رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

«الدستور» تكشف تفاصيل الاجتماع السرى لـ«السراج» ووزير خارجية قطر

السراج ووزير خارجية
السراج ووزير خارجية قطر

توبيخ رئيس «الوفاق» بسبب قلة المعلومات عن شيوخ القبائل الذين زاروا القاهرة.. وتأخر رواتب الميليشيات
كشفت مصادر مطلعة تفاصيل اللقاء، الذى جمع رئيس حكومة الوفاق الليبية المنتهية ولايتها، فايز السراج، بوزير خارجية قطر، محمد بن عبدالرحمن ال ثانى، وسفير دولة قطر لدى ليبيا، محمد بن ناصر آل ثانى، فى إسطنبول.
وقالت المصادر، لـ«الدستور»، إن اللقاء جرى فى منزل «السراج» القريب من حديقة أميرجان على مضيق البسفور، وحضره كل من وزير الدفاع التركى خلوصى آكار، ومدير المخابرات التركى هاكان فيدان، ومحمد المسند، المسئول فى المخابرات القطرية عن ملف ليبيا، وعدد من ضباط المخابرات العسكرية فى حكومة الوفاق.
وأشارت المصادر إلى أن المجتمعين ناقشوا مسألة التدخل المصرى فى ليبيا، وماذا يمكن أن يكون عليه الموقف العسكرى، واتفق الجميع على أن المواجهة المباشرة ستؤدى إلى انهيار القوى المسلحة لـ«الوفاق» وتشتت الميليشيات، خاصة أن أغلب تلك القوات لا تعرف شيئًا عن جغرافية المنطقة، وأغلبهم سوريون وتونسيون.
وقال سفير قطر لدى حكومة الوفاق، خلال اللقاء، إن هناك جهودًا تُبذل للاستفادة من ميليشيات مسلحة من تشاد، وإن المخصصات المالية لدخولها فى المعارك باتت جاهزة، بالإضافة إلى وصول عدد كبير من راجمات الصواريخ والمدرعات عبر صحراء النيجر إلى مدينة صبراتة، لكن هناك مشكلة فى رواتب عناصر الميليشيات السوريين، حيث إنهم لم يتسلموا رواتبهم منذ ٣ أشهر، وإن نحو ١٠٠٠ منهم هربوا إلى أوروبا عبر قوارب من مصراتة، وإن الأوضاع فى المدينة خارج السيطرة بسبب تعدد القيادات هناك.
وقال وزير الدفاع التركى إن القوات البحرية التركية قادرة على تأمين نقل المعدات، لكن فى حال وقع أى صدام مع القوات البحرية اليونانية أو المصرية، فلابد أن تكون هناك بدائل لنقل المعدات، واقترح أن تكون عبر تونس، من خلال حلفائه هناك.
وذكرت المصادر أن «آكار» لم يستبعد وقوع صدام، خاصة أن هناك حالة من التوتر فى البحر المتوسط، ووقعت مناوشات يوم الثلاثاء الماضى، ولولا تدخل ألمانيا لوقع صدام مع البحرية اليونانية، منوها بأن القوات البحرية المصرية لديها قدرات كبيرة، وغواصاتها قادرة على ضرب الفرقاطات التركية.
أما المسئول عن الملف الليبى فى المخابرات القطرية، محمد المسند، فأبدى استياءه بسبب قلة المعلومات عن تحركات شيوخ القبائل، الذين زاروا مصر، وعدم دقتها، قائلًا إن المخابرات القطرية فوجئت بهذا العدد الكبير منهم، وطالب حكومة الوفاق بأن يكون لها دور أكبر فى وقف نشاطات مصر فى ليبيا عبر تجنيد من يصلح لأن يكونوا ممثلين للقبائل.
وقال وزير الخارجية القطرى إن هناك حالة من عدم الارتياح فى أوروبا تجاه تركيا، بسبب موقفها فى ليبيا، وإن قطر تسعى من خلال علاقتها بألمانيا وفرنسا لوقف أى عقوبات محتملة، لكن مصر والسعودية والإمارات تقوم بجهد لفرض هذه العقوبات، مطالبًا الجيش التركى بالإسراع فى إنجاز مهمته فى شمال العراق وسوريا، وبسط سيطرته البحرية فى «المتوسط».
وأعرب «السراج» عن انزعاجه من هجوم الإعلام المصرى والسعودى والتونسى والجزائرى ضد حكومته، ووجه إهانة إلى إعلام جماعة الإخوان فى تركيا، واصفًا إياه بـ«إعلام ضعيف» لم يكن بالمستوى المطلوب، وهنا تدخل وزير الخارجية القطرى وطلب الاتصال بطارق أبوالسعود وبأيمن نور، للاطلاع على خطط القنوات لدعم حكومة «السراج».
وأشارت المصادر إلى أن الاجتماع استمر لنحو ٣ ساعات ونصف، تخللته مأدبة غداء، وجاءت زيارة «السراج» إلى تركيا مفاجئة، ولم يعلن عنها ولا عن مدتها وجدول أعمالها، وكذلك زيارة وزير خارجية قطر أيضًا.