رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

ماذا قال الرئيس عن «إنجاز القرن»؟

السيسي
السيسي


أصحاب الجلالة والفخامة والسمو..
السيدات والسادة.. ضيوف مصر الأعزاء..
يسعدنى أن أرحب بكم اليوم باسم شعب وحكومة جمهورية مصر العربية.. أرحب بأشقاء مصر المخلصين وأصدقائها الأوفياء.. من أرادوا أن يشاركوا شعبها العظيم فرحته بإنجازه التاريخى.. الذى أثبت من خلاله قدرته على صناعة التاريخ باقتدار.. والعبور إلى المستقبل مــــــــن أجل تقـــــــدم ورخــــــــاء الإنسانية بأكملها.
فقرة ارتجلها السيد الرئيس أثناء إلقاء الكلمة:
اسمحوا لى أن أتحدث إليكم كمواطن مصرى يفخر بعظمة بلاده وبحضارتها العريقة، التى تُدرس فى العديد من المناهج الدراسية بمختلف دول العالم لتستلهم شعوب العالم القيم التى أرستها تلك الحضارة العظيمة.. وها هى مصر تقدم اليوم هديتها إلى العالم.. ليس فقط من أجل الشعب المصرى، ولكن من أجل الإنسانية والتنمية والبناء والتعمير.. إن مصر لم تقدم للعالم على مدار العامين الماضيين هذه القناة الجديدة فقط.. ولكن امتد عطاؤها ليشمل مجالات أخرى حيوية.. وسيذكر التاريخ لمصر وشعبها أنهما تصديا لأخطر فكر إرهابى متطرف لو تمكن من الأرض لحرقها.. كما أنهما أسهما فى تقديم القيم الإسلامية السمحة.. من خلال الأزهر الشريف وعلمائه الأجلاء.. الذين يسهمون بفاعلية فى تجديد الخطاب الدينى وتصويبه.
لقد قام الشعب المصرى بإنجاز مشروع القناة الجديدة فى ظروف صعبة على الصعيدين الاقتصادى والأمنى، حيث كانت قوى الإرهاب والتطرف تحارب مصر والمصريين.. إلا أننا استطعنا بفضل الله، عز وجل، ثم بجهد المصريين التغلب على تلك الظروف وتحقيق الحلم.
إن عظمة القناة الجديدة لا تكمن فقط فى كونها إنجازًا هندسيًا هائلًا.. ولكنها أيضًا منحت المصريين الثقة وأكدت للعالم أجمع قدرتهم على العمل والإنجاز.. فالقناة الجديدة خطوة واحدة على طريق طويل بدأه المصريون لتحقيق آمالهم وطموحاتهم.
إن سر عظمة المصريين وقوتهم يكمن فى وحدتهم ككتلة واحدة ووقوفهم صفًا واحدًا ويدًا واحدة.. وها نحن نرى فضيلة الإمام الأكبر وقداسة البابا معًا ليعبرا دائمًا عن وحدة الشعب المصرى.
ولن يفوتنى فى هذا المقام أن أقدم الشكر لأرواح شهداء مصر الذين جادوا بأنفسهم ودمائهم من أجل هذا الوطن ولتحقيق استقراره.. لقد قدموا تضحية غالية ليس فقط من أجل مصر.. ولكن أيضًا من أجل الإنسانية.. كما أتقدم بوافر الشكر والتقدير للهيئة الهندسية للقوات المسلحة ولهيئة قناة السويس وتحالف شركات التكريك وشركات المقاولات التى أسهمت جميعًا فى إنجاز هذا المشروع العظيم فى توقيته المحدد.
وعَدنا نحن- المصريين- العالم بأن نقدم له القناة الجديدة هدية.. وها نحن نفى بالوعد الذى قطعناه جميعًا علــى أنفسنا.. وفى زمن قياسى.. نهدى للعالم شريانًا إضافيًا للرخاء.. وقناة تواصل حضارى بين الشعوب.. لتسهم فى تيسير وتنمية حركة الملاحة الدولية.. وتفتح آفاقًا جديدة للتنمية.. وتشارك فى تحقيق آمال وطموحات شعب مصر العظيم.. الذى أنجز هذا المشروع بعقول أبنائه.. وقوة سواعدهم.. ومدخرات أموالهم.
