رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

«تراجع كورونا».. كيف نحافظ على انحسار الإصابات خلال العيد؟

كورونا في مصر
كورونا في مصر

شهدت الأسابيع القليلة الماضية تراجعًا كبيرًا في أعداد المصابين بفيروس كورونا، بعد أن كان عدد الحالات الجديدة في اليوم الواحد تجاوز أكثر من 1500 إصابة، الأمر الذي تسبب في حالة من الذعر لدى المواطنين الخائفين من عدم وجود سرير داخل المستشفيات حال تطورت إصابتهم.

وسرعان ما استطاعت وزارة الصحة تحديد أشكال المرض في طوره الأول، بالإضافة إلى الاعتماد على العزل المنزلي في الحالات البسيطة والمتوسطة، الأمر الذي دفع كثير من المرضى إلى الشفاء السريع، قبل الدخول في دوامة المراحل الخطرة.

وفي آخر تصريح له، يقول الدكتور مصطفى مدبولي، رئيس مجلس الوزراء، إن عدد المصابين بفيروس كورونا المستجد الموجودين على أجهزة التنفس الصناعي على مستوى الجمهورية لا يتجاوز 80 حالة، فيما يعني أن الخطورة التي كان يخشاها المواطنين عند الإصابة بكوفيد-19، أصبحت تحت السيطرة.

كيف وصلت مصر إلى هذه المرحلة الآمنة؟

يقول الدكتور توفيق عنتر، مدير مستشفى أسوان، إن انخفاض معدل الإصابة بفيروس كورونا المستجد، له عدد من الأسباب لعل أولها هو تعدد سبل معرفة الإصابة بالعدوى من عدمه، وعدم الاقتصار على المسحة التي تكالب عليها الكثير من المواطنين وهم في غير حاجة لها، مما عرقل عملية التعرف على المرضى الحقيقيين في الطور الأول من الإصابة، وأصبح من الممكن تحديد المصابين من خلال صورة الدم الكاملة التي يمكن للمواطن إجراءاها في مختلف محافظات مصر.

وأكد "عنتر" أن وعى المواطنين ارتفع بالتزامن مع ارتفاع أعداد الحالات خوفَا من تلقى المصير ذاته، والدخول في دوامة الحصول على سرير داخل مستشفى، خاصة في ظل الارتفاع الجنوني للأسعار والذي أعلنته المستشفيات الخاصة، ومن ثم أصبح المواطن حريصًا على حياته أكثر من أي وقت مضى.

وأضاف عنتر أن وعى المواطنين بالمرض وقراءتهم المستمرة عنه جعل عدد كبير من المصابين يفضل العزل المنزلي مع الالتزام بالتعليمات التي أقرتها وزارة الصحة ومنظمة الصحة العالمية، الأمر الذي عجل بشفاء الكثير من الحالات، وأصبح العزل المنزلي هو الأسلوب المفضل لدى الكثير من المصابين حتى وقتنا هذا، طالما أن الحالة تم اكتشافها مبكرًا ولم تصل إلى مرحلة الخطر.

سبل الحفاظ على انحسار المرض أثناء العيد

ومن جانيه يرى عادل أحمد، استشاري جودة الرعاية الصحية ومكافحة العدوى، أنه يجب على المواطنين عدم التفريط في الالتزام بالإجراءات الاحترازية المعروفة سلفًا، من استخدام الحكول المطهر وارتداء الكمامات أثناء التواجد مع عدد كبير من البشر، أو خارج المنزل بشكل عام خاصة للأشخاص أصحاب الأمراض المزمنة، وكبار السن.

وأكد أنه رغم التأخر في أعداد المصابين، إلا أن تبادل الزيارات والخروج في تجمعات كبيرة من شأنه أن يعيد الأزمة كما كانت لأن المرض لم ينته إلى الأبد.

وناشد استشاري جود الرعاية الصحية، المواطنين، بضرورة الالتزام بارتداء الكمامات أثناء تبادل الزيارات العائلية، وعدم التكالب على الأضحية بوجود أعداد كبيرة حولها، مع ضرورة الحفاظ على المسافات بين المواطنين، حتى نخرج من عيد الأضحى ونحن لا نزال محافظين على معدل انحسار المرض.

جدير بالذكر أن مصطفى مدبولي، رئيس مجلس الوزراء، أشار إلى ضرورة استمرار الالتزام خلال الفترة المقبلة بكافة الإجراءات الاحترازية والوقائية التي يتم تطبيقها؛ وذلك للحفاظ على ما تحقق من نتائج فيما يتعلق بتراجع معدل الإصابات والوفيات بفيروس كورونا، لأنه في حال عودة هذه المعدلات للارتفاع مرة أخرى سيؤثر ذلك سلبًا على دوران عجلة الاقتصاد، كما سيجبرنا على غلق العديد من الأنشطة، وهو ما يؤثر على فرص العمل، وأرقام الاقتصاد خلال الفترة المقبلة.