رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

عبدالله الشريف.. الوضيع

عبدالله الشريف
عبدالله الشريف

حين ظهرت المكالمات الجنسية والإباحية للإخوانى عبدالله الشريف، كان البعض يحاول وضعها فى قوامها الصحيح باعتبارها حياة شخصية لا يحق لأحد أن يتدخل فيها، وقد يكون الحق مع هؤلاء، فهى مجرد نزوة من النزوات التى قد يقع أى إنسان فيها، ولا تستحق أبدًا التشهير بصاحبها والرقص على جثته.
لكن الأمر مختلف مع عبدالله الشريف، فقد غفل هؤلاء أن هذا الشخص هو نفسه الذى فلق رأسنا بالحديث عن طهارته وطهارة لحيته وطهارة المجتمع الإخوانى الذى ينتمى إليه، ولم يجد أى غضاضة فى تسريب عشرات المكالمات الشخصية وفبركتها لخصومه ليقيم عليهم الحجة أمام المجتمع البائس من قطيعه، وحين ذاق من نفس اللعبة التى استهواها وعاش عليها مع القطيع الذى يتبعه ويسمع له، ظهر كالكتكوت المبلول، متخبطًا وكذابًا، يحاول تنظيف سمعته أمامهم، ثم اختفى عدة أشهر، ليعود وضيعًا أكثر مما كان على قبل.
والوضيع هو الذى لا يخجل، ولا يرغب فى التحرر من عبوديته وممارسته أحط أنواع الوضاعة خاصة عندما يقبل العودة بوجه مكشوف بعد فضيحته، تنفيذًا لأوامر هؤلاء الذين يستعملونه كمنديل ملوث لإلقائه على وطنه.
لم تقف وضاعة عبدالله الشريف عند هذا الحد، ففى الوقت الذى كان طفله مريضًا ويحتاج له، كان هو على الناحية الأخرى يلهث وراء شهوته واعترافاته بأنه لا يلقى بالًا لحجاب المرأة وإنكاره بأنه شخص متدين، فحسبما قال فى مكالمته المسربة: «أنا مش عالم دين ولا شيخ». وقد أكد عبدالله ذلك بعد فضيحته، فى لايف على قناته، خاصة عندما أشهر سرسجية الدين الجدد الذى دجنهم بشعاراته، الأسلحة فى وجهه، وقالوا له: «خذلتنا» وهاجموه وقطعوه.
منتهى الخساسة والوضاعة، خاصة حين ترى هذا الوضيع يتعامل وكأنه عنصر مؤثر فى المشهد السياسى والإعلامى، وأنه حصان فى سباق الكبار، لكنه فى الحقيقة ليس سوى حصان يستعمله القطريون والأتراك للركوب فقط، وحين تنتهى مهمته، سيربط من يديه وقدميه ويسلمونه إلى مصر التى خانها وباعها ومارس السفالة على أهلها ونسائها ورجالها، وهذا مصيره المحتوم، فاليد التى يظن أنها تحميه، لن تبقى عليه مدى الحياة.
وعبدالله الشريف عكس كل الأبواق الكاذبة فى تركيا وقطر، فهو يلعب مع الجميع، ففى حين أنها مقسمة ما بين فريق فى تركيا وفريق فى قطر، فإنه يلعب مع الجميع وللكل، فهو يقبض من قطر وتركيا وإيران.. وأى جهة تشاور له تريد سب مصر وجيشها.
فهو سب بلده على كل المنابر، ووقف على المسرح يغنى لقطر ويشتم كل خصومها، وقال فى قصيدته «قلنا لقطر»: «والله شفنا الخاين لابس ثوب الشرف.. دجال وعامل فيها المهدى منتظر، غزة وحلب بغداد واليمن بإيديكم فيها كام مليون قبر اتحفر»، موجهًا كلامه إلى الإمارات والسعودية، متجاهلًا ما تفعله إيران فى سوريا واليمن.
وحين قام بسب مصر وجيشها فى حلقة من حلقاته، وقف ليدافع عن إيران وثورتها المسلحة، وكيف أن إيران هى الدولة الوحيدة التى دافعت عن القضية الفلسطينية مدعيًا أن الجيش المصرى باع القضية وخانها، وقال إن العدو الأول لإسرائيل هو إيران، ولا أحد يعرف ما معنى كلمة العدو الأول دون أن تطلق رصاصة واحدة؟، متناسيًا أيضًا تطبيع قطر مع إسرائيل على المستويين السياسى والاقتصادى ووجود أكبر قاعدة عسكرية أمريكية على أراضى قطر، متناسيًا أيضًا أن جماعاته المسلحة التى لم نرَ رصاصة منها ولا من مجاهديها ضد إسرائيل.
والوضيع عبدالله الشريف هو مدعى كل شىء، مدعى دين، مدعى علم، مدعى ثقافة ومعرفة ببواطن الأمور وحصافة رأى، فى نفس الوقت الذى نراه لا يجيد قراءة آية قرآنية على المنابر، ونراه مجرمًا وصاحب سوابق فى الإسكندرية، ومراهقًا وخائنًا لزوجته مع المراهقات الصغيرات، وإرهابيًا يحرض بالسلاح على جيشه وبلده، لكننا الآن نستطيع أن نقول إنه تخلى عن كل ذلك، وإنه لا يحمل أى أفكار جهادية إرهابية، بل هو مجرد وضيع يجلس أمام الكاميرا يمارس السرسجة الدينية أمام الملايين، فهنيئًا له بما رضاه لنفسه ولمصيره المأساوى المنتظر.