من سيناء الغالية.. ملتقى الشرق والغرب.. من أرض مصر الطيبة كأخلاق أهلها.. العظيمة فى شموخها كالأهرامات.. العبقرية فى موقعها على مر الزمان.. الباقية أبدًا كنيلها الخالد.. نستلهم من كتاب التاريخ الإنسانى.. صفحات الفخر والمجد التى كتبها الأجداد.. ونسطر فى صفحات المستقبل نهجًا فريدًا لمصر الجديدة يلبى طموحات أبنائها.. ويتسق مع كفاحهم ونضالهم الممتد بامتداد البشرية.
لطالما كانت قناة السويس جزءًا من نبض مصر فشغلت مفكريها وأدباءها.. فها هو مفكر مصر الكبير الدكتور جمال حمدان يصفها قائلًا: «لنا أن نطمئن رغم كل التحديات والعقبات أن مستقبل قناة السويس وثيق كما هو مضمون.. بل ومشرق أكثر مما كان فى أى وقت مضى فقط بشرط أن نقبل بالتحدى.. وأن نتصدى للخطر باليقظة وبالإصرار وبالتخطيط الدءوب ثم بالعمل الحازم الحاسم».. وها هى نبوءة جمال حمدان تتحقق.. واقعًا جديدًا يجرى الآن متدفقًا فى مياه هذه القناة.
واسمحوا لى أن أوجه رسالة إعزاز وتقدير لشعب بلادى.. الذى برهن يومًا تلو الآخر على أن عطاء مصر من أبنائها المخلصين لا ينضب أبدًا.. يا أبناء مصر.. إننى أحيى وطنيتكم.. فقد لبيتم نداء الوطن.. وتمكنتم من تمويل هذا الإنجاز الهائل خلال أيام معدودات.. ودعونا جميعًا نهدى إنجازنا العظيم لأرواح شهداء مصر الأبرار.. نقول لهم إن أرواحكم لم تذهب هباء.. ودفاعكم عن وطنكم وشعبكم لم يكن فقط من أجل الدفاع عن أرض الوطن.. ولكن أيضًا لمنح الأمل لأجيال قادمة.. ستعى وتتعلم من تجاربكم وتاريخكم معانى الفداء والتضحية والإيثار.. فلتنعموا جميعًا فى سلام الجنة.. ولن يفوتنى فى هذا المقام أن أتوجه بخالص الشكر والتقدير.. لكل من أسهم بنتاج عقله وجهده فى تحقيق هذا الإنجاز المبهر.
أصحاب الجلالة والفخامة والسمو..
السيدات والسادة.. ضيوف مصر الأعزاء.
إن انطلاق حركة الملاحة البحرية فى قناة السويس الجديدة.. وإنجازها بهذه المعدلات غير المسبوقة.. يتخطى تحقيق أهداف اقتصادية أو سياسية.. ليبرز لنا هدفًا إنسانيًا تنشده مصر المستقبل.. يحقق لشعبها الكرامة والعدالة والاستقرار.. فى ظل دولة ديمقراطية مدنية حديثة.. مــن خــلال استدعاء القــدرات المصرية على البناء بخطوات متسارعة فى شتــى المجــالات.
إن مرحلة البناء الراهنة تتطلب تهيئة المناخ المناسب للعمل والاستثمار.. ولقد كان رجال القوات المسلحة والشرطة المدنية فى طليعة الصفوف المصرية.. التى تسعى بدأب وإخلاص فى مواجهة إرهاب أعمى.. فقد صوابه.. وراح يضمر الشر والسوء لمصر وشعبها.. وأراد أن يفرض على المصريين أفكاره المتخلفة عن ركب الحضارة.. فكانت إرادتهم وقدرتهم على هزيمته ودحره أقوى من حقده وعنفه.
إن التاريخ يروى للإنسانية بأسرها كيف كانت قناة السويس محورًا لانطلاق إشعاع مصر الثقافى والحضارى للمنطقة والعالم بأسره.. وهمزة الوصل بين مختلف أرجائه.. بدءًا من العصر الفرعونى ومرورًا بالحكم الإغريقى والحقبة الإسلامية.. ثم التاريخ الحديث.. ووصولًا إلى قناتنا الجديدة.. إن مصر ستظل الملتقى الجامع للشرق والغرب مثلما كانت على مدار التاريخ.
أصحاب الجلالة والفخامة والسمو..
السيدات والسادة ضيوفنا الأعزاء..
إن الشعب المصرى العظيم يعلن للعالم اليوم رسالة قناة السويس الجديدة: إننا ننتصر على الإرهاب بالحياة، وعلى الكراهية بالحب.. لتكون القناة منطقة رخاء للإنسانية.. ليس فقط فوق مياهها بل وعلى ضفتيها.. بما يرتفع إلى مقام تاريخ هذه القناة التى وضعت بصماتها على جغرافيا الوجود وخريطة البشرية.. وأؤكد لكم أن مصر ليست بلد المشروع الواحد.. ولا يصح أن تكون كذلك.. فشعبها الشاب كما هو فى حاجة إلى العمل فإنه أيضـًا قـــادر علــى الإبداع والإنجاز.. وما افتتاح قناتنا الجديدة اليوم إلا انطلاقًا لمشروعات وطنية عديدة.. ولعل أكثرها اتصالًا بإنجاز اليوم هو مشـروع التنميـة بمنطقـة قنـاة الســويس.. حيث تم اعتماد المخطط العام للمشروع.. وستشرع الحكومة على الفور فى تنفيذه بتنمية وتطوير منطقة شرق بورسعيد.. والتى ستشهد توسعة ميناء شرق بورسعيد وتطويره.. والاهتمام بالظهير الصناعى للميناء.. وكذا تطوير البنية الأساسية للمنطقة وربطها مع المشروعات الأخرى الجارى تنفيذها.. وسيلى ذلك البدء مباشرة فى تنمية مناطق الإسماعيلية والقنطرة والعين السخنة.
إن تنمية منطقة القناة تستهدف إنشاء منطقة اقتصادية عالمية.. تشمل عددًا من الموانئ والمدن الجديدة والمراكز اللوجستية والتجارية.. والتى تحقق زيادة لمعدلات التبادل التجارى بين مصر وجميع دول العالم.. ونحن باستمرارنا فى تحقيق هذا الهدف.. نطمح إلى مشاركة أصدقائنا فى كل ربوع العالم فى حلمنا الطموح ببناء مصر المستقبل.. حيث تنطلق فى مصر حزمة من المشروعات تستهدف إنشاء شبكة قومية للطرق العملاقة.. وتنمية زراعية تطمح لاستصلاح مليون فدان.. وإنشاء عدد من المدن الجديـــدة لتسـتوعب الزيـادة السـكانية.. بالإضافة إلى البدء فى تدشين عدد من الموانئ.. والتوسع والتنمية الصناعية من خلال تشجيع الصناعات الصغيرة والمتوسطة.. وأؤكد لكم جميعًا أن الدولة المصرية تجدد عزمها على المضى قدمًا على خطى الإصلاح السياسى والاجتماعى.. لتحقيق أهداف وطموحات أبنائها فى العدالة الاجتماعية والكرامة الإنسانيـة.
السيدات والسادة
الحضور الكريم..
إننى أتوجه لكم جميعًا بالتحية والتقدير.. وأشكر الله عز وجل أن وفقنا جميعًا لإنجاز هذا الحلم الكبير.. الذى عظّم لدينا الدافع لتحقيق المزيد من الإنجازات لمصرنا الحبيبة الغالية.. ذلك الوطن العظيم الذى حمَّلنى أمانته ومسئولية قيادته.. إن هذا الوطن يستحق أن نبذل من أجله الكثير ونضحى من أجل أن يصل إلى ما يستحقه.. هذا الوطن ينتظر منا جميعًا صدقًا فى النوايا.. وإخلاصًا فى العمل.. وثباتًا على المبادئ والقيم.. جميعًا.. شبابًا وشيوخًا.. رجالًا ونساء.. مسلمين ومسيحيين.
إن مصر التى استعادت إرادتها مع ثورتى الخامس والعشرين من يناير والثلاثين من يونيو.. قد اختارت سبيلها.. وأنارت دربها.. وإن كانت لم تصل بعد إلى كل ما تريد.. فإنها عرفت كل ما تريد وتمضى فى طريقها لتحقيقه.. وإذا كانت الشعوب قادرة على الحلم.. فإن الشعوب الحرة فقط هى القادرة على الإنجاز.
بسم الله الرحمن الرحيم.. على بركة الله.. نأذن نحن عبدالفتاح السيسى، رئيس جمهورية مصـر العربية.. ببدء تشــغيل قنـاة السويـس الجديـدة.
تحيا مصر.. تحيا مصر.. تحيا مصر
وتحيا شعوب العالم المحبة للسلام..
وتحيا مبادئ الإنسانية وقيم التسامح والتعايش المشترك
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
خطاب الرئيس عبدالفتاح السيسى فى افتتاح قناة السويس الجديدة