رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

صحيفة يونانية: تركيا تعاني من عزلة أوروبية وعربية بسبب أردوغان

أردوغان
أردوغان

كشف تقرير يوناني، عن أن تركيا أصبحت معزولة عن الأوروبيين والعرب كما لم يحدث من قبل، بسبب سياسات نظام رجب طيب أردوغان.

وأشارت صحيفة "جريك سيتي تايمز"، في تقرير لها اليوم الاثنين، إلى أنه في الأسبوع الماضي، أعرب أردوغان ووزير خارجيته مولود جاويش أوغلو عن حزنهما لرفض مصر توقيع اتفاقية بحرية مع تركيا لكنها وقعا اتفاقية مع اليونان، رغم أن أوغلو قال إن مصر واليونان لا تشتركان في حدود بحرية وأن اتفاقهما غير قانوني، لكنه عاد حث الحكومة المصرية على التفاوض على صفقة مع تركيا تضمن نتائج أفضل من تلك التي وقعتها مع اليونان.

وأوضحت الصحيفة أنه كان من الممكن قبول مثل هذا العرض في الظروف العادية مع دولة محترمة، حيث أن كل دولة ترغب في الحصول على اتفاقية بحرية أفضل، ولكن مع الحكومة التركية المعادية الحالية، فإن مصر بالتأكيد لن تخاطر بصفقتها الحالية مع اليونان وهي دولة موثوق بها وشريك وجار من أجل صفقة مع عدو واضح.

وأكدت "جريك سيتي" أنه منذ عام 2013، أصبحت تركيا ملاذًا لأعضاء الإخوان المسلمين الذين فروا من مصر بعد ثورة يونيو 2013، ومن اسطنبول يهاجم هؤلاء مصر ويدعون خلاياهم الإرهابية السرية لقتل أفراد الشرطة والجيش.

وأضافت: "بجانب ذلك يعمل عدد من القنوات التلفزيونية والمنصات الإخبارية من تركيا بهدف زعزعة استقرار أمن مصر والإضرار باقتصادها، كل هذه الحملات الممنهجة البشعة ضد مصر تتم بأوامر مباشرة من أردوغان ورفاقه الإسلاميين الذين كانوا يحلمون بالسيطرة على مصر عندما حكم الإخوان البلاد من عام 2012 حتى ثورة يونيو التي أطاحت بمحمد مرسي ما أنهى تطلعات أردوغان إلى الأبد في مصر".

وقالت الصحيفة اليونانية إن مصر بدأت في الرد بشكل استراتيجي في ليبيا بوضع خط أحمر في مدينة سرت، وكذلك من خلال تعزيز التعاون الدبلوماسي والعسكري مع اليونان.

وإلى جانب ذلك أنشأت دول شرق البحر المتوسط رسميًا منظمة الغاز في مصر، وعلى الرغم من أن تركيا تتناسب جغرافيًا مع هذا المنتدى، فقد تم استبعادها منه وهذا تذكير آخر بمدى عزلة أردوغان على الساحة الدولية بسبب سياساته الهجومية ضد جميع دول المنطقة تقريبًا، وذلك وفقا للصحيفة.

وأكدت "جريك سيتي" أنه لم يعد سرا بعد الآن أن تركيا وحدها فقبل أيام قليلة، كتب السفير التركي السابق لدى واشنطن ناميك تان مقالًا عن سياسات أردوغان الفاشلة التي أدت إلى ما يسميه تان "العزلة الدبلوماسية لتركيا".

ويعتقد السفير السابق أن "قرارات السياسة الخارجية التركية تتخذ على أساس اعتبارات سياسية قصيرة المدى، بهدف إنقاذ الموقف ولأغراض الاستهلاك المحلي" بعبارة أخرى يخاطر أردوغان بإلحاق الضرر بعلاقات تركيا الدولية لإرضاء جمهوره على الرغم من أن مثل هذا النهج يعني انهيار الاقتصاد والعزلة الدولية.

بالإضافة إلى ذلك، يبدو أن الاتحاد الأوروبي غاضب من انتهاكات أردوغان المستمرة بعد سنوات من الصمت والتهدئة، وقد تواجه تركيا عقوبات اقتصادية أوروبية بسبب التنقيب غير القانوني عن الغاز في المياه اليونانية والقبرصية.

وأضافت "إن مثل هذا النهج الجاد إذا تم تنفيذه مع الوضع الاقتصادي الرهيب الحالي لتركيا من شأنه بالتأكيد أن يؤدي إلى تفاقم الاقتصاد المنهار بالفعل وبالتالي يؤثر على شعبية أردوغان ويهدد موقعه في المستقبل، مما قد يجبره على التراجع وإنهاء جنونه".

علاوة على ذلك فإن الدول العربية باستثناء إمارة قطر، التي تُعرف هذه الأيام إقليميًا بـ"مستعمرة تركية"، أدانت جميعها التدخل التركي السلبي في العراق وسوريا وليبيا وانتقد الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط مغامرات تركيا في العالم العربي وشدد على ضرورة انسحاب أنقرة فورًا من كل مكان تحتله، وذلك وفقا للصحيفة.

وأكدت التقرير اليوناني أن سياسة الاسترضاء لا تعمل مع ديكتاتوريين مثل أردوغان لأنها تبعث برسالة خاطئة وتجعله يشعر أن له اليد العليا على الآخرين في حين أنه في الحقيقة ضعيف للغاية لذلك الموقف الأوروبي العربي الجماعي هو الذي سيعلم الديكتاتور درسًا وينهي حركاته العدائية.

وقالت الصحيفة إنه لا ينبغي أن تكون اليونان وقبرص ومصر وسوريا وليبيا وحدها في هذه المعركة ضد تركيا، وإذا كان المجتمع الدولي منشغلًا بالتعامل مع الأمور الملحة الأخرى، فيجب على شعوب المنطقة أن تتحد وتبعث برسالة قوية إلى أردوغان وجميع السياسيين الأتراك.