقليم ناجورنو كاراباخ الانفصالي، وقد يدفعه ذلك إلى مواجهة أخرى مع صديقه وزميله القوي الرئيس الروسي فلاديمير بوتين».

وأشارت الصحيفة البريطانية إلى أن تركيا وروسيا على طرفي نقيض في الحروب الأهلية في سوريا وليبيا، ومع ذلك تحاولان التعاون في محاولاتهما لإدارة هذه النزاعات لصالحهما المشترك.

وأكدت «فايننشال تايمز»، أنه مع عودة روسيا كقوة إقليمية عظمى، اصطدمت برغبة تركيا في الوصول للعمق الاستراتيجي بسوريا، ففي فبراير الماضي، وصل البلدان إلى حافة الحرب في سوريا، كما كان التدخل التركي في ليبيا يهدف جزئيًا إلى ضمان مطالبتها بثروات النفط والغاز في شرق البحر المتوسط، مشيرة إلى أن أردوغان أساء التقدير حينما ورط نفسه في ليبيا.

وأوضحت الصحيفة أن أزمة ناجورنو كاراباخ تشهد اشتباكات حاليًا هي الأعنف، مما أثار المخاوف من العودة إلى حالة الحرب التي كانت بينهما في أوائل التسعينيات، مشيرة إلى أن خط أنابيب نفط وغاز رئيسي يمتد من أذربيجان إلى تركيا ثم إلى أوروبا، لكن روسيا لديها قاعدة عسكرية واتفاقية دفاع مع أرمينيا، تبيع أيضًا أسلحة لأذربيجان وتسعى لتهدئة الصراع خلافًا لتركيا التي أساءت التقدير أيضًا في هذا الملف، وفقًا للصحيفة.

وأكدت «فايننشال تايمز»، أن تحدي تركيا لروسيا في شمال إفريقيا أو بلاد الشام ليس تمامًا مثل المواجهة في القوقاز، في حين أن هذه قد تكون أراضي عثمانية سابقة، إلا أنها منطقة سوفييتية سابقة، مشيرة إلى أنه في ظل حكم أردوغان الاستبدادي تم محو الحدود المفاهيمية بين السياسة الداخلية والسياسة الخارجية وكلاهما تم إطلاقه من قبل القومية المشحونة،بينما يحاول تعزيز قاعدته المتقلصة عبر توظيفه القوة الصلبة في الخارج.