رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

ممرضة بيروت التى أثارت تعاطف العالم تروى شهادتها عن انفجار المرفأ لـ«الدستور»

باميلا زينون
باميلا زينون

حكاية جديدة من داخل المدينة المنكوبة بيروت التي أبكت العالم، تثبت أن القصص البطولية الخارقة لم تعد مقتصرة على الأفلام والمسلسلات فقط، ولكن موجودة حية بيننا جميعا لتبث الأمل من جديد خلال العام الجارى.

"أقل من خمس دقائق سمعنا صوتا قويا وحصل زلزال ووقع كل شيء من حولى فوقنا".. بهذه الكلمات بدأت باميلا زينون الممرضة اللبنانية- التى أثارت صورتها وهى حاملها ثلاثة أطفال من مستشفى القديس جورج يوس أو كما يطلق عليها مستشفى الروم وقت انفجار مرفأ بيروت تعاطف وتضامن العالم أجمع- حديثها لـ "الدستور" لتروى ساعات من الخوف والألم لم تعشها من قبل في حياتها.

◄منذ متى وأنت تعملين بهذا المجال؟ وكيف تمكنت من إنقاذ هؤلاء الأطفال؟
منذ 5 سنوات ونصف السنة وأنا أعمل فى عناية الأطفال، يوم الانفجار سمعت كتير صوت قوي وبعدها حصل زلزال كبير بالمبنى ووقع كل شىء من حولى، وبصعوبة بالغة وصلت للأطفال بعد أن تعرضت للضرر عقب إصابتي بالرأس والظهر جراء وقوع الركام والحجارة فوقى أثناء الانفجار.

تمكنت من إزالة الحجارة والحديد من فوقى، ثم ذهبت سريعا باتجاه الأطفال وخاصة أن كل الأسرة دمرت وتحطمت ووقعت فوقها الحجارة والحديد، تمكنت من إزالة الركام بصعوبة من فوق أسرة الأطفال ووصلت إليهم وحملتهم خوفا عليهم من توابع الانفجار.

اللحظة كانت صعبة جدًا، ونجحت في سحب الأطفال من تحت الركام، وباقي الأطفال في المستشفى تم إخلاؤهم بهذه الطريقة سواء من خلال أطقم التمريض، أو من خلال ذويهم، أما باقى المرضى فتم رفعهم من الأسرة الخاصة بهم وتم حملهم ورفعهم من خلال الستائر وإنزالهم للدور الأرضى.

وبدأ الأهالى ومن هم خارج المستشفى يحاولون فتح الباب من الخارج حتى نتمكن من الخروج وإنقاذ الأطفال والمرضى ونقلهم لأقرب مستشفى وخاصة أن كل المستشفيات والبنايات بالمنطقة تأثرت بالانفجار.

ونحن كنا بالدور الرابع وكل شىء حولنا ملىء بالدم وصراخ الأطفال وأهالي يبكون، وباقى الأدوار كلها دم وحطام، ونجحت فعلا بالخروج من المكان، وما كان في سيارات لأن الطرقات كلها كانت مقطوعة، وطلبت من كل من يسألني عن مساعدة عن توفير غطاء حتى يشعر الأطفال بالدفء، وكل من يقابلني يعطيني ملابس حتى نجحت في تدفئتهم ووصلت بهم لبر الأمان.

حقيقة كان هناك دور بطولى واحترافي للغاية لباقي زملائى من التمريض في عملية إخلاء المرضى من تحت الركام.

◄هل تعرضت لمثل تلك التجربة من قبل؟
لا لم أتعرض لأى حادثة أو تجارب سابقة من قبل، فما رأيته في هذا اليوم لن أنساه طوال حياتى، لكننا نقوم سنويا بالتدريب على تمرين خاص بالحريق والكوارث الطبيعية وكيفية التعامل في تلك الأوقات، كما تعلمنا كيف تتم عملية الإخلاء الأفقى والعمودى.

◄هل الأطفال الثلاثة توائم أشقاء؟ وما هو رد فعل ذويهم وقت الحادث؟
الأطفال الثلاثة لم يكونوا أشقاء أو توائم، لكن هما اثنان توأم أخوان صبي وبنت، والثالثة بنت لحالها، تمكنت من الاتصال بأهالي الأطفال وطمأنتهم على الأطفال وأنهم بخير وكانوا بعيدين عن أذى الانفجار، والأهالى ما صدقوا أن أطفالهم بخير لدرجة أنهم حملوا الأطفال وهم غير مدركين أنهم بخير، حتى حملونى وشكروني كثيرا مؤكدين "بحياتنا ما فينا نكفيكى".

◄كيف تتعامل الطواقم الطبية في الوقت الحالي مع توابع الانفجار؟
نحن كطاقم تمريض وطواقم طبية عدنا للعمل مرة أخرى، خاصة أن هناك حالة طوارئ خلفها الانفجار، بدأنا في رفع الركام ومخلفات الانفجار بالدور الأول للمستشفى، وكل الطاقم بدأ في مكان واحد، حتى بعض الأهالى بدأوا في مساعدتنا من خلال رفع الأنقاض وحمل أدوات خاصة بهم من منازلهم للمساعدة بها داخل المستشفى.

الآن أصبح المستشفى فارغًا تمامًا من الحجارة والحطام، وأصبح أفضل بكثير من يوم الانفجار، ولكن يحتاج إلى إعادة ترميم مرة أخرى.