رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

الأيدي الناعمة.. حرف يدوية في انتظار التسويق

حرف يدوية
حرف يدوية

يشتهر أبناء محافظات الصعيد باحترافهم وامتهانهم للحرف اليدوية التي تحمل كل قطعة من منتجاتهم طابع بلدهم الخاص والمميز، لكن الشئ الوحيد الذي ينقص هذه المنتجات هو الترويج الجيد لها لتنافس في الأسواق العالمية والداخلية.

من هذا المنطلق وجه الرئيس عبد الفتاح السيسي بتخصيص 50 مليون جنيه من صندوق تحيا مصر لدعم الترويج للمنتجات الحرفية اليدوية التي يشتهر بها أبناء الجنوب.

الحرف اليدوية تحتاج للتسويق
مسعد عمران، رئيس غرفة الحرف اليدوية باتحاد الصناعات، أوضح أن الحرف اليدوية في حاجة للدعم بالفعل، سواء دعم في الخامات وفي استحداث تصميمات تتناسب الذوق العالمي والسوق، وأهم دعم واهتمام تحتاجه الحرف اليدوية هو هيئة مسؤولة عن توصيف المنتجات لختمها وضمانها، بحيث أي مستهلك داخلي او خارج مصر يكون لديه الثقة ان هناك جهة تضمن مواصفات هذا المنتج.

وأشار عمران إلى أن المنتجات اليدوية المغربية أقل في الجودة من المنتجات المصرية، لكن لها ثقل وعمل رائج ومهم مع الأجانب والدول الأوروبية، لأن غرفة الصناعات اليدوية في المغرب ضامنة للجودة الخاصة بكافة المنتجات، لذلك تفتقر المنتجات اليدوية هذه الميزة.

وأكد أن هذه النقاط الأربع هي ما تحتاجها منتجات الحرفية اليدوية في الصعيد، دعم المنتجات وتطوير التصميمات والتسويق، وجهة رقابية للتوصيف الصحيح للمنتجات، مضيفًا أن 80% من الحرف تحتاج إلى هذا الدعم، لإعطاء الثقة للعميل داخل مصر وخارجها بجودة المنتج وفي حالة وجود مشكلة فيه يمكنه العودة لهذه الجهة للشكوى.

السيدات أكثر العاملات بالحرف اليدوية

اعتاد إسماعيل مصطفى علي، ابن محافظة أسوان، أن يشاهد في محافظته المنتجات اليدوية المختلفة ذات الألوان المبهرة بطابعها الأسواني، فقرر أن يعيد الحياة لبعض المهن الحرفية والمنتجات اليدوية التي تحمل في طابعها وتصميمها الجانب الأسواني العريق وبدأت في الاندثار.

حيث أسس إسماعيل مؤسسة لتصنيع وتجارة المنسوجات اليدوية والملابس والمفروشات، منذ ما يقرب من 5 أعوام، حتى يجمع من خلالها كافة الحرف التي تعمل بها سيدات وفتيات أسوان، وكذلك ليستمر مصدر رزقهن الذي يعتمدن عليه في حياتهن.

بدأ مشروعه مع 5 سيدات حتى وصل في الوقت الحالي إلى 30 سيدة يعملن بالمؤسسة، ومئات غيرهن يعملن من إدفو إلى أسوان:"سيدات أسوان هن القائمات على كافة منتجات المؤسسة، من الخوص والخرز والكروشيه والغزل على النول"، وبالاعتماد على هؤلاء السيدات اللاتي يحترفن المهنة، استطاع إسماعيل أن يوفر تعليم لفتيات صغيرات لتعلم حرف الغزل والشغل اليدوي ليكتمل الهدف من مؤسسته".

ولأن هدف المؤسسة ليس الربحية وإنما "الاستمرارية والمحافظة على التراث اليدوي الذي يحمل طابع محافظة أسوان"، وفر إسماعيل المواد الخام، من الأنوال اليدوية لتصنيع الكرفان والكوفرتا، والأنوال الخاصة بالكليم، وكافة أعمال الكروشيه، إلى جانب المنتجات المصنعة من مخلفات شجر النخيل، والقفة الأسواني الشهيرة المصنعة من خوص النخيل، والكورناف المصنع من جريد النخيل وقبعات النوبة الشهيرة، بمختلف هذه المنتجات استطاع البدوزر أن يشارك فيها عدة معارض منها معرض "تراثنا" و"ديارنا" و"القاهرة الدولي".

نجح إسماعيل في تحقيق هدفه المنشود وهو الحفاظ على تراث أسوان وحفظ الحرف اليدوية من الاندثار، وأسس فرع للتوزيع وعرض المنتجات في سوق الفسطاط بمصر القديمة بجوار مجمع الأديان، لعرض المنتجات المختلفة.

يقول إسماعيل إن الحرف اليدوية تحتاج إلى دعم ليس مادي، فقط، وإنما من حيث الخامات المطلوبة، خاصة أن هذه الحرف اليدوية في الصعيد يقوم عليها السيدات والفتيات التي تكون مصدر رزق لهن.

مشغولات سيناوية

أسست حنان عيد مشروعها "مشغولات سيناوية" ليعكس طبيعة محافظتها جنوب سيناء وتظل محافظة على التراث السيناوي، "أنا بدوية ومهّتمة بالتراث السيناوي وهدفي المحافظة عليه وتطويره وإدخاله في كافة المشغولات والأعمال الحديثة لا أن يكون فقط مجرد قطعة ديكور في البيوت".

كان الهدف منه توفير مصدر رزق للسيدات والفتيات بمدينتها، "بنحاول نشجع السيدات المحافظة على تراثنا ويكون ليهم دخل ثابت"، وشاركت بمشغولاتها في عدة معارض بداية من مدينتها ثم على مستوى المحافظة ومع نجاح شغلها وانتشارها انطلقت به في معارض داخل القاهرة الكبرى.

أوضحت حنان أن ما ينقص منتجات الحرف اليدوية هو التسويق الجيد لها واقامة معارض كثيرة لتعريف الناس بهذه المنتجات، التي تبرز كل منها ملامح أهلها وناسها ومحافظتها.