رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

فارق الأهداف


٢٢ أبريل ١٩٥١، رسميًا، اليوم دا كان تتويج الأهلى بـ الدورى، إنما فعليًا وواقعيًا، كان يوم تحصيل حاصل، والأهلى كان حاسمها قبل كدا، إزاى؟
خلينا نشوف اللى حصل، إحنا فى موسم ١٩٥٠- ١٩٥١، تالت مواسم الدورى، وزى الموسم اللى قبلهم، ما كانش فيه جدول منتظم، ولا أسابيع، ولا جولات، ولا حد بـ يسلم حد، ولا فيه أى منطق لـ البرنامج.
اللى هو عادى، نادى يلعب كذا ماتش ورا بعض، ولسه نادى تانى ما لعبش، ودا مش لـ تأجيلات، عشان مشاركات خارجية أو ما أشبه، ما كانش لسه فيه إفريقيا أساسًا، لا أندية ولا منتخب، إنما هى دى كانت الظروف، والانتقال بين المحافظات صعب، وإقامة المباريات مش حاجة سهلة، وحكام ومراقبين وبتاع، الدنيا كان لسه بدرى عليها.
إنما كان فيه تغيير مهم، هو تعديل اللايحة، وإدخال اختراع جديد فى المسابقة، اسمه «فارق الأهداف»، اللى هو، لو اتساوى ناديين فى عدد النقاط، ما بقاش زى الموسمين الأولانيين، يلعبوا ماتش فاصل، إنما نحتكم لـ فارق الأهداف،
دا كان سحر وقتها، أول مرة فى مصر، نشوف حاجة زى كدا.
المهم، يوم ٨ أبريل ١٩٥١، كان يوم درامى فى المسابقة، نادى فاروق «الزمالك» غلب الإسماعيلى ٤/٢، فى حين الأهلى اتغلب قدام الأوليمبى فى إسكندرية ١/صفر.
نتيجة الماتشين دول، خلوا الأهلى على بُعد خطوة، من خسارة أول لقب ليه، لـ إنه كدا، الأهلى بقى ٢٣ بنط، و«فاروق» كمان بقى ٢٣ بنط، بس «فاروق» فاضل له ماتشين، والأهلى فاضل له ماتش واحد بس.
وإيه؟ دا كمان الماتش اللى فاضل لـ الأهلى، قصاد نادى فاروق نفسه، بينما «فاروق»، بعد ما يلاعب الأهلى، لسه عنده بورفؤاد، وكمان هـ يلاعب بورفؤاد فى القاهرة، مش هـ يسافر، فـ كدا إيه؟
«فاروق»، بس مطالب يتعادل الماتشين، يتعادل مع الأهلى، يبقوا الفرقتين ٢٤ نقطة، ثم يتعادل بس مع بورفؤاد، مش ضرورى يكسب بطولة الدورى العام.
اللى بـ يزود فرص «فاروق»، إنه لاعب الإسماعيلى فى القاهرة، بينما الأهلى اتغلب فى إسكندرية، يعنى لسه هـ ييجى القاهرة، ويلعب ماتش القمة، بعد خمسة أيام فقط من ماتش إسكندرية، كل الظروف فى صالح «فاروق».
لكن إيه اللى حصل؟ اللى حصل تلاتة صفر، سيد متولى وتوتو ومكاوى، خلصوا ماتش القمة، اللى اتلعب ١٣ أبريل ١٩٥١، يعنى مش بس كسب، لأ، دا كسب تلاتة، دا معناه، فارق ٦ أهداف مرة واحدة: التلاتة اللى كسبهم الأهلى، والتلاتة اللى خسرهم الزمالك.
كدا، الأهلى عنده ٢٥ بنط، فاروق ٢٣ بنط، فاروق هـ يلاعب بورفؤاد، لو كسبه، هـ يبقى الناديين ٢٥ بنط، ولكن، بعد التلاتة، فارق الأهداف بقى لـ صالح الأهلى +١٩، إنما «فاروق» +٨ فقط.
كدا، «فاروق» بقى مطلوب منه يكسب بورفؤاد، على الأقل ١١/ صفر، عشان يكسب بطولة الدورى، ودا تقريبًا مستحيل.
عشان كدا، لقاء «فاروق» وبورفؤاد، كان فعليًا وواقعيًا تحصيل حاصل، إنما يظل رسميًا، هو ماتش تتويج الأهلى بـ الدورى، بعد ما انتهى ٢/ صفر لـ«فاروق»، وبقينا أبطال بـ فارق الأهداف، لـ أول مرة فى التاريخ، وآخر مرة.
أيون، دى كانت المرة الوحيدة، اللى نكسب فيها الدورى بـ فارق الأهداف